الحضارة الإسلامية
إن بقاء هذه الأمّة يرتبط ببقاء دينها وفكرها وحضارتها . لأن الأمم التي اندثرت ولم يبق لها أثر لم ينقطع نسلها ولكن اندثار الأمة يعني زوال حضارتها . فنحن نقول : هلكت الأمة البابليّة أو الفرعونية فإننا نريد زوال حضارتها .أمّا النسل فما زال يربط الماضي – ما قبل التاريخ – بالحاضر والمستقبل .
فالبقاء والزوال للأمّة بقاء حضارات.
وكل حضارة شاهدتها الدنيا بناها أهلها بعرقهم وجهودهم فصالح عليه السلام ذكّر قومه بنعمة الله أن بوأهم في الأرض ..
قال تعالى:
[ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ{74}]الأعراف: 74 .
وفي سورة الشعراء جاء جانب الزراعة وبناء البيوت الفارهة..
قال تعالى:[ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ{149}] الشعراء:149.
وأصحاب الحِجْر[وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ{82}] الحجر:82 .
وقوم عاد قال لهم نبيّهم هود:[ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ{129}] الشعراء: 129.
على أحد معنيين لكلمة مصانع.
فكل حضارة بناها أهلها بعرقهم وجهودهم .
أمّا حضارة الإسلام والتي بدأت في عهد نبيّهم فقد أهداها الله لهذه الأمّة . هدية " جاهزة" إنها حضارة دين وعقل وعقيدة فتحوا بها الكون فإن أضاعوا سببها ضاعوا ، فهذه سنة الله .
ومثلهم كرجل باع مساحة من الأرض لكل من يرغب في البناء عليها . وادّخر قطعة بنى عليها بيتاَ فأتمه وأحسنه وأسكن فيه حارس القرية فلمّا مات الحارس وانشغل أولاده عن مهنة الحراسة أراد صاحب القرية أن يخرجهم من البيت . واحتج أولاد الحارس : لماذا نخرج وحدنا ؟ قال لهم : أن كل بيت بناه أهله .
أمّا أتنم فسكنتم لحراسة القرية، فإن عجزتم عمّا كلفتم به فليس لكم مقام في البيت، هذا ولله المثل الأعلى .
إن حضارتنا دين... وحراسته مهمتنا ، ونحن نملك حقائق لا يملكها أنصار أيّ دين ، ونستطيع أن ندافع عن ديننا بالحسنى والكلمة الطيبة وللعلماء المعاصرين جهود في بيان الحق ، شكر الله لهم وهذا المقالات دفاع عن حقائق الإسلام . فالإسلام قضية عادلة وإن وقعت في أيدي محامين فاشلين..
الله أسأل أن يجعلنا جميعاَ في خدمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .