التعليقات على سفر تكوين ... الاصحاح الأول
نبدأ بإذن الله تفنيد سفر تكوين .
الاصحاح الأول
قبل البداية : ارجو من الأخوة الكرام الألتزام بترتيب الاصحاحات كنوع من أنواع النظام الذي سيعيد علينا بالفائدة وللأخوة المسلمين من بعدنا ، وكل من له تعقيب فليتقدم به مع الألتزام بترتيب فقرات الإصحاح .
جاء بسفر تكوين في ترتيب خلق الله للسماوات والأرض والشمس والقمر .. نجد الأختلاف واضح في الآتي :
في اليوم الأول
1: 3 و قال الله ليكن نور فكان نور
.
1: 5 و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا
ولكن في اليوم الثالث
1: 16 فعمل الله النورين العظيمين النور الاكبر لحكم النهار و النور الاصغر لحكم الليل و النجوم
فالمفهوم من هذا الكلام ان الله خلق الشمس والقمر في اليوم الثالث .. فمن أين آتى الله بالنور في اليوم الاول وبه فصل الليل والنهار ؟ !!!!!!!!!!
خرج علينا جهابذة العصر فقالوا أنه كانت هناك عصور أنوار كونية قبل أن تتشكل الشمس, فكانت أضواء الغيوم السديمية تضيء الكون .... والعجيب ان هؤلاء العباقرة تجاهلوا ان سفر التكوين أشار أن هذا النور فصل بين الليل والنهار بقوله : و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا والذي يفصل الليل والنهار هم الشمس والقمر وليست أضواء الغيوم السديمية ... فلو تحدث سفر تكوين عن كَون هناك نور وانتهى أو أنه كان يتحدث عن الليل والنهار لقلنا من المحتمل ان أضواء الغيوم السديمية كلام صحيح ولكن العجيب أن الغمامة السديمية هي سحابة من جسيمات الغبار والغازات في الفضاء. فاستخدم علماء الفلك الأوائل هذا المصطلح للمجرات البعيدة خارج مجرة الأرض (درب اللبانة). تشبه هذه المجرات التي تسمى الغمامة السديمية خارج المجرات، حزمًا من الضوء بين النجوم. لكن التلسكوبات الحديثة أظهرت أن الغمامة السديمية خارج المجرة، هي أَنظمة فعلية من النجوم مشابهة لدرب اللبانة.
واليوم ، يطلق معظم علماء الفلك مصطلح الغمامة السديمية على سحب الغبار والغازات في درب اللبانة والمجرات الأخرى. وقد صنّفوا هذه الكتل إلى نوعين هما: الغمامة السديمية المنتشرة و الغمامة السديمية الكوكبية، ويطلق على كلا النوعين الغمامة السديمية الغازية.
فبذلك ينكشف لنا أن الغيوم السديمية هي أَنظمة فعلية من النجوم ....
طيب : متى خلق الله النجوم ؟ على حسب ما جاء بسفر تكوين هو : ان الله خلق النجوم في اليوم الثالث :p018: .. لذلك : فالذين يدعون أن أنوار اليوم الأول في الخلق هي الغيوم السديمية نقول لهم : ياسادة العلم لا يعترف بالجهل / والقانون الكوني لا يقبل التضليل / والقانون لا يحمي المُغفلين ... فأبحثوا عن الخطأ لأن الخطأ ليس في العلم بل المشكلة تتفحل في عقول البشر التي تقبل خرافات الأدغال الموجودة داخل سفر التكوين .
أخر نقطة في تفنيد الإصحاح الأول
.
وقبل ان ننتهي من تفنيد الاصحاح الأولى وجب علينا ان نعود مرة أخرى لأول الإصحاح حيث قال :
تكوين
1: 1 في البدء خلق الله السموات و الارض
وهنا يظهر لنا أن في البدء كان خلق السماوات والأرض ولكن إنجيل يوحنا خالف ذلك وادعى أن في البدء كان الكلمة
إنجيل يوحنا
1: 1 في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله
ولكن السؤال الذي يجب أن نكشف من خلاله بأنه لا صحة للألوهية من هذا النص للسيد المسيح هو :
ما هو الفرق بين البدء والأزل ؟
تعالوا نقرأ ما جاء بسفر الأمثال عن الحكمة .. فأقرأ ما تقوله الحكمة عن نفسها وقارن هذا الكلام بما جاء عن الكلمة بإنجيل يوحنا 1:1
الحكمة تتحدث عن نفسها :
سفر الأمثال
8: 23 منذ الازل مسحت منذ البدء منذ اوائل الارض
--------------------
سفر الأمثال
8: 30 كنت عنده (الله) صانعا و كنت كل يوم لذته فرحة دائما قدامه
--------------------
سفر الأمثال
8: 35 لانه من يجدني يجد الحياة و ينال رضى من الرب
--------------------
سفر الأمثال
8: 36 و من يخطئ عني يضر نفسه كل مبغضي يحبون الموت
--------------------
سفر الأمثال
9: 10 بدء الحكمة مخافة الرب و معرفة القدوس فهم
9: 11 لانه بي تكثر ايامك و تزداد لك سنو حياة
--------------------
إذن هناك فارق كبير بين الأزل والبدء كما كشف لنا سفر الامثال في قول الحكمة : منذ الازل مسحت منذ البدء منذ اوائل الارض(8: 23)
فلو تحدثنا من منطلق ( الكلمة والحكمة) لوجدنا أن الحكمة أسبق من الكلمة لذلك الكلمة مخلوقة ، فالحكمة صفة من صفات الله ولكن الكلمة ليست صفة ... والدليل على ذلك قول ( في البدء كان الكلمة) ... فطالما هناك بداية فإذن هناك نهاية والله ليس له بداية ولا نهاية ، وإن كانت الحكمة من الازل فالكلمة كانت في البدء والبدء فهمناه أنه بداية خلق السماوات والأرض وفي البدء كان الكلمة ، إذن الكلمة ظهرت مع البدء والله من الأزل فلا علاقة لقول أن الله هو الكلمة ... وقد كشفنا ذلك عندما قال إنجيل يوحنا (والكلمة كان عند الله) فاستخدام كلمة ( عند) تعني أن الكلمة كانت عند الله وليست هي الله ذاته وقد كشفت الترجمة الإنجليزية ذلك في قول (and the Word was with God.... kjv) فكلمة (with) توضح أن الكلمة لم تكن هي الله ذاته بل خلقها الله (كقول : الدرس عند زكريا أو الفكرة مع زكريا ... فهل هذا يعني أن زكريا هو الدرس أو زكريا هو الفكرة؟ :cool0: ) إذن الكلمة كانت مع الله في بداية خلق السماوات والأرض وقد كشف لنا إنجيل يوحنا ذلك في قول : (كل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان <1: 3>) فقد خلقها الله في بداية الخلق لأن كل شيء بها كان أي ( كن فيكون فكان) .. والشيء هو أقل القليل في البدء ، ولكن قبل البدء كان الأزل وفي الأزل لم يكن هناك شيء لذلك لم تكن للكلمة وجود ولكن عندما وجدت الكلمة جاء البدء ( كن فيكون فكان) ... فهل يصح أن نقول أن الله في البدء ؟ بالطبع لا .. بل الله منذ الأزل
لذلك نجد العهد القديم يكشف لنا أن الله منذ الأزل والذي لا نعرف عنه شيء وليس في البدء وما جاء بالبدء كان بداية الخلق لذلك ظهرت "الكلمة" المخلوقة ( كن فيكون فكان) والتي ليست هي الخالق ... فهل الله في البدء ام في الأزل ؟
1اخ 16:36 مبارك الرب اله اسرائيل من الازل والى الابد .
مز 25:6 اذكر مراحمك يا رب واحساناتك لانها منذ الازل هي ( الرحمة والإحسان من الأزل)
مز 90:2 من قبل ان تولد الجبال او أبدأت الارض والمسكونة منذ الازل الى الابد انت الله
ام 8:23 منذ الازل مسحت منذ البدء منذ اوائل الارض ( الحكمة من الأزل)
حب 1:12 ألست انت منذ الازل يا رب الهي قدوسي .
وبهذا أنكشف لنا أنه لا وجود لـ "الكلمة" بالأزل إنما "الكلمة" كانت في البدء وفي البدء خلق السماوات والأرض وما جاء بالبدء فهو مخلوق ، واما قيل عن ( الحكمة والإحسان والرحمة والجبروت والقدوس ) والتي كانت منذ الأزل .. فهي صفات الله .. والكلمة التي كان في البدء ليست صفة من صفات الله لأن الله ليس كلمة :p015:
السؤال الأخير : هل الله هو الكلمة ام الكلمة هي الله ؟
انتهى تفنيد الإصحاح الاول بفضل الله وهذا لا يعني أننا لن نستعين به بعد ذلك بل كل إصحاح نتركه نعود إليه مرة أخرى ولكن بفكر آخر .
تابع معنا فلن تشعر بالملل .
.