رد شبهة سورة التحريم آية 1
افتراء او شبهة جديدة
محمد يغدر بحفصة:
يا أيُّها النبيُّ لِمَ تحرّمُ ما أحلَّ الله لك؟ تبتغي مرضاة أزواجك والله غفورٌ رحيم (آية 1).
قال المفسرون إن محمداً كان يقسم بين نسائه، فلما كان يوم حفصة استأذنت محمداً في زيارة أبيها، فأذن لها. فلما خرجت أرسل محمدٌ إلى جاريته مارية القبطية فأدخلها بيت حفصة وخلا بها. فلما رجعت حفصة وجدت الباب مغلقاً، فجلست عند الباب. فخرج محمدٌ ووجهه يقطر عرقاً، وحفصة تبكي. فقال: ما يبكيك؟ قالت: إنما أذنتَ لي من أجل هذا. أدخلْتَ أَمَتَك بيتي ووقعتَ عليها في يومي وعلى فراشي. أما رأيتَ لي حُرمة وحقاً؟ ما كنتَ تصنع هذا بامرأةٍ منهن. فقال محمد: أليس هي جاريتي، قد أحلّها الله لي؟ اسكتي فهي عليَّ حرام. ألتمس بذلك رضاكِ، فلا تخبري بهذا امرأةً منهن . فلما خرج محمدٌ قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت: ألا أبشّرك أن محمداً قد حرّم عليه أمتَه مارية، وقد أراحنا الله منها . وأخبرتعائشة بما رأت، وكانتا متصافيتين متظاهرتين على سائر أزواج محمد. فغضبت عائشة، فلم تزل بمحمد حتى حلف أن لا يقربها. ثم نكث وعده بأن قال إن الله قال له: لِمَ تحرّم ما أحلَّ الله لك؟ (السيرة الحلبية باب ذكر أزواجه وسراريه ح 3).
وكان محمد مغرماً بحب عائشة،فأرسل فيأول تزوُّجه بها بنات الأنصار يلعبْنَ معها، لأنها كانت صغيرة. وإذا شربت عائشة من الإناء يأخذه فيضع فمه على موضع فمها ويشرب، إشارةً إلى مزيد حبها، وإذا تعرَّقت عَرْقاً (وهو العظم الذي عليه اللحم) أخذه فوضع فمه على موضع فمها، وكان يتكئ في حِجْرها ويُقبِّلها وهو صائم (رواه الشيخان). وروى أصحاب السُّنن أنه كان يقبّل نساءه وهو صائم، ووقف لعائشة يسترها وهي تنظر إلى الحبشة يلعبون بالحِراب وهي متكئة على منكبه، فسألها: أما شبعتِ أما شبعتِ؟ فتقول: لا لا! (رواه الترمذي). وقال علماء المسلمين إنه كان يدور على نسائه (أي يجامعهن) في الساعة الواحدة من النهار والليل وهنَّ إحدى عشرة. قال قتادة بن دعامة لأنَس بن مالك: أَوَكَان يطيق الدوران عليهن؟ فقال أنس: كنا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين (وفي رواية أربعين) رجلاً من رجال الجنة . وورد في الحديث:[COLOR="blue:hb: "] قال محمد أُعطيت قوة أربعين رجلاً من أهل الجنة [/COLOR]في البطش والجماع . ورووا أن الرجل من أهل الجنة ليُعطَى مائة قوة في الأكل والشرب والجماع والشهوة. وذكر ابن العربي: إنه كان له القوة في الوطء، الزيادة الظاهرة على الخلق. وروى ابن سعد عن أنَس أنه طاف على نسائه التسع في الليلة. وقال محمد: أتاني جبريل بِقِدْرٍ فأكلتُ منها، فأُعطِيتُ قوة أربعين رجلاً من رجال الجنة . وشكا محمد إلى جبريل قلة الجِماع، فتبسَّم جبريل حتى تلألأ مجلس محمد من بريق ثنايا جبريل، فقال له: أين أنت من أكل الهريسة؟ (صحيح مسلم باب فضل عائشة طبقات ابن سعد، باب ذكر زوجاته، فضل عائشة إحياء علوم الدين باب النكاح).
تحت التجهيز .
.
الرد .. . .. الرد .. . .. الرد .. . .. الرد
.
عندما جرى قدر الله أن يجعل الإسلام هو الرسالة الأخيرة؛ وأن يجعل منهجه هو المنهاج الباقي إلى آخر الخليقة؛ وأن تجري حياة المؤمنين به وفق الناموس الكوني العام؛ وأن يكون هذا الدين هو الذي يقود حياة البشرية ويهيمن على نشاطها في كل ميدان
وجعل طبيعة هذا الدين الانطلاق بالحياة إلى الأمام: نمواً وتكاثراً، ورفعة وتطهراً، في آن واحد.
وعندما جرى قدر الله أن يجعل طبيعة هذه العقيدة هكذا جرى كذلك باختيار رسولها ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنساناً تتمثل فيه هذه العقيدة بكل خصائصها، وتتجسم فيه بكل حقيقتها، ويكون هو بذاته وبحياته الترجمة الصحيحة الكاملة لطبيعتها واتجاهها. إنساناً قد اكتملت طاقاته الإنسانية كلها. ضليع التكوين الجسدي، قوي البنية، سليم البناء؛ صحيح الحواس، يقظ الحس، يتذوق المحسوسات تذوقاً كاملاً سليماً. وهو في ذات الوقت ضخم العاطفة، حي الطبع، سليم الحساسية، يتذوق الجمال، متفتح للتلقي والاستجابة. وهو في الوقت ذاته كبير العقل، واسع الفكر، فسيح الأفق، قوي الإرادة، يملك نفسه ولا تملكه.. ثم هو بعد ذلك كله.. النبي.. الذي تشرق روحه بالنور الكلي، والذي تطيق روحه الإسراء والمعراج، والذي ينادى من السماء، والذي يرى نور ربه، والذي تتصل حقيقته بحقيقة كل شيء في الوجود من وراء الأشكال والظواهر، فيسلم عليه الحصى والحجر، ويحن له الجذع، ويرتجف به أحد ـ الجبل..!.. ثم تتوازن في شخصيته هذه الطاقات كلها. فإذا هو التوازن المقابل لتوازن العقيدة التي اختير لها..
ثم يجعل الله حياته الخاصة والعامة كتاباً مفتوحاً لأمته وللبشرية كلها، تقرأ فيه صور هذه العقيدة، وترى فيه تطبيقاتها الواقعية. ومن ثم لا يجعل فيها سراً مخبوءاً، ولا ستراً مطوياً. بل يعرض جوانب كثيرة منها في القرآن، ويكشف منها ما يطوى عادة عن الناس في حياة الإنسان العادي. حتى مواضع الضعف البشري الذي لا حيلة فيه لبشر. بل إن الإنسان ليكاد يلمح القصد في كشف هذه المواضع في حياة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس!
إنه ليس له في نفسه شيء خاص.
وهذه السورة تعرض في صدرها صفحة من الحياة البيتية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - ولقد حفظ عنه أصحابه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونقلوا للناس بعدهم ـ جزاهم الله خيراً ـ أدق تفصيلات هذه الحياة. فلم تبق صغيرة ولا كبيرة حتى في حياته اليومية العادية، لم تسجل ولم تنقل.. وكان هذا طرفاً من قدر الله في تسجيل حياة هذا الرسول :salla-icon: ،ـ ونقل صورة من الانفعالات والاستجابات الإنسانية بين بعض نسائه وبعض، وبينهن وبينه! وانعكاس هذه الانفعالات والاستجابات في حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي حياة الجماعة المسلمة كذلك.. ثم في التوجيهات العامة للأمة على ضوء ما وقع في بيوت رسول الله وبين أزواجه.
يتبع :-
.
الرد .. . .. الرد .. . .. الرد .. . .. الرد
{ يا أيها النبي لم تحرم مآ أحل الله لك، تبتغي مرضاة أزواجك، والله غفور رحيم. قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم }.
{ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرَّف بعضه وأعرض عن بعض، فلما نبأها به قالت: من أنبأك هـذا؟ قال: نبأني العليم الخبير }.
{ إن تتوبآ إلى الله فقد صغت قلوبكما، وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير. عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً }..
وردت في سبب نزول هذه الآيات روايات متعددة منها ما رواه البخاري عند هذه الآية قال: حدثنا إبراهيم ابن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، قالت: " كان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها. فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير. إني أجد منك ريح مغافير. قال: لا. ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فلن أعود له. وقد حلفت. لا تخبري بذلك أحداً " . فهذا هو ما حرمه على نفسه وهو حلال له: { لم تحرم ما أحل الله لك؟ }.
ويبدو أن التي حدثها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الحديث وأمرها بستره قالت لزميلتها المتآمرة معها. فأطلع الله رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الأمر. فعاد عليها في هذا وذكر لها بعض ما دار بينها وبين زميلتها دون استقصاء لجميعه. تمشياً مع أدبه الكريم. فقد لمس الموضوع لمساً مختصراً لتعرف أنه يعرف وكفى. فدهشت هي وسألته: { من أنبأك هذا؟ }.. ولعله دار في خلدها أن الأخرى هي التي نبأته! ولكنه أجابها: { نبأني العليم الخبير }.. فالخبر من المصدر الذي يعلمه كله. ومضمون هذا أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم كل ما دار، لا الطرف الذي حدثها به وحده!
وقد كان من جراء هذا الحادث، وما كشف عنه من تآمر ومكايدات في بيت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن غضب.
فآلى من نسائه لا يقربهن شهراً، وهم بتطليقهن ـ على ما تسامع المسلمون ـ ثم نزلت هذه الآيات. وقد هدأ غضبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعاد إلى نسائه بعد تفصيل سنذكره بعد عرض رواية أخرى للحادث.
وهذه الرواية الأخرى أخرجها النسائي من حديث أنس، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها. فأنزل الله عز وجل: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك؛ تبتغي مرضاة أزواجك }..
وفي رواية لابن جرير ولابن إسحاق أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطئ مارية أم ولده إبراهيم في بيت حفصه. فغضبت وعدتها إهانة لها. فوعدها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتحريم مارية وحلف بهذا. وكلفها كتمان الأمر. فأخبرت به عائشة.. فهذا هو الحديث الذي جاء ذكره في السورة.
وكلا الروايتين يمكن أن يكون هو الذي وقع. وربما كانت هذه الثانية أقرب إلى جو النصوص وإلى ما أعقب الحادث من غضب كاد يؤدي إلى طلاق زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نظراً لدقة الموضوع وشدة حساسيته. ولكن الرواية الأولى أقوى إسناداً. وهي في الوقت ذاته ممكنة الوقوع، ويمكن أن تحدث الآثار التي ترتبت عليها. إذا نظرنا إلى المستوى الذي يسود بيوت النبي، مما يمكن أن تعد فيه الحادثة بهذا الوصف شيئاً كبيراً.. والله أعلم أي ذلك كان.
يتبع :-
.