هناك نقطة هامة قد التبست على الملحد بل على بعض المسلمين ايضا فتصور ان قوله تعالى
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا يتحدث عن كتلتين صلبتين وتم الفصل بينهما وعلى الرغم من ان التفاسير واقوال اهل العلم انهم لم يفهموا الرتق على انه كتلة.ولكن الله سبحانه وتعالى لم يتركنا حيارى بل اشار الى طبيعة هذا الرتق الذى رفضه الملحد فى قوله تعالى فى سورة فصلت
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
وطالما السماوات والارض كانتا رتقا فالارض والسماء كانتا دخانا او اقل من الدخان لأن الله تبارك وتعالى اوجد السماء قبل السماوات كما سنرى
وهنا يُطل سؤال هام وما الدليل على ان الارض لم تكن متكونة اثناء الرتق؟
اولا قوله تعالى كَانَتَا رَتْقًا يوحى بان حالة الارض تشبه حالة السماء والتى كانت دخانا والا كيف كان الرتق بينهما؟ فالرتق فى لغة العرب يقال لشيئين ملتصقين فكيف يلتصق الدخان او الغاز الا بمثله؟ والالتصاق هو فهم اهل التفسير للرتق وعلى رأسهم امام التفسير وترجمان القرأن ابن عباس رضى الله عنه .
ثانيا قوله تعالى
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًاولكن السماوات لم تكن متكونة اثناء الرتق بل تم ذلك بعدخلق الارض خلقا اوليا بل بالتوازى معه فنستنتج ان الارض بالتأكيد لم تكن مخلوقةوحيث انه تبارك وتعالى قال انه خلق الارض فى يومين فهذا دليل انها لم تكن مخلوقة قبل اليومين رغم انها كانت منفصلة خلال اليومين وبالتالى اثناء الرتق ايضاوالا فلماذا يُخلق المخلوق؟ ولو كانت السماوات مخلوقة اثناء الرتق فلماذا الحاجة ليومين بعد الارض؟اذن الرتق كان غازياوليس صلباوهذا يلائم اخر ما قاله العلم وهذا ما تقول البيج بانج انه حدث بعد ما اسموه الانفجارالعظيم.
ويأبى الله سبحانه وتعالى الا ان يقيم الحجة الدامغة على الملاحدة فحدد لنا حال السماء(الكون) بعد الفتق بأيتين كريمتين
سورة الذاريات
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)سورة النازعات
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)ثم اخبرنا سبحانه بما سيكون فى مستقبلنا وهو ما اقره العلم الان ايضا وما سيحدث للكون
سورة الانبياء
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)صدق الله العظيم