الرد .. . .. الرد .. . .. الرد .. . .. الرد
قال الإمام الرازي
هذه الأصنام الخمسة كانت أكبر أصنامهم، ثم إنها انتقلت عن قوم نوح إلى العرب، فكان ود لكلب، وسواع لهمدان، ويغوث لمذحج، ويعوق لمراد، ونسر لحمير ولذلك سمت العرب بعبد ود، وعبد يغوث، هكذا قيل في الكتب، وفيه إشكال لأن الدنيا قد خربت في زمان الطوفان، فكيف بقيت تلك الأصنام، وكيف انتقلت إلى العرب، ولا يمكن أن يقال: إن نوحاً عليه السلام وضعها في السفينة وأمسكها لأنه عليه السلام إنما جاء لنفيها وكسرها فكيف يمكن أن يقال إنه وضعها في السفينة سعياً منه في حفظها.
وقرىء: { لاَ تَذَرُنَّ وُدّاً } بفتح الواو وبضم الواو، قال الليث: ود بفتح الواو صنم كان لقوم نوح، ود بالضم صنم لقريش، وبه سمي عمرو بن عبد ود ، وأقول: على قول الليث وجب أن لا يجوز ههنا قراءة ود بالضم لأن هذه الآيات في قصة نوح لا في أحوال قريش وقرأ الأعمش: { ولا يغوثا ويعوقا } بالصرف وهذه قراءة مشكلة لأنهما إن كانا عربيين أو عجميين ففيهما سببا منع الصرف، إما التعريف ووزن الفعل، وإما التعريف والعجمة، فلعله صرفهما لأجل أنه وجد أخواتهما منصرفة ودا وسواعا ونسرا.
=================
اما ما نقله الإمام الاقرطبي ما هي إلا أقوال البعض في هذا الخصوص .. ولم يجزم أنها أقوال صحيحة .
ولكن الامر المؤكد هو أن هذه اسماء اصنام
وقد اورد بعض أشعار للعرب
يقول مالك ابن نمط الهمداني:
يَريشُ الله في الدنيا ويَبْرى ***** ولا يَبْرِي يعوقُ ولا يَرِيشُ
والوَدّ في قول ٱمرىء القيس:
تُظهِرُ الوَدَّ إذا ما أشْجَذَتْ ****** وتُوارِيهِ إذا ما تَعْتَكِرْ
وشاعر آخر
حَيّاك ودٌّ فإنّا لا يحلّ لنا ***** لَهْوُ النساء وإن الدين قد عَزَمَا
وجاء بتفسير الرازي : من اسماء العرب : عمرو بن عبد ود
وقد ذكر ابن كثير عن البخاري أن { وَدّاً وسُوَاعاً وَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } اوثان
أما وَدّ، فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سُواع، فكانت لهذيل، وأما يغوث، فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ، وأما يَعُوق، فكانت لهمدان، وأما نَسْر، فكانت لحمير لآل ذي كلاع، وهي أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام، فلما هلكوا، أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، ونسخ العلم عبدت، وكذا روي عن عكرمة والضحاك وقتادة وابن إسحاق نحو هذا
.