المسيح عليه السلام ومُعجزاتٌ في بعض الآيات التي تحدثت عنهُ
أعوذُ بالله من الشطيان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مُعجزاتٌ في بعض الآيات التي تحدثت عن المسيح عليه السلام
ولأن للموضوع عُلاقه بترتيب آيات القُرآن ، وأن هذه الآيات هي بديله عن آيات السابقين كُلها ، فلا بُد لنا من التطرق بأن ذلك الترتيب تم بأمرٍ من الله ، وعن طريق الوحي جبريل عليه السلام .
{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101
والتبديل هو للمكان الموجوده فيه الآيه " أي التبديل للمكان ولمانوجود الآيه عند الترتيب النهائي لهذا القُرآن العظيم " ، وليس للآيه نفسها التي في هذا القُرآن العظيم ، أن تُستبدل بغيرها والعياذُ بالله .
لأنه لا تبديل لكلمات الله ولا مُبدل لكلماته وباتلذات فيه .
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27
{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64
وهذه رساله نوجهها من خلال هذا الملف البسيط ، لمن فهم هذه الآيه خطأً وفسرها تفسيراً في غير محله ، بأنه لم يرد عن صاحب الشأن والمعني بالنبوه والرساله التي بُعث بها وهو مُحمد بن عبدالله صلى اللهُ عليه وسلم ، أي قول أو طلب لأي واحدٍ من كتبة الوحي والذين كان عددهم يُقارب 29 كاتب ، بأن هُناك تبديل للآيه كذا بكذا لأنها ......أو لأنها....أو لأنها.... ، ولم يرد قول أو طلب من رسول الله لحفظة القُرآن بكذا أو بكذا لأنه ....أو لأنه....أو لأنه... .
.......................
ورساله لمن ظن أو شك في الكيفيه التي تم فيها الترتيب للآيات القُرآنيه ظاناً أن الترتيب تم بعشوائيه أو على هوى رسول الله أو الصحابه ، أو أن هذا الأمر تم من قبل من دَون أو جَمع القُرآن ، أو أن رسول الله ترك القُرآن كما هو وكما نزل مُنجماً وعلى مدار 23 عاماً دون ترتيبٍ لهُ ولآياته أو تركه مُبعثراً على ما كُتب عليه وصلُح للكتابه أو غير ذلك ، وهو الذي هيء الأُمه وصحابته قبل عامٍ من موعد رحيله عنهم ، وبرئ ذمته ورد الأمانات لأهلها ، وقال لهم لعلني لا القاكم بعد عامي هذا في حجة الوداع ، ولكن من محبتهم لهُ وتعلقهم به ، واستبعاد مُفارقتهم لهُ لم ينتبهوا لقوله هذا ، وهذا ما تم فعلاً أنهم لم يلاقوه بعد ذلك العام ، حتى أن عُمر عندما تلا أبا بكر هذه الآيه عندما رأى من عدم تصديقه عن رحيل رسول الله .
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144.
قال عُمر من شدة ما هو فيه عند موت رسول الله " بالله عليك يا أبا بكر هل هذه آيه من كتاب الله " وعمر قرأها ووعاها وحفظها سابقاً ، ولكنها كأنها تمر عليه لأول مره ، وهذا كُله من حبهم لهذا النبي وتعلقهم به وإستبعاد مُفارقته لهم .
وهذه الآيه{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ.....} تؤكد ان الترتيب جاء بأمر من الله عن طريق الوحي بواسطة جبريل عليه السلام ، بعد تمام نزول القُرآن أن يا مُحمد ضع الآيه الفُلانيه مكان الآيه...إلخ ، ولذلك كان الأمر من رسول الله بوضع الآيه رقم كذا على رأس أو قبل الآيه رقم كذا من السوره كذا وهكذا ....إلخ ، وبهذا تم الترتيب النهائي لآيات كتاب الله كاملةً ، وترك رسول الله القُرآن مدوناً كما أملاهُ على كتبة الوحي ومُرتباً كما أمره جبريل بذلك ، وهو هذا القُرآن الكريم الذي بين أيدينا وكما تكفل الله بحفظه وترتيبه .
ولذلك فإن هذه الآيات القُرآنيه مع ما أعطى نبيه من آيات مُعجزيه أُخرى بمختلف أنواعها ، كانت بديله عما أعطاه لأنبياءه ورسله ممن أتوا من قبله ، بل جاءت هذه الآيات بمثل تلك الآيات بل وبخير وبأخير وأفضل وأرحم من آيات السابقين ، فكانت بديله لما نسخه الله من تلك الآيات للسابقين ما أُنسي منها ولا ذكر لهُ في الكُتب أو ذاكرة البشر ، ولذلك سُميت هذه الشريعه التي أُعطيت لهذا النبي بالشريعه الناسخه ، وهذا القُرآن هو الكتاب الخاتم الناسخ والحاوي لما سبقه من كُتب السابقين ما أعلمنا الله منها وما لم يُعلمنا .
...................................
والتالي الذي سنورده لن يكون محض المُصادفه ، كما يتخيل البعض أو تخيلوا عما ماثله ، بل هو من أحد أنواع الإعجاز ومن لهُ القُدره على أن يُلم بما ورد من إعجازٍ في هذا القُرآن ، والذي سيؤتى به يوم القيامه ليُخبر الله أننا لم ندري ولم نعلم ولم نأخذ مما فيه وعما فيه إلا بما لا يوصف ولا قدر لهُ مع ما هو فيه ، ليس فقط بشتى أنواع الإعجاز ولكن بما لا ندري وعلمنا منهُ بشيء .
*********************************
ولنأتي إلى موضوعنا لبعض ما ورد بشأن نبي الله ورسوله عيسى إبنُ مريم وهو مُجرد مثال
قال اللهُ سُبحانه وتعالى
أعوذُ بالله من الشطيان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً }مريم30 {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً }مريم31 {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً }مريم32 {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً }مريم33 .
وقد وردت كلمة إني في القُرآن 138 مره
فالسوره هي سورة مريم ، ومريم هي والدة المسيح عيسى عليهما السلام
هذه الآيات من سورة مريم من الآيه رقم 30 إلى الآيه رقم 33 " سورة مريم 30-33 " وهي مُدة رسالة المسيح عيسى إبنُ مريم عليه وعلى أُمه أفضل الصلاةُ والسلام .
{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً }مريم33
حيث هذه الآيات تتكون من 33 كلمه وهي عمر هذا النبي والرسول الطاهر عليه السلام
والآيه الأخيره ورقمها 33 أعطت عمره على الأرض 33 عام
وختمت الآيه 34 من سورة مريم من هو عيسى إبنُ مريم ، وتم تلخيص ذلك فقط ب 34 حرف كما هو رقم الآيه 34، وكذلك الآيه رقم 30 ، لخص المسيح عيسى من هو ب 34 حرف
{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ }مريم34
أول حرف نطق به عيسى المسيح هو إ بقوله " إني " ، وهو اول الأحرف في اللغة العربيه أ ، عندما قال " إني عبدُ الله ، وهو أول حرف إ أُنزل على نبي الإسلام مُحمد ، عندما قال له الملاك جبريل " إقرأ " وهو أول حرف يُبدأ به عند قراءة القُرآن " أعوذُ بالله من الشيان الرجيم " وهو أول حرف في بداية سورة البقره " ألم " هل ذلك من باب الصُدفه والمُصادفه ؟
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1
والإسم الثاني الذي لفظه المسيح وهو عبدُ الله وهو والد رسول الله مُحمد بن عبدُ الله
المسيح تُعني نبي ولا تقتصر على عيسى وحده ، ويمكن قول المسيح موسى والمسيح مُحمد كما هو القول المسيح عيسى ، مُحمد إسمه مُكون من 4 حُروف ، اُمه آمنه إسمُها مُكون من 4 حُروف ، عيسى 4 حُروف ، يسوع 4 حُروف ، مريم العذراء اُم عيسى إسمُها مُكون من 4 حُروف ، والد نبي الإسلام مُحمد عبدُالله ، الكلمه الثانيه التي نطق بها المسيح في المهد ليُحدد من هو هي عبدُ الله ، وعبدُ الله إسم أحد أبناء سيدنا مُحمد نبي الإسلام ، مُحمد عندما أنتقل للرفيق الأعلى كان عُمره 63 عام ، المسيح عندما رُفع من بين يدي أعداءه كان عُمره 33 عام ، الفرق بين عمريهما30 عام هي عُمر المسيح قبل أن يُبعث برسالته ، هل كُل ذلك من باب الصُدفه والمُصادفه ، أم أنهما جاء أحدهما ليُمهد للآخر ، أحدهما بشر به وبالملكوت الذي سيُقيمه ، وأعد أتباعه لذلك وأن يؤمنوا به إذا بُعث وجاء برسالته ، والآخر أقام هذا الملكوت ؟
******************************
ولنأتي على هذه القصه ويرويها شاهد عيان وسمع لهذا الشخص المسيحي الذي أعلن إسلامه ، وتوفاه الله وهو على دين الفطره والمحجة البيضاء .
وهي شبيهه بالقصه التي أوردناها سابقاً عن ذلك الشخص الذي شد أُذنه قول الله " ..... رب العالمين "
يقول هذا الراوي بأن رواد وأهل أحد المساجد في إحدى الدول الغربيه ، تفاجئوا ذات يوم بدخول شخص إلى المسجد الذي في مدينتهم ، وأن هذا الشخص جاءهم والدموع في عينيه يُريد أن يعتنق الإسلام .
فلما سألوه عن ذلك وعما دعاه لهذا ، أخبرهم أن له 4 سنوات وهو يلجأ إلى الله ببُكاء وبدموع حاره أن يُريه ويُظهر لهُ الحق ، لأنه حائر في هذا الذي هو عليه من ضلال وباطل وما عليه اليهود كذلك وكذلك البوذيين وغيرهم .
فيقول حتى ظهر لي المسيح عيسى في رؤيا في المنام ، وأرشدني أن أتبع الجماعه التي في هذا المسجد والتي هي على إتباع لما جاء به مُحمد رسول الله ونبيه ، وأن هؤلاء هُم الذين على الحق ، وها أنا جئتُ لكم .
ويروي هذا الشخص الوفاه الهنيئه الطيبه التي توفاها الله لهذا الإنسان ، بعد أن أصبح مُسلماًً وحسنُ إسلامه ، أنهُ توفي بعد فتره وهو ساجد لله في ذلك المسجد الذي أصبح ممن يُحافظ على الصلاة فيه ، حيث سجد المُصلون في الركعة الأُولى وبقي على سجدته وظن بعضهم أنه أطال في السجود وبقي على ذلك حتى تمت الصلاه ، ولم يميل جسمه كعادة من يموت وتخرج روحه ، حتى أكمل المُصلون الصلاه ووجدوه قد فارق هذه الحياة الدُنيا ، ولا زال على سجوده لله ، ولقي وجه ربه موحداً عابداً ساجداً له ، على أحسن ما يلاقي العبد ربه ، وسيُبعث يوم القيامه بإذن الله على هذا الحال عابداً ساجداً ذاكراً لله كما مات عليها ، وما أحلاها وأحسنها من ميته قيضها الله لهذا العبد الذي بحث عن الحق ورزقه الله إتباعه .
فعلى كُل إنسان سواء ظن أنهُ على الحق أو شك في ذلك ، أن يدعو الله ليل نهار ويلجأ له ، اللهم إن كُنتُ على الحق فثبتني عليه وقوني به ، وإن كُنتُ على غير الحق ، فأرني اللهم الحق وقيضه لي وارشدني إلى طريقه .
وعلينا أن ندعوا لكُل المسيحيين ولغيرهم ولكُل أهل الأرض ، اللهم عبادك من حادوا عن الحق وعما فيه رضاك ، اللهم أرهم الحق حقا وارزقهم إتباعه وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم إجتنابه ....آمين...يا رب العالمين...
ولذلك وبدون مُجامله نقولها لكُل أهل الأرض ، وفي ظل فساد كُل الأديان السابقه ومُعتقدات أهلها ، والتي أفسدها وحرفها أهلها بأيديهم ، وكان لا بُد من أن يبعث الله مُحمداً صلى اللهُ عليه وسلم بهذا الإسلام العظيم ، والذي هو دينُ الله ودين الفطره منذُ خلق اللهُ آدم ، دينُ إبراهيم وموسى وعيسى ، ألا وهو الإسلام والتسليم لله وحده بالوحدانيه والعبوديه والربوبيه والأُلوهيه .
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73
وسنأخذ مثال واحد فقط لبعض الآيات التي ترتبط ببعضها ، وهي الآيه رقم 30 من سورة البقره ، والتي بينها وبين الآيه رقم 30 من سورة مريم رابط .
إني عبدُ الله ، إني جاعلُ في الأرض خليفه ، فكما هذا الخليفه سيكون عبد لله وهو آدم ، فالمسيح سيكون عبد من عبيد الله ولذلك قال إني عبدُ الله.....إلخ
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30
عمر المناصير 11 مُحرم 1431 هجريه
