المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب حبيب
وقوله " وأنزل التوراة " أي على موسى بن عمران " والإنجيل" أي على عيسى ابن مريم عليهما السلام . ) [/COLOR]
ومن هذه الآية وشرحها . يتضح أنه لا مجال للتفرقة بين القرآن والتوراة والإنجيل فهم علي حد سواء منزله
واحد هو الله كلهم كلامه . وكلهم في عصمة منه حتي لا يمسهما أحد .
حسب قول الآية .
( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ) ( الحجر 9 )
ويفسر إبن كثير هذه الآية فيقول :
( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
وهو القرآن وهو الحافظ له من التغيير والتبديل ومنهم من أعاد الضمير في قوله تعالى " له لحافظون " على النبي صلى الله عليه وسلم كقوله " والله يعصمك من الناس " والمعنى الأول أولى وهو ظاهر السياق . )
وكما ابن كثير هكذا الجليلين والطبري يقولون أن الذكر هو القرآن فقط .
ولكن للأسف هناك من المسلمون من يفهم أنهم يريدون أن يقولوا أن القرآن هو وحده الذكر ولكن هذا ليس ما يعنيه هؤلاء المفسرين ولكن يذكرون أن هذه الآية تعني القرآن من كتب الذكر وليس القرآن هو الذكر وحده . فليس الذكر هو القرآن فقط فهذا ليس صحيح ولن أحكم أنا علي ذلك بل الله نفسه يحكم بذلك إذ يقول في القرآن الذي هو الذكر ولا يأتيه الباطل أبداً إقرأ عزيزي .
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) ( النحل 43 )
ويتكلم الله عز وجل في هذه الآية عن الذكر فيقول : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ( وهذه الكتب التي أوحيت إليهم قبل القرآن طبعاً كانت من عند الله موحاه )
حسب النص ( نوحي إليهم ) ثم يتابع القول فأسألوا أهل الذكر ( يعني يتكلم عن هؤلاء الأنبياء السابقين لرسول الأسلام ويقول عنهم أهل الذكر الذي أوحاه الله لهم قبل القرآن ) .
ولنقرأ التفسير أيضاً للمفسرين أنفسهم عن هذه الآية .
فمثلاً إبن كثير يقول :
( أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال الضحاك عن ابن عباس لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فأنزل الله " أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس " الآية وقال " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " يعني أهل الكتب الماضية أبشرا كانت الرسل إليهم أم ملائكة ؟ فإن كانوا ملائكة أنكرتم وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسولا . قال تعالى " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى " ليسوا من أهل السماء كما قلتم وكذا روي عن مجاهد عن ابن عباس أن المراد بأهل الذكر أهل الكتاب )
وواضح من التفسير القول بأن الذكر هو أيضاً يعني الكتاب ( التوراة والإنجيل )
وفي تفسير الجلالين يقول :
( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم" لا ملائكة "فاسألوا أهل الذكر" العلماء بالتوراة والإنجيل "إن كنتم لا تعلمون" ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم )
وواضح من التفسير أيضاً بل ومنصوص عليه في التفسير بأن أهل الذكر هم العلماء بالتوراة والإنجيل .
( . { فاسألوا أهل الذكر } يقول لمشركي قريش : وإن كنتم لا تعلمون أن الذين كنا نرسل إلى من قبلكم من الأمم رجال من بني آدم مثل محمد صلى الله عليه وسلم وقلتم هم ملائكة ; أي ظننتم أن الله كلمهم قبلا , { فاسألوا أهل الذكر } وهم الذين قد قرءوا الكتب من قبلهم : التوراة والإنجيل , وغير ذلك من كتب الله التي أنزلها على عباده . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 16313 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا المحاربي , عن ليث , عن مجاهد : { فاسألوا أهل الذكر } قال : أهل التوراة . 16314 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا المحاربي , عن سفيان , قال : سألت الأعمش , عن قوله : { فاسألوا أهل الذكر } قال : سمعنا أنه من أسلم من أهل التوراة والإنجيل . 16315 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد , قوله : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } قال : هم أهل الكتاب . )
ومما سبق لا يوجد مجال هنا أن الذكر هو ( الكتب الموحي بها من الله سواء كان التوراة أو الإنجيل أو القرآن . بل وكل الكتب التي أوحي بها الله لعبادة أي كان مسماها
) أي أنه التوراة والإنجيل والقرآن هم الذكر .
وعليه تنطبق الآية بعاليه علي التوراة والأنجيل كما تنطبق علي القرآن وهي الآية التالية
( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ) ( الحجر 9 )
وعليه يكون الله متعهداً حسب نص هذه الآية بالحفاظ علي الذكر ( التوراة والإنجيل والقرآن ) ثلاثتم من التحريف أو التبديل فيها .