مرحبا بك ضيفنا "يا رب ارحمني"أنا سعيدة برجوعك،وحزينة من كلامك،لست ملزما أن تجيب على كل نقطة ذكرتها لك ،ليس في كل الحالات نحتاج أن نرد،بل الشيء الأهم أن نفيق،أن نتمهل ،أن نتثبت،أن نتساءل،أن نتعب لأجل الحق ،وبعد ذلك نرد.لأن ردك وقتها سيكون منطقيا .أما المرور على المعلومات مر الكرام ،دون انتباه وتركيز وتساؤل وبحث ،فهو لا يفيدك شيئا ولا يجعلك تتقدم ،أرجوك إقرأ كل مشاركاتي بتركيز ،لست أكتب لك قصص للتسلية،إنها حقائق مرة وحلوة في نفس الوقت،ما إن تقرر أن تتخلى عن المرارة،حتى تبدأ الإحساس بحلاوة البديل وهو الإيمان الحقيقي وحب المسيح الحقيقي والدين الحقيقي :الإسلام.أنا أتمنى لك كل الخير صدقني،لو كانت الهداية بيدي لهديتك،ولكن الله هو الذي يهدي من يشاء.أدعوه من كل قلبي إنه مجيب الدعاء.اللهم إهدي "يا رب ارحمني "وكل مسيحي ضال إلى دينك الحق، وأرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه،وأرهم الباطل باطلا وارزقهم إجتنابه،آميييييييييين!سورة المؤمنون
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74) |
تفسير ابن كثير: يقول تعالى منكرًا على المشركين في عدم تفهمهم للقرآن العظيم ، وتدبرهم له وإعراضهم عنه ، مع أنهم قد خصوا بهذا الكتاب الذي لم ينزل الله على رسول أكمل منه ولا أشرف ، لا سيما وآباؤهم الذين ماتوا في الجاهلية ، حيث لم يبلغهم كتاب ولا أتاهم نذير ، فكان اللائق بهؤلاء أن يقابلوا النعمة التي أسداها الله إليهم بقبولها ، والقيام بشكرها وتفهمها ، والعمل بمقتضاها آناء الليل وأطراف النهار ، كما فعله النجباء منهم ممن أسلم واتبع الرسول ، صلوات الله وسلامه عليه ، ورضي عنهم.
وقال قتادة : { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ } إذًا والله يجدون (1) في القرآن زاجرًا عن معصية الله لو تدبره القوم وعقلوه ، ولكنهم أخذوا بما تشابه ، فهلكوا عند ذلك.
ثم قال منكرا على الكافرين من قريش : { أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } أي : أَفَهُمْ (1) لا يعرفون محمدًا وصدقه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم ، أفيقدرون (2) على إنكار ذلك والمباهتة فيه ؟ ولهذا قال جعفر بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، للنجاشي ملك الحبشة : أيها الملك ، إن الله بعث إلينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته. وهكذا قال المغيرة بن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم وكذلك قال أبو سفيان صخر بن حرب لملك الروم هرقل ، حين سأله وأصحابه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته ، وكانوا بعد كفارًا لم يسلموا ، ومع هذا ما أمكنهم إلا الصدق فاعترفوا بذلك.
وقوله : { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ } يحكي قول المشركين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تقوَّل (3) القرآن ، أي : افتراه من عنده ، أو أن به جنونا لا يدري ما يقول. وأخبر عنهم أن قلوبهم لا تؤمن به ، وهم يعلمون بطلان ما يقولونه في القرآن ، فإنه قد أتاهم من كلام الله ما لا يُطاق ولا يُدافع ، وقد تحداهم وجميع أهل الأرض أن يأتوا بمثله ، فما استطاعوا ولا يستطيعون أبد الآبدين ؛ ولهذا قال : { بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } |
يحتمل أن تكون هذه جملة حالية ، أي : في حال كراهة (4) أكثرهم للحق ، ويحتمل أن تكون خبرية مستأنفة ، والله أعلم.
وقال قتادة : ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لقي رجلا فقال له : "أسلم" فقال الرجل : إنك لتدعوني إلى أمر أنا له كاره. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : "وإن كنت كارها". |
وذُكِر لنا أنه لقي رجلا فقال له : "أسلم" فَتَصَعَّده (5) ذلك وكبر عليه ، فقال له نبي الله : "أرأيت لو كنتَ في طريق وَعْر وَعْث ، فلقيت رجلا تعرف وجهه ، وتعرف نسبه ، فدعاك إلى طريق واسع سهل ، أكنت متبعه (6) ؟" قال : نعم. فقال : "فوالذي (7) نفس محمد بيده ، إنك لفي أوعر من ذلك الطريق لو قد كنت عليه ، وإني لأدعوك إلى أسهل من ذلك لو دعيت إليه" |
. وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لقي رجلا فقال له : "أسلم" فَتَصَعَّدَه ذلك ، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : "أرأيت فتييك ، أحدهما إذا حدثك صدقك ، وإذا (8) ائتمنته أدى إليك أهو أحب إليك ، أم فتاك الذي إذا حدثك كذبك وإذا (9) ائتمنته خانك ؟". قال : بل فتاي الذي إذا حدثني صدقني ، وإذا ائتمنته أدى إلي. فقال النبي (10) صلى الله عليه وسلم : "كذاكم أنتم عند ربكم". |
وقوله : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ (11) وَمَنْ فِيهِنَّ } |
قال مجاهد ، وأبو صالح والسدي : الحق هو الله عز وجل ، والمراد : لو أجابهم الله إلى ما في أنفسهم من الهوى ، وشرع الأمور على وفق ذلك { لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ (12) وَمَنْ فِيهِنَّ } أي : لفساد أهوائهم واختلافها ، كما أخبر عنهم في قولهم : { لَوْلا نزلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } ثم قال : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ } [الزخرف : 31 ، 32] وقال تعالى : { قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنْفَاقِ وَكَانَ الإنْسَانُ قَتُورًا } [الإسراء : 100] وقال : { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا } [النساء : 53] ،
(5/484) ففي هذا كله تبيين عجز العباد واختلاف آرائهم وأهوائهم ، وأنه تعالى هو الكامل في جميع صفاته وأقواله وأفعاله ، وشرعه وقدره ، وتدبيره لخلقه (1) تعالى وتقدس ، فلا إله غيره ، ولا رب سواه. |
ثم قال : { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ } يعني :القرآن ، { فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ } |
.
وقوله : { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا } : قال الحسن : أجرا. وقال قتادة : جعلا { فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ } أي أنت لا تسألهم أجرة ولا جعلا ولا شيئا على دعوتك إياهم إلى الهدى ، بل أنت في ذلك تحتسب عند الله جزيل ثوابه ، كما قال : { قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ } |
[سبأ : 47] ، وقال : { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } |
[ص : 86] ، وقال : { قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى : 23] |
، وقال تعالى : { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [يس : 20 ، 21]. |
وقوله : { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } |
قال الإمام أحمد :
حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جُدْعَان ، عن يوسف بن مِهْران ، عن ابن عباس ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه - فيما يرى النائم - ملكان ، فقعد أحدهما عند رجليه ، والآخر عند رأسه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : اضرب مَثَل هذا ومثل أمته. فقال : إن مَثَلَه ومثل أمته ، كمثل قوم سُفْر انتهوا إلى رأس مَفَازة ، فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به ، فبينا (2) هم كذلك إذ أتاهم رجل في حلة حبرة ، فقال : أرأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة ، وحياضا رواء تتبعوني ؟ فقالوا : نعم. قال : فانطلق ، فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رواء ، فأكلوا وشربوا وسمنوا فقال لهم : ألم ألفكم على تلك الحال ، فجعلتم لي إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواء أن تتبعوني ؟ قالوا (3) : بلى ، قال : فإن بين أيديكم رياضا أعشب من هذه ، وحياضا هي أروى من هذه ، فاتبعوني. قال : فقالت طائفة : صدق والله ، لنتبعه. وقالت طائفة : قد رضينا بهذا نقيم عليه (4).
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا زهير ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري ، حدثنا حفص بن حميد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني ممسك بحجزكم : هَلُمَّ عن النار ، هلم عن النار ، وتغلبوني وتقاحمون فيها تَقَاحُم الفراش والجنادب ، فأوشك أن أرسل حجزكم وأنا فَرَطكم على الحوض ، فتردون علي معا وأشتاتا ، أعرفكم بسيماكم وأسمائكم ، كما يعرف الرجل الغريب من الإبل في إبله ، فيُذْهَب بكم ذات اليمين وذات الشمال ، فأناشد فيكم رب العالمين : أي رب ، قومي ، أي رب أمتي.
فيقال : يا محمد ، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم ، فلأعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء ، ينادي : يا محمد ، يا محمد. فأقول : لا أملك لك شيئا. قد بلغت ، ولأعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رُغَاء ، ينادي : يا محمد ، يا محمد. فأقول : لا أملك (1) شيئا ، قد بلغت ، ولأعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا لها حمحمة ، فينادي : يا محمد ، يا محمدفأقول :لا أملك لك شيئا ، قد بلغت ، ، ولأعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ، ينادي : يا محمد ، يا محمد : فأقول : لا أملك لك شيئا قد بلغت" |
(2).
وقال علي بن المديني : هذا حديث حسن الإسناد ، إلا أن حفص بن حميد مجهول ، لا أعلم روى عنه غير يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي.
قلت : بل قد روى عنه أيضا أشعث بن إسحاق ، وقال فيه يحيى بن معين : صالح. ووثقه النسائي وابن حبان.
وقوله : { وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } |
أي : لعادلون جائرون منحرفون. تقول العرب : نكب فلان عن الطريق : إذا زاغ عنها.
وقوله : { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } : يخبر تعالى عن غلظهم (3) في كفرهم بأنه لو أراح عللهم وأفهمهم القرآن ، لما انقادوا له ولاستمروا على كفرهم وعنادهم وطغيانهم ، كما قال تعالى : { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ } [الأنفال : 23] ، وقال : { وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } [الأنعام : 27 - 29] |
، فهذا من باب علمه تعالى بما لا يكون ، لو كان كيف يكون (4).
[و] (5) قال الضحاك ، عن ابن عباس : كل ما فيه "لو" ، فهو مما لا يكون أبدا.
:point: يعلم الله اني سعيت بقوة وحرص وصدق لابلاغك الحقيقة ولانقاذك ولا اطلب منك على ذلك جزاء ولا شكورا فاجري على الله و اقول لك اللهم قد بلغت اللهم فاشهد |
:point: