نصائح للمسلمين الراغبين في مناظرة النصارى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا ارغب بأن احيط الاخوة علما بأنني لا احترف المناظرات ولست بعالم سواء في الدين الاسلامي او في النصرانية, انا لست سوى شخص تعلمت عن الاسلام ما يلزمني لاكون مسلم عن قناعة وايمان وليس عن وراثة وعن تعصب كما هو حال الكثيرين سواء من المسلمين او من النصارى.
انا لست بمناظر ولكنني لا اهرب من اي مناظرة ان طرحت علي, ولقد طرح على الكثير الكثير من المناظرات من اشخاص امضو سنين عديدة في دراسة كيف تشكك المسلم في دينه, والحمد لله ما زادتني تلك المناظرات الا ايمانا, وارغب ان اطلعكم على بعض النصائح من خبرتي في تلك المناظرات.
1- قبل ان تخوض في اي مناظرة مع اي شخص يتوجب عليك اولا ان تجس نبضه لتعلم غايته من المناظرة, فلمنظرون ثلاثة انواع, نوعين يجب ان تتجاهلهم ونوع مرحب به, وهذه الانواع هي:
أ-المؤمن الصادق الذي يسعى لهداية الناس او الشخص الذي يسعى للوصول الى
الهداية و الحقيقة, واقصد بالمؤمن الصادق سواء نصراني او مسلم.
ومثل هذا النوع المناظرة معه الربح فيها مضمون للطرفين, مناظرة لا خاسر فيها
حيث ان اقنعك بفكره ومنطقه فأنت فائز, وان اقنعته فهو فائز.
ب-الجاهل الذي لا يوجد ايمان حقيقي في قلبه انما يظهر الايمان بمعتقده نفاقا
وتعصبا.
وهذا النوع انت دوما خاسر ان ناظرته, فأنه لن يؤمن بكلامك وإن جأته بكل آية
صم بكم عمي لايفقهون, ولا يتورعون عن استخدام اي وسيلة للوصول لغايتهم
سواء الكذب او اخفاء الحقائق او تشويهها, تزوير الحقائق, مقاطعة المناظرة وتغيير مجراها عندما يشعر بأن من يعتبره خصمه سينجح في اثبات نظريته, السب و الشتم عندما يجد نفسه محاصر.
ج-الملحد الذي يدعي النصرانية, او حتى ان بعضهم يدعي الاسلام.
وهذا النوع هو اخطر الانواع, حيث انهم ينتقون فريستهم من الذين يشعرون ان فيهم جهلا بدينهم وضعفا بأيمانهم, وهؤلاء الاشخاص يقومون بدراسة كيف تشكك المسلم بدينه دراسة اكاديمية, وهدفهم ليس تنصيرك, بل تركك هائم بلا دين, وانهم يتبعون وسائل شيطانية ذكية جدا لغسل الادمغة, ولكن بحمد الله من تجربتي معهم ليس لهم سلطان الا على من كان في الاصل يبحث عن الظلال.
ان كشف هذا النوع من المنظرين سهل جدا, حيث انهم يصبون كل جهدهم على التشكيك في الاسلام و يتجاهلوا تماما الترغيب في النصرانية, قد يستخدمو ادلة من الكتب النصرانية ولكن سيستخدموها بهدف التشكيك في الاسلام وليس بهدف الترغيب في النصرانية, وسأذكر لكم حادثة طريفة حصلت لي مع واحد من هذا النوع.
طلب هذا الشخص مناظرتي فوافقت, اثناء المناظره قام باستخدام بعض الآيات التي تحض على قتال من يقاتلون المسلمين ليثبت لي ان الاسلام دين يحث على القتل و الكره ماعاذ الله, فاجبته, ان الرد ادعائك هذا سهل جدا ولكن, كيف تتهم الاسلام بمثل هذه التهمة وكتب دينك مليئة بآيات القتل التي يشيب لها الولدان, فأنكر وجود مثل هذه الآيات, فقمت بعرض بعض الآيات علي من التوراة من التي تحض على قتل كل نفس كافرة حتى الاطفال الرضع والحيوانات, اتعلمون ماذا كان رده, قال انه لا يؤمن بهذه الكتب وهو ليس بنصراني او حتى يهودي, وبعد مضي عدة اسابيع طلب مناظرتي مرة اخرى فوافقت, فعرض علي بعض الآيات من الانجيل ليثبت وجهة نظره, فاعترضت قائلا, لا يحق لك ان تستخدم ما لا تؤمن به لأثبات وجهة نظرك, انت قلت قبلا بأنك لست نصراني او حتى يهودي, فأنكر بأنه يوما قال ذلك, ولحسن الحظ كان عندي تسحيل كامل لمناظرتي معه في ذلك اليوم عندما قال ذلك, فعرضت عليه كلامه واصر على الانكار.
وفي النهاية اقدم نصيحة لكل مسلم يفكر في قرائة الكتب النصرانية او الاستماع لأقوالهم, تعلم عن دينك اولا ثم بعد ذلك استمع لمن شئت و اقرأ ما شئت فوالله لو اجتمع كل علماء النصرانية وقساوستهم ليغيروا من ايمانك ما زادوك الا ايماناً.