الخاتمة :
أهمّ نتائج البحث :
1- أن تعريف (الولاء والبراء) هو : حُبُّ الله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ودينه ، والمسلمين ، ونصرتهم ؛ وبُغْضُ الطواغيتِ التي تُعبد من دون الله والكُفْرِ ، والكافرين ، وعداوتُهم .
2- أن هذا المعتقد دَلّت النصوص المستفيضة القطعية عليه من القرآن والسنة ، وأجمعت عليه الأمة .
3- أن (الولاء والبراء) معتقدٌ مرتبطٌ بأصل الإيمان ، فلا إيمان بتاتاً بغير (ولاء وبراء) ، ولا يمكن أن يُوجد إسلامٌ أو مسلمون بغيره .
4- أن (الولاء والبراء) ليس خاصًّا بالمسلمين ، بل كُلُّ أتباع مذهبٍ أو دينٍ ، لا بُدّ أن يكون بينهم ولاء ، وأن يكون عندهم براءٌ ممن خالفهم .
5- أن (الولاء والبراء) فِطْرةٌ رُكّبَ عليها البشر كلّهم ، ولا بُدّ من بقائه على وجه الأرض ، ما دام بين الناس اختلافُ عقائد ومناهج .
6- أن (الولاء والبراء) ما دام من دين الإسلام ، فلا بُدّ أنه مُصْطَبِغٌ بسماحته ورحمته ووسطيّته .
7- أن (الولاء والبراء) لا يُعارِضُ حُرّيةَ بقاءِ الكافر الأصليِّ على دينه ، ولا حُرِّيَتَهُ في التنقّل في بلاد المسلمين (سوى الحرم) ، ولا سكنى بلاد المسلمين بصورة دائمة (سوى جزيرة العرب) ، ولا يعارض ما يقرّره الدينُ من حُرْمة دماء أهل الذمّة والمعاهدين وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم ، ولا يعارض الوصيّةَ بهم ، ولا الرفقَ واللطفَ في معاملتهم (بشرط أن لا يدل ذلك الرفقُ واللطفُ على عُلُوّ الكافر على المسلم) ، ولا يعارضُ بقاءَ حَقِّ ذوي القربى الكافرين ، ولا يعارضُ العَدْلَ حتى مع المحاربين .
8- أن (الولاء والبراء) بناءً على ذلك ليس معتقداً يخجلُ منه المسلمون ، بل هو مطلبٌ عادل ، لا تخلو أمةٌ تريدُ العزّةَ لأبنائها مِنْ أن تعتقدَه وتتبنّاه منهجاً لها .
9- أن الغلو في (الولاء والبراء) خطأٌ لا يَخُصُّ (الولاءَ والبراء) ، ولا يخصُّه عند المسلمين وحدهم . فالغلوّ ظاهرةٌ لا يخلو منها مجتمع بشري ، على أي دين أو مذهب .
10- أن غُلاةَ (الولاء والبراء) بين جانبي إفراطٍ وتفريط .
11- أن غلاة الإفراط سبب غلوّهم في (الولاء والبراء) عدم فَهْمهم لمناط التكفير فيه ، أو عدم ضبطهم للبراء بالضوابط الشرعية في تعاملهم مع غير المسلمين .
12- أن غلاة التفريط في (الولاء والبراء) سببُ غُلُوّهم إمّا انعدامُ الإيمان في قلوبهم ، أو جهلهم بحقيقة (الولاء والبراء) الشرعيّ الصحيح ، أو وقوعهم تحت ضغط الهزيمة النفسيّة أمام الغرب
أمّا أهمّ التوصيات ، فهي
1- وجوب ترسيخ معتقد (الولاء والبراء) بين المسلمين على الوجه الأكمل ؛ لأنه بغيره لن يبقى للمسلمين باقية ، فهو سياجُ أمانهم من الذوبان في الأديان والعقائد الأخرى .
2- وجوب تفقيه المسلمين بحقيقة (الولاء والبراء) ، وأنه لا يُعارضُ آدابَ التعامل بالرفق واللطف (المنضبطَين بالضابط الشرعي) مع غير المسلمين .
3- ضرورةُ التأكيد على عدم تعارض (الولاء والبراء) مع سماحة الإسلام ورحمته ووسطيّته ، ونَشْرُ ذلك في وسائل الإعلام المختلفة .
4- حتميّة مواجهة الغرب بحقيقة (الولاء والبراء) الشرعيّ ، فليس فيه ما يخجل منه المسلمون ، ومجابهتهم بأنّنا لو لم يكن من عدالة هذا المعتقد عندنا إلا أنهم هم يُواجهونا بولائهم لبعضهم وبراءتهم منّا لكفى بذلك عدلاً وإنصافاً .
5- ترسيخ مفهوم أن البراء من الكافرين لا يعني ظلمهم والاعتداء عليهم .
هذا . . . والله أعلم .
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه .
كتب بواسطة :
د . الشريف حاتم بن عارف العوني
كلية الدعوة - جامعة أم القرى