هناك دائماً طريقتين لتفسير النصوص...الطريقة المُستقيمة...أى التى تأخذ بالمعنى الظاهر من النص دونما أى تأويل أو إستبطان....و الطريقة اللولبية....و هى طريقة تعتمد على مُحاولة تأويل كلمات النصوص بحيث تُلاءم ما يُريده المُتحدث.....
و أنا فى رأيى أن الأستاذ نور العالم يعتمد الطريقة الثانية....و هى لا غضاضة فيها...فالنصوص المُقدسة بالذات قد تحتاج إلى الكثير من الإستبطان و تدبر المعانى عن النصوص البشرية!
و لكن مُحاولة تأكيد شيئ قد نفاه صاحبه لمجرد تعارض بين نصين مُقدسين يتخطى حدود التفسير اللولبى.....كان بوسع يوحنا ببساطة أن يقول : نعم...أنا إيليا...أو أنا روح إيليا!...ليحل هذا الإشكال و يوفر علينا كل هذا القيل و القال!
اقتباس:
اما لماذا لم يشرح لهم انه جاء بروح ايليا وقوته
لان يوحنا كان هدفه الاساسى هو ارشاد الناس الى المسيح الذى جاء يمهد الطريق امامه
فكان يقول لهم
انا اعمد بماء و لكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. هو الذي ياتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه.( يو 1 : 26 ، 27) و لكن ياتي من هو اقوى مني ...... هو سيعمدكم بالروح القدس و نار. الذي رفشه في يده و سينقي بيدره و يجمع القمح الى مخزنه و اما التبن فيحرقه بنار لا تطفا. ( لو 3 : 16 ، 17 )
وكان يشهد ويرشد الناس للسيد المسيح
و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلت عنه ياتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي.
( يو 1 : 29 : 30 )
وكان هدفه ان يتبع الناس السيد المسيح
و في الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو و اثنان من تلاميذه. فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. ( يو 1 : 35 ـ 37 )
وكان يعتبر التفاف الناس حول السيد المسيح هو قمة فرحه
جاء تلاميذ يوحنا اليه و قالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الاردن الذي انت قد شهدت له هو يعمد و الجميع ياتون اليه. اجاب يوحنا و قال لا يقدر انسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء. انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت لست انا المسيح بل اني مرسل امامه. من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل. ينبغي ان ذلك يزيد و اني انا انقص ( يو 3 : 26 ـ 30 )
كلام عير مُقنع....فهل إذا أكد يوحنا كلام اليسوع سيفتن الناس و يجعلهم يتبعونه!!!!.....ألم يكن ذلك ليقوى مركز اليسوع وسط قومه و يؤكد لهم أنه فعلاً الرسول المُنتظر.....و كيف لم يوحى اليسوع...بحكم أنه إله....لعبده يوحنا و يُجرى كلامه على لسانه ليؤكد صدق قوله.....أو حتى يقول ، أنه و إن لم يكن إيليا...فهو روح إيليا!...لماذا لم يُساءل يوحنا الناس الذين سألوه و أتوا ليتحققوا من صدق كلام اليسوع و يقول: من قال لكم هذا الكلام...فإن أجابوا بأنه اليسوع....يُمكنه تدارك نفسه و يقول: نعم هو الحق؟....حينها سيثبت صدق اليسوع واضحاً جلياً أمام كل من شكك فيه؟!!!!....و مُقارنة بسيطة بين موقف يوحنا و اليسوع...و موقف أبو بكر و الرسول مُحمد (صلى الله عليه و سلم)...فحين حدوث مُعجزة الإسراء و المعراج و إخبار الرسول بها...تعجب القوم و كذبوه.....و إتخذوها ذريعة لفض الناس عن مُحمد....فذهبوا إلى أقرب أصدقاءه و أخلصهم له...الصديق أبو بكر...فقالوا له: ما قولك فى رجل يدعى أنه ذهب إلى بيت المقدس فى الليل و صلى هناك...ثم عرج إلى السموات العليا....و عاد و لم ينقضى الليل .....هل تُصدق هذا؟.....فقال أبو بكر....لا أصدق هذا....فعندما أجابوه ساخرين: و ما قولك أن صاحبك هو من قال هذا؟.....فرد أبو بكر بمنتهى الحزم: لو أن مُحمداً قالها فقد صدق!.....هذا هو الصِديق الذى لا يجعل مجالاً للجدل أو الشُبهات!....فهل فعل يوحنا ذلك؟....لا!!!
و إذا كان يوحنا جل همه هى الدعوة للإله المُنتظر و تمهيد الطريق له...فلم نشأت الطائفة المعمدانية، تلك التى تنتظر المسيح.....و لم كان الذبح و التقتيل و التخريب هو نصيبها على أيدى الإيمان الصليبى الناشئ:
و لتقرأ معى ما كتبه الدكتور: هانز أتروت فى هذا الصدد:
www.basrejesus.net
و
http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...E1%ED%D3%E6%DA
اقتباس:
فإدعاء يسوع على يوحنا المعمدان يَدْحضُ بدوره إستمرار الطائفة المعمدانية و ينفى وجودها، إذ أنه لو كان ما ذُكر فى العهد الجديد صادقاً، فإن الطائفة المعمدانية كَانتْ سَتَحْلُّ نفسها لمصلحة الطائفةِ المسيحيةِ ، هذا إذا كان ورثةِ يوحنا من أتباعه آمنتْ بهذيانِ يوشع بن بانديرا هذا المُلقب زوراً ، بإسم اليسوع.
فالطائفة المعمدانية التابعة ليوحنا المعمدان يبدو أنها قلّلتْ من تقدير قوة و سطوة المافيا المسيحية. و الوريث الثانى ليوحنا المعمدان في طائفتِه، سايمون الأكبر (سايمون ماجنس) تم قتله و التخلص منه مِن قِبل "الشهيدِ" المسيحيِ سايمون بيتر – أو (الصخرة) ...واحد من تلك الصخور القاتلة، المُخضبة بالدماء، التى بُنيت عليها تلك المافيا الدينيةِ . . . تلك هى الطاقةُ الإجراميةُ المُتعارف عليها التي عن طريقها يتخلص الكذابونُ، المخادعون، المجرمون، و تشكيلات المافيا الدينية ، و بالأخص القتلة بإسم المسيحية ، من أعدائهم و مُخالفيهم دائماً. و بنفس الإسلوبِ و بنفس العقيدة (الإيمان المسيحى) ، قَتلَ المسيحيون المسلمين واليهود، خاصةً أثناء الحملات الصليبيةِ. فورثة يوحنا المعمدان كَانوا عقبةَ كئود فى وجه يوشع بن بانديرا (اليسوع) و مسيحييه ، لذلك فكان لا بُد من إحلال أنفسهم محل الطائفة المعمدانية ليستتب لهم الأمر. لذا، فقد كان يجب التخلص منهم . و الخلاصة فإن المسيحية هى فى الحقيقة مُجرد إجرام و مافيا بإسم الدين. مالذى يُمكن للمرء أن يتوقعه من شخص ملعون من الله بمُقتضى الكتاب الذى يعظ هو به؟ :
سفر التثنية: إصحاح 21: 23
(فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لأن المعلّق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا)
و يبدو أن اليسوع وجد نفسه فى مأزق أن يحاول أن يُسوق للأتباع حقيقة وضعه....فأين هذا الإيليا.....
اقتباس:
هنا يقول ابتدا يسوع يقول للجموع عن يوحنا....... ان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي
فتأتى الصاعقة برفض يوحنا لهذه الصفة التى إدعاها عليه اليسوع....هذا إلى جانب أن اليسوع كانت أيضاً تنقصه صفة أخرى من صفات المسيا المُنتظر....ألا و هى أنه من نسل داود....
و التفسير اللولبى ينحصر فى منحيين:
1- أن اليسوع بحكم أنه إله....فهو أصل ذرية داود كما جاء فى سفر الرؤيا 22 : 16
«أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».
و هذا إدعاء باطل....لأنه لهذا المُنطلق.....فإن كل مُدعى للألوهية يُمكن أن ينسب نفسه لأى شيئ لتأكيد شرعيته.....و لم أصلاً سمح الإله لداود أو يقول أن المسيا الآتى سيأتى من نسلى.....و النسل يعنى إنتقال للصفات الوراثية و الجينات من أب أو أم لإبن أو إبنة...لم لم يُترك هذا الأمر مُعلقاً ليكون لليسوع بعض المصداقية؟.....يُمكن للساحر الأفريقى، الذى يُحيى الموتى عن طريق ما يُسمى بظاهرة (الزومبى) و يقوم بالسحر عن طريق الشيطان أن يدعى نفس الإدعاء....لأنه ما فيش حد أحسن من حد!...و ما فيش إله أحسن من إله!.....و بالرغم من عدم إنحداره من بنى إسرائيل أصلاً.....فهو خالق هذه السلالة فى الأصل...و بالتالى فهو أصل كل شيئ...و هو منبع كل شيئ.....و كما جاء فى كتاب الموتى المصرى...يقولون للميت: إنك ذاهب إلى هناك....حيث الكل فى واحد.....و الواحد هذا هو أصل كل شيئ و هو الذى يمتلك أصل كل شيئ!!!!
2- و الطرقة اللولبية الثانية هى ما جاء بالأناجيل.....هى ما جاء فى إنجيلى متى و لوقا من نسب اليسوع إلى يوسف النجار....و تتبع تسلسله إلى داود عليه السلام.....و بالرغم من عدم التطابق بين الإنجيلين بصورة مُريبة...إلا أننا سنبتلعها......و نقول أن هذا الكلام يؤكد أن كُتاب الأناجيل حاولوا بطريقة لولبية إثبات نسب اليسوع لداود بأى طريقة......و منها ما ذكروه فى إنجيلهم.....لأن نسبة اليسوع إلى أمه التى تمتد إلى فرع لاوى بن يعقوب...لا يحقق هذا الغرض....فنسبوه إلى أبوه بالتبنى.....و كأن يوسف منح كروموسوماته و جيناته إلى اليسوع دون أن يمس أمه!!!!.....و فى هذا تناقض عجيب......فهم من ناحية يؤكدون الإشاعات التى تناقلها اليهود بأن أم اليسوع زانية و تستحق الرجم...و أنه إبن زنا!!!......فى حين أنهم يؤكدون عُذرية ولادة اليسوع!!!!!.....كيف و أنت تنسبونه إلى من هو ليس أبوه و تتسلسلون فى هذه الشجرة لتلحقوه بنسب كاذب!
و يبدو بالفعل أن يوحنا (كاتب الإنجيل)...كان كثير الكلام كما يقول الدكتور أتروت.....و أن كلامه لم يلتفت إليه الآباء الأوائل الذين قننوا الأناجيل....و لو كانوا قد إنتبهوا إلى ثغراته ما قننوه و لكانوا ضموه إلى الأبوكريفا!
اقتباس:
على أية حال، تلك كَانتْ فقط ملاحظاتَ صادرة عن يسوع قبيل ان يتوجب عليه أن يَختفي عن الأنظار لأن شبيه له سوف يتحمل عنه ما كان يستحقه بالفعل. يوحنا كَانَ هو الوحيدَ مُؤلفى الأناجيل القانونية الذى ِ يَتحدّثُ عن هذه المواضيعِ الحاسمةِ ، أما الحمقى السيئ السمعة من الآباء المؤسسين للإيمان المسيحى فلم تُدقق بما فيه الكفاية فى ذلك الإنجيل و إفتقدت إلى الذكاء لإكتشاف الثغرات التى تُُعرّضُ للخطر أكاذيبَهم وخداعَهم. و لولا ذلك ، لكانوا قد ضموا إنجيل يوحنا إلى قائمة الأناجيل الممنوعة أو الأبوكريفاَ. و على أية حال، فذلك السهو لا يَعْني بِأَنَّ هؤلاء الكذابين والمخادعينِ سوف لَنْ يتورعوا عن فعل ذلك إذا كان هذا فيه فائدة تعود عليهم. فأنا لا استغرب ذلك عليهم. فى الكتاباتِ الأخرى ليوحنا، يُمْكِنُ لنا أَنْ نَجِدَ أوصافَاً مُميزة لمدى الجنونِ و الُظلاميةِ والشرِّ و المُتناقضات التى كان عليها هذا اليسوع
و ما قولك فيما يقوله إخواننا الشيعة، أن المعنى بلفظ إيليا هو على بن أبى طالب....لاحظ حتى التشابه اللفظى بين الإسمين.....و أن واحداً من نسل هذا الإيليا (على) سيكون هو المهدى المُنتظر...الذى يُمهد الطريق للعودة الثانية للمسيح فى آخر الزمان!!!!....أليست هذه القصة مقبولة أكثر من التفسير اللولبى للنصوص!!!
و هذا هو معنى كلمة نبى أو prophet من دائرة المعارف البريطانية:
Person who speaks by divine inspiration, revealing or interpreting the will of a god.
و تجده فى:
http://www.britannica.com/ebc/article-9375992
و هى تعنى بوضوح و صراحة أن النبى هو شخص يتحدث عن طريق ما يُوحى إليه و ليس ما يوحيه هو إلى نفسه...هذا إذا ما كان يجمع بين الألوهية و النبوة.....و هو يُوضح للناس و يُرشدهم إلى طريق الله...إلهه و ليس نفسه!
ألا تجد أن تفسيرك أيضاً تفسيراً لولبياً لمعنى النبوة....و الجمع بين النبوة و الألوهية!
دعواتى لنا جميعاً بأن يهدينا الله إلى صراطه المُستقيم و يُبعدنا عن طريق الشيطان اللولبى الملتوى...آمين!