رد شبهة سورة الجن آية 6 - 9
افتراء او شبهة جديدة
الجن يعلمون الغيب؟
وأنَّهُ كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رَهَقاً، وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحداً، وأنّا لمسنا السماء فوجدناها مُلئت حرساً شديداً وشُهُباً، وأنّا كنا نقعد منها مقاعدَ للسَّمْع، فمن يستمع الآن يجد له شِهاباً رَصَداً (آيات 6 9).
يؤكد القرآن أن الجن كان لديهم القدرة على الاستماع إلى غيب السماء، وأنهم يذهبون بها إلى الكهان. لكن بعد أن أُرسل محمد أصبحت غير قادرة، لأن السماء مُلئت حرساً شديداً وشهباً ولأنها جعلت (أي السماء) رجوماً للشياطين . لكن القرآن يؤكد أن الجن لا يعلمون الغيب. ففي قصة سليمان قال: فلما خرَّ تبيَّنت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (سبأ 34: 14) بعد أن فارق سليمان الحياة!
وعلَّق الإمام الرازي على قصة الجن بقوله: .. ومن الناس من طعن في هذه من وجوه:
(1) كيف يجوز لهؤلاء الجن أن يشاهدوا واحداً وألفاً من جنسهم يسترقون السمع فيحترقون، ثم إنهم مع ذلك يعودون لمثل صنيعهم؟
(2) اطلّع الملائكة على الأحوال المستقبلية والتي كان الشياطين يأخذونها منهم، إما لأنهم طالعوها في اللوح المحفوظ، أو لأنهم تلقنوها من وحي الله إليهم، وعلى التقدير فلم يسكتوا عن ذكرها حتى لا يتمكن الجن من الوقوف عليها.
(3) الشياطين مخلوقون من نار، والنار لا تحرق النار بل تقوّيها، فكيف يُعقل أن يُقال إن الشياطين زُجروا عن استرقاق السمع بهذه الشهب؟
(4) إن كان قذف الشياطين لأجل ظهور النبوّة المحمدية، فلماذا دام بعد وفاة النبي؟
(5) لو كان يمكن لهؤلاء الشياطين أن ينقلوا أخبار الملائكة من المغيبات إلى الكهنة، فلماذا لا ينقلون أسرار المؤمنين إلى الكفار حتى يتوصل الكفار إلى اللحاق بهم؟
(6) لماذا لم يمنعهم الله ابتداءً من الصعود إلى السماء حتى لا يحتاج في دفعهم إلى هذه الشهب؟ (الرازي في تفسير الملك 67: 5).
تحت التجهيز
.
الرد .. . .. الرد .. . .. الرد .. . .. الرد
يقول الإمام الرازي
قال تعالى :
وأنّا لمسنا السماء فوجدناها مُلئت حرساً شديداً وشُهُباً
اللمس: المس فاستعير للطلب لأن الماس طالب متعرف يقال: لمسه والتمسه، ومثله الجس يقال: جسوه بأعينهم وتجسسوه، والمعنى طلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها
قال تعالى:
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً }
أي كنا نستمع فالآن متى حاولنا الاستماع رمينا بالشهب
في تفسير قوله تعالى:
{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَاء ٱلدُّنْيَا بِمَصَـٰبِيحَ وَجَعَلْنَـٰهَا رُجُوماً لّلشَّيَـٰطِينِ }
[الملك: 5]
فإن قيل: هذه الشهب كانت موجودة قبل المبعث وقالوا: أن هذه الشهب كانت موجودة قبل المبعث، فما معنى تخصيصها بمحمد عليه الصلاة والسلام؟
فالجواب: الصواب أن هذه الشهب كانت موجودة قبل المبعث إلا أنها زيدت بعد المبعث وجعلت أكمل وأقوى، وهذا هو الذي يدل عليه لفظ القرآن لأنه قال:
{ فَوَجَدْنَـٰهَا مُلِئَتْ }
[الجن: 8]
وهذا يدل على أن الحادث هو الملء والكثرة وكذلك قوله: { نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَـٰعِدَ } أي كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب والآن ملئت المقاعد كلها، فعلى هذا الذي حمل الجن على الضرب في البلاد وطلب السبب، إنما هو كثرة الرجم ومنع الاستراق بالكلية.
.