أعباط المهجر يطالبون بعودة الإحتلال الإنجليزى و لكن أمريكى هذه المرة.
جريدة المصريون : بتاريخ 18 - 4 - 2006
جمال سلطان
عندما أقرأ البيانات التي تصل إلى بريدي من بعض منظمات أقباط المهجر أشعر أني أمام حفاري قبور ، "طربية" بالمعنى الدارج عند العامة في مصر ، عيدهم يوم يكثر الموتى ، ويكون يوم ضنك أحدهم وشقاه وعذابه أن ينعم الناس بالعافية والسلامة ويغيب الشر ويغيب طائر الموت ، أحدث البيانات التي وصلتني شن حملة عنيفة على المسيرة التضامنية بين المسلمين والأقباط في الإسكندرية التي استنكرت الأحداث وأكدت على وحدة الوطن ، وقد وصل الغضب بأصحاب البيان إلى حد اتهام قيادات الكنيسة الوطنية ـ لم يذكروا البابا شنودة بالاسم ـ بأنهم خانوا شعبهم وباعوه للحزب الوطني ولأجهزة الأمن ، ولكن البيان أشار إلى اتهامه ضمنيا للبابا شخصيا بحديثه عن ما اعتبره "خيانة" البابا يوأنس للشعب القبطي ـ حسب نص البيان ـ بتحالفه مع سعد زغلول أيام ثورة 1919 ضد حلفاء الأقباط وهم الإنجليز ، ويحذر البيان القيادة القبطية الحالية من تكرار نفس الخيانة والعمالة بالتعاون مع الحزب الوطني ضد حلفائنا الحاليين وهم الإدارة الأمريكية ، حسب نص البيان أيضا ، أنا لن أذكر اسم المنظمة ولا صاحبها حتى لا أمنحه شرف ظهور اسمه في هذا المكان ، ولكني متعجب جدا من سيل الاتهامات التي وزعها البيان على من لا يعجبهم من الأقباط بأنهم عملاء وخونة ـ باللفظ ـ سواء في الوقت الحالي أو السابقين فقد اتهم زعيما قبطيا كبيرا مثل مكرم عبيد باشا بأنه " عميل وخائن للأمة" ، هكذا لفظا ، وأن هناك آخرين الآن يلعبون نفس دوره القذر! ، البيان وصل في هلوسته واتهامه للبابا وقيادات الكنيسة إلى حد اتهامهم بأن لهم ميولا إسلامية عربية ، ونص البيان يقول :" ولاسيما أن قيادات الكنيسة الآن لها ولاءات إسلامية- عربية وبعضهم للآسف يبيع أي شئ قبطي بدءا من الكرامة وانتهاء بالأعراض "!! ، وأنا لا أدري من نصب هذا المرتزق متحدثا باسم الأقباط ليسب قياداتهم الكنسية ويتهم البابا ورجال الإكليروس بأنهم خونة وعملاء ويبيعون أعراض الأقباط ، البيان كشف أيضا عن أن كاتبه جاهل بأبسط صفحات تاريخ مصر الحديث ، فهو يتحدث عن أن اغتيال رئيس الوزراء بطرس غالي عام 1910 كان مؤامرة على الدستور الجديد الذي جعل رئيس الوزراء ووزارة الدفاع وزارة الداخلية ووزارة الخارجية من نصيب الأقباط بينما باقي الوزارات تقسم بين الأقباط والمسلمين ، ويبدو أنه ألف هذا الدستور بأثر رجعي في الغرفة التي يستأجرها ويسترزق من ورائها في الولايات المتحدة لأن هذا الكلام لا وجود له على الإطلاق ، وواقعة اغتيال بطرس غالي كانت بسبب وطني بحت لا صلة له بقبطي ولا مسلم ، يتعلق باتهامه بالعمالة للإنجليز وبيع مصلحة الوطن الواضحة في شركة قناة السويس وأمور أخرى ، وهي حادثة مشابهة لحوادث أخرى تعرضت لها قيادات سياسية مسلمة مثل أمين عثمان والنقراشي باشا وإسماعيل سري الدهشان وزير الدفاع قبل الثورة وقد حكى الرئيس عبد الناصر بالتفصيل وقائع محاولة اغتياله التي قادها بنفسه قبل الثورة ، وغيرهم ، كما أن الكاتب الجاهل لا يعرف اسم قاتله وسماه " صلاح الورداني " وهو " إبراهيم الورداني " وكذب ببجاحة عندما ادعى أن الناس في جنازته قالت شعارات طائفية ، بينما كان نشيد وداع الجماهير له والذي حملته لنا كتب التاريخ وحملته حتى الرواية الشفهية من أجدادنا حتى اليوم هو : قولوا لعين الشمس ما تحماشي ، لحسن غزال البر صابح ماشي " ، يرحمه الله .
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=15977&Page=1