اقتباس:
لو أن لي صديق أحبه ويحبني ، ويوافقني في كثير من أمور حياتي ، أحب ما يحبه وأبغض ما يبغضه .. وقلت للناس اني أنا وهذا الشخص واحد .. فهل هذا يعني أننا واحد في الذات ؟ ام المقصود به واحد في الغرض والهدف ؟
هذا بالظبط ما كان يعنيه المسيح بقوله : أنا والآب واحد .. ويؤكد كلامي ما جاء على لسان المسيح في قوله :-
يو-17
20 ولست اسأل من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. 21 ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الآب فيّ وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحد كما اننا نحن واحد. 23 انا فيهم وانت فيّ ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني
إذن فالوحدة هنا ليس المقصود منها معناها الحرفي (أي الوحدة في الذات) ، وإنما هي وحدة مجازية أي الاتحاد بالهدف والغرض والإرادة .
وانظر معي إلى هذا الدليل القاطع ، فقد جاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورونثوس (6-17)
ولكن من اتحد بالرب صار وإياه روحا واحدا
وطبعاً لا يقصد هنا الوحدة الحقيقية ، ولكن الوحدة المجازية مع الله .
اقتباس
من رآني فقد رأى الآب
ما اراده المسيح من هذه العبارة هو : أنه من رأى هذه الأفعال التي أظهرها فقد رأى أفعال أبي ، وهذا ما يقتضيه السياق الذي جاءت به هذه الفقرة لأن الكتاب المقدس وكما وضحت سالفاً اتفق بأن الله لا يره احد .
وهذا قول مجازي ، كقوله (أنا والآب واحد) .. وذلك واضح في كثير من أقواله كما ذكرت لنا الأناجيل
مت-10-40
من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني
لو-10-16
الذي يسمع منكم يسمع مني.والذي يرذلكم يرذلني.والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني
لو-9-48
وقال لهم.من قبل هذا الولد باسمي يقبلني.ومن قبلني يقبل الذي ارسلني..
ووجه هذا المجاز واضح وهو أن شخصاً ما إذا أرسل رسولاً أو مبعوثاً أو ممثلاً عن نفسه فكل ما يُعامل به هذا الرسول يعتبر في الحقيقة معاملة للشخص المرسِل ايضاً ... فيحق لوزير الخارجية أن يقول أنا ورئيس الجمهورية واحد ويقول رئيس الجمهورية أنا وشعبي واحد ، فمن رآني فقد رأى شعبي ومن رأى شعبي فقد رآني .
وجاء نحو هذا المجاز أيضاً ، في القرآن الكريم كثيراً ، كقوله تعالى : وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى (الأنفال:17) . وقوله سبحانه : إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (الفتح:10) ، وقوله : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ (النساء:80) .
مفهوم يا عزيزي ؟
اقتباس
أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي
بالله عليك يا عزيزي ، أليس يعني قول المسيح أنهم ليسوا واحد ؟ أليس الله هنا المقصود به الآب ؟
واللهِ الذي لا إله إلا هو ان هذا العدد ينسف التثليث من جذوره ، فالمسيح يُعلِّم الناس ان يؤمنوا بالله انه هو الإله الحق المستحق للعبادة ، وأن يؤمنوا به كرسول من عند الله
يو-17
1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال ايها الآب قد أتت الساعة.مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا...3 وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته
دعوة للتفكر يا صديقي
اقتباس
انا هو القيامة والحياة.من آمن بي ولو مات فسيحيا
انا هو الطريق والحق والحياة
يو-14-6
قال له يسوع انا هو الطريق والحق والحياة.ليس احد يأتي الى الآب الا بي
قول المسيح : ليس احد يأتي الى الآب الا بي... يثبت ان الآب والإبن ليسوا واحد ، فهو مرسل من الآب .. ورسل الله هم الطريق إلى الله تعالى , وهم الطريق إلى الحياة الأبدية ... إذن فالمسيح هو الطريق لمن أرسله ، ورسول حق ، وحياة لمن يقبله ويؤمن به .
يو-5-24
الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة
اقتباس
أنا في الآب والآب فيَّ" (يو10:14، 11).
هذا القول ايضاً مجازي ، كقوله : أنا والآب واحد .. وقوله : من رآني فقد رأى الآب .
ودليلي ما قاله المسيح في حق تلاميذه والمؤمنين به
يو-14-20
في ذلك اليوم تعلمون اني انا في ابي وانتم فيّ وانا فيكم
وقول بولس في رسالته إلى أهل افسس
أف-4-6
اله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم
ملحوظة :- كلامي كله بالأدلة من الكتاب المقدس وليس من بنات أفكاري ، والأدلة واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج لتأوليلات .
اقتباس
كل ما هو لي فهو لك، وكل ما هو لك فهو لي" (يو10:17).
اقرأ السِفر من أوله لتفهم المقصود جيداً
يو-17
1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال ايها الاب قد اتت الساعة.مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا. 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. 3 وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. 4 انا مجدتك على الارض.العمل الذي اعطيتني لاعمل قد اكملته. 5 والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم. 6 انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم.كانوا لك واعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك. 7 والان علموا ان كل ما اعطيتني هو من عندك. 8 لان الكلام الذي اعطيتني قد اعطيتهم وهم قبلوا وعلموا يقينا اني خرجت من عندك وامنوا انك انت ارسلتني. 9 من اجلهم انا اسال.لست اسال من اجل العالم بل من اجل الذين اعطيتني لانهم لك. 10 وكل ما هو لي فهو لك.وما هو لك فهو لي وانا ممجد فيهم. 11 ولست انا بعد في العالم واما هؤلاء فهم في العالم وانا اتي اليك.ايها الاب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن.
إنه يتحدث عن أتباعه وتلاميذه والمؤمنين به ، فهؤلاء كلهم لله وهم بالتالي للمسيح أيده الله بهم كما أيد كل رسول من قبله بالمؤمنين .
ولا تنسى الأقوال التي وردت في الأناجيل نقلاً عن المسيح ، اذكر بعضها
يو-5-30
انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا..
يو-11-42
وانا علمت انك في كل حين تسمع لي.ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت.ليؤمنوا انك ارسلتني
اقتباس
"لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب" (يو22:5)
المسيح لما كان مُرسلاً من الله كان عدم إكرامه مقتضياً عدم إكرام مُرسِله ، إذن أن إهانة السفير تحسب إهانة لدولته ورئيسها ، وإهانة الرسول إهانة لمُرسِله .. كما ورد في {1صم-8-7 .. لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا ..} ... والمسيح صرح في هذه الفقرة بأنه لم يأتِ من تلقاء نفسه ، لكنه سفير الله مُرسَل منه للناس
يو-5
23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب.من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي ارسله. 24 الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة
لذلك فهو يستحق الإكرام ، وبني إسرائيل عندما رفضوا صموئيل صدق عليهم أنهم رفضوا الله لأنه سفيره .
.
يو-1-4
فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس
الحياة هنا هي الحياة الأبدية ، وليس الروح او الخلق .
جاء في (مت-18-9)
وان اعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك.خير لك ان تدخل الحياة اعور من ان تلقى في جهنم النار ولك عينان... ترجمة الفانديك
مت-18-9
وإذا أوقعتك عينك في الخطيئة، فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن تدخل الحياة الأبدية ولك عين واحدة، من أن يكون لك عينان وتلقى في نار جهنم... ترجمة الأخبار السارة
قال القمص تادرس يعقوب ملطي : لقد فضّل أن يَقطع علاقته بمن تُقدِّم له لُقمة العيش مفضِّلاً أن يُذّل داخل أسوار السجن كمن هو بلا يدين، محرومًا من حرّية الجسد من أجل تمتُّعه بالحياة الطاهرة الفردوسيّة .
ولا ننكر أن المسيح كونه رسول من عند الله هو الطريق إلى الحياة الأبدية والنجاة من سخط الله وعذابه .