من للشهيد إذا استُبيحَ ثراهُ .... تفضل يا غير مسجل وما رأيك
 |
|
 |
|
من للشهيد إذا استُبيحَ ثراهُ
ألقى السلامَ مودعاً أحبابَه ومضى ليلقى ربّه برضاهُ
خرقَ الحواجزَ لا يهابُ مُصمماً طلبَ الرضى عند الذي سواهُ
شدّ الحزام على القنابلِ قائلاً باسم العظيمِ سَرَيْتُ .. يا أللهُ
نالَ الشهادةَ مُقبلاً بحزامِهِ فتناثرتْ من حولِه أشلاهُ
طارت لتخلدَ في النعيم زكية فهناك يحيى في العُلا مأواهُ
قهرَ العدوَ بعزمِه وبروحِه وجرت على أرضِ الرباطِ دِماهُ
واحرّ أمٍ ودعته بلوعةٍ وبغُصّة طفِقت تشمُ شذاهُ
قالت وفاضت بالدموعِ عيونُها يا جارتا رُدي عليك عزاهُ
هذا الحبيبُ أمانةٌ أودعتُها عندَ الكريمِ شفاعة أعطاهُ
فيردُ من خلفِ المدى متبسماً لا تجزعي واستبشري أمّاهُ
وأبوهُ محتسبٌ يُغالبُ دمعَهُ بالصبرِ يَحبسُ مارداً أعياهُ
ويقول هذا اْبني شَرى لك نَفْسَه فاقبلهُ في الشهداء يا رباهُ
وأخوه يُسعفُ أختَه بحنانِه أختاهُ لا تتحسري أختاهُ
فأنا وأنتِ وكلّ حرّ مُسلمٍ للهِ قمنا في سبيلِ رِضاهُ
ورفاقه يومَ الجنازة كبّروا واستبشروا في جنةٍ نلقاهُ
ماضون في دربِ الشهادةِ ما لنا غيرَ الجهادِ ولا سبيل سواهُ
--------
وأتى أُناسٌ فارهين تصدّروا رأس المسيرة وارتقوا أعلاهُ
ظنوه مات .. فكفنوه وعجّلوا وتصنّعوا عند اليتيمِ عزاهُ
وبَكُوا على أكفانِه ودموعُهم تجري ، وباركَ بعضُهم مَسعاهُ
ختموا اللقاءَ بخطبةٍ ممشوقةٍ وأسرّ بعضُ القومِ .. ما أرداهُ!؟
قالوا نقيدُ في الجداولِ إسمَه ليكونَ دعماً للذي نهواهُ
واروه عصراً في الترابِ وعجّلوا ما زالَ رَخصاً لمْ تجفَّ دماهُ
وإذا بهم قبلَ المغيبِ تجمّعوا في مجلسٍ عند الرئيسِ دعاهُ
عَرضوا السّجلّ وفيه ألفَا شاهدٍ مَهْراً لِصلحٍ بيّتوا مَغزاهُ
قالوا كفى ، فالشعبُ رُوِضَ واكتوى واستُنفِدتْ بالقمعِ كلُ قُواهُ
حانَ القِطافُ وطرحُ حلّ عاجلٍ لنقيمَ حكماً كلنا يرضاهُ
فالفلمُ صُوّر والمشاهدُ سُجلت قمنا به والدورَ أتقناهُ
هيّا لنعلن شكرنا ووفاءنا ندعو اليتيم وأمَه وأخاهُ
ونقيمُ عُرساً للشهيدِ ومَحفلاً نعطيهِ وصفاً لا يُردّ صداهُ
تقريرُ حقٍ للمصيرِ وعودةٌ حريةٌ .. وسيادةٌ .. ورفاهُ
------- |
|
 |
|
 |