الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:الحلقة (11) (وسائل الإعلام)
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) والتي نسعى من خلالها إلى غرس معاني الإيجابية في الجيل الجديد وكذلك توجيه المربين إلى الاهتمام بهذه المعاني.
نعيش اليوم معكم مع قضية هامة تساهم بشكل كبير في إيجاد جيل إيجابي إذا استخدم واستثمر بالشكل الصحيح ومن ناحية أخرى تساهم في إيجاد جيل سلبي إذا استخدم استخداما سيئا. موضوعنا اليوم هو وسائل الإعلام وكيف نستطيع أن نجعل هذه الوسيلة مفيدة في غرس معاني الإيجابية لدى المتربين.
لا يستطيع أحد أن يغفل دور وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر، ولا يستطيع أحد أن ينكر مدى تأثير هذه الوسائل سلبا أو إيجابيا على جميع من يتابعه، والمربي الذي يحاول أن يعزل المتربين عن هذه الوسائل يعيش في وهم، لأنها أصبحت جزءا من حياة الناس.
المربي العاقل هو الذي يعرف كيف يستثمر الأشياء الموجودة لمصلحته ومصلحة المجتمع، ولا شك بأن لوسائل الإعلام إيجابيات كثيرة، ولذلك دعونا نستعرض بعض هذه الوسائل وكيف يمكننا استثمارها في غرس المعاني الإيجابية في نفوس المتربين:
1- أكبر الوسائل الإعلامية انتشارا وتأثيرا هي التلفاز، هذه الوسيلة التي تنشر الخير والشر، فيجب على المربين أن ينبهوا لها جيدا وخاصة مع الأطفال، علينا توجيه الأطفال إلى القنوات الهادفة والتي أصبحت موجودة بحمد الله وتبث رسوما وبرامج هادفة لهم وكذلك شراء الرسوم والبرامج الهادفة من المحلات وعرضها على جهاز الفيديو من الأفكار المناسبة كذلك. عندما يكبر الطفل ويدخل في مرحلة المراهقة، نوجهه إلى مشاهدة البرامج الهادفة في القنوات الهادفة، وإذا صادف وشاهد الابن أو البنت برنامجا غير مناسبا فإننا نبين له من خلال الحوار والمناقشة سلبيات هذا البرنامج حتى نقنعه بضرورة ترك مثل هذه البرامج، وكذلك من الضروري توفير البرامج البديلة ولذلك نقترح أن يتم وضع جدول أسبوعي أمام التلفاز توضع فيه البرامج بالأيام والأوقات وعلى أي القنوات تعرض، وبالتالي عندما يأتي أحد لفتح التلفاز فإن الجدول أمامه ويمكنه اختيار البرنامج المحبب إليه.
2- من الوسائل الهامة كذلك، الانترنت، وهي أصبحت الآن في كل بيت تقريبا ويعرفها الصغار قبل الكبار، ولذلك ينبغي على المربين التعامل مع هذه الوسيلة باهتمام، وعدم ترك الحبل على الغارب خاصة وأن دخول عالم الانترنت يؤدي إلى الإدمان، علينا أن نوجه الأبناء إلى كيفية الاستغلال الأمثل ووضع أوقات محددة للاستخدام.
3- تعتبر الإذاعة كذلك من الوسائل الهامة، وخاصة عند الوجود في السيارة وهي موجودة حتى في الهواتف النقالة، ولذلك ينبغي على المربين أن يوجهوا المتربين إلى أن يسمعوا المفيد مثل القرآن والأناشيد والمحاضرات والبرامج الهادفة الأخرى والتي تعرض على إذاعات القرآن الكريم أو أية إذاعة مفيدة.
4- يغفل بعض المربين كذلك دور الجريدة والتي يمكن من خلالها أن يقوم المربي بغرس بعض المعاني في المتربي من مشاهدة أخبار الدولة وما يحصل للمسلمين في بقاع العالم، وقراءة بعض المقالات المفيدة عندما يكبر الطفل وكذلك توجيهه بأن يكتب فيها.
هذه بعض الوسائل وبعض الأمثلة لما يمكن أن نفعلها اتجاه هذه الوسائل ونسأل الله تعالى أن يعيننا عليها ويوفقنا إلى كل خير، والحمد لله رب العالمين.