النصارى متحضرون لأنهم ينقدون كتبهم بخلاف المسلمين المتحجرين
بسم الله الرحمن الرحيم
**********************
إن النصارى قوم متحضرون وعقلانيون، ولذا فهم يمارسون النقد المتواصل لكتبهم المقدسة بينما تجد المسلمين يجبنون عن مثل هذا النقد، ألا تعتقد أن عدم النقد هذا يمثل ضعفاً في تفكير المسلمين وتحجراً من جانبهم؟
يجاب عن هذه الدعوى من وجوه عدة:
أولاً: الزعم بأن النصارى متحضرون وعقلانيون دعوى منافية للواقع، إذ كيف يكون متحضراً وعقلانياً من يؤمن بالخرافات والشركيات وغيرها مِمَّا يناقض العقل ، إضافة إلى الانحطاط الخلقي الذي يعيشه هؤلاء.
ثانياً: إن ممارسة النقد لما ثبت صحة نسبته إلى الله لا يعد تحضراً ولا عقلانيةً تحمد، بل هذا مِمَّا يعد نقيصة لما فيه من الافتراء والجرأة على الله وعلى الحق المنزل من عنده.
ثالثًا: أمَّا نقدهم لكتبهم فلأن هذه الكتب قد دَاخَلَهَا التحريف والتبديل والزيادة والنقصان وفيها من التناقض ومخالفة العقل ، والحقائق العلمية الثابتة ، ما يقتضي أن تكون محلاً للنقد ، ورغم ذلك فقد أفضى بهم نقدهم لهذه الكتب إلى مزيد من الضلالات والمفاسد ، التي أوصلت كثيراً منهم إلى الإلحاد.
رابعًا: أمَّا القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي وحي من الله ثابت النسبة إليه سليم مِمَّا اعترى غيره من التناقض والتحريف ومناقضة العقل والحقائق العلمية الثابتة، ولذلك فهو ليس محلاً لنقد، والإنسان مهما بلغ من العلم والعقل، فهو مخلوق من مخلوقات الله تعالى وأنه علمه ما لم يكن يعلم ، وبالتالي فهو ليس أهلاً لنقد وحي الله تعالى المعصوم.
وحسب الإنسان في هذا المقام أن يتلقى الوحي الإلهي بالقبول والتسليم ثُمَّ يُعمل عقله في فهمه وتدبره والعمل بمقتضاه، وليس هذا حجراً على العقل، بل هو إطلاق للعقل في مجاله.