إحدى الشبهات التي أرقتني /أمرت أن أقاتل الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد اشتركت في منتداكم الكريم لسبب هام جداً بالنسبة لي، لأجل زيادة معلوماتي عن ديني والقيم الإسلامية الجميلة في القرآن، لأتمكن من الدفاع عنه وعن ونبينا الأمين سيد الخلق :salla: .. وقد هالني ما رأيت من وقاحات وسذاجات في بعض المواقع التي كانت مغلقة عندي بسبب قوانين الاتصال في الدولة التي أسكن فيها..
وبسبب قلة الخبرة لديّ فإني جئت أبحث عندكم عن المساعدة، وقد بدأت البحث بدوري للرد على بعض الشبهات بما ينعم عليّ الله من فضله.. وأطلب مساعدتكم الكريمة في ما قد يلتبس عليّ أو يصعب عليّ الرد به.
وإليكم هذه الشبهة التي أوجعني أن يستغلها أعداء الدين في سبيل إثبات أن ديننا دين إرهابي..
(يضحكني هؤلاء الذين يشبهون العرائس التي يتم تحريكها من أعلى بخيوط شفافة.. بإعادة ما يسمعونه في الأفلام والمسلسلات كالببغاوات.. لنا الله، فقد تمت برمجتهم لتصديق أي نكتة من نكات العم سام، حتى ولو -لا سمح الله- أصبح الإسلام يصب في مصلحة الأميركيين، لتحوّل هؤلاء الإمّعات ليناصروه ويذودوا عنه ..:image5: )
رداً على الحديث الصحيح الذي يتشدق به النصارى وفتات القراء والمثقفين
إذ يقتطعون جملة من حديث رسول الله ويدّعون أنه :salla: يأمر بقتال اليهود والنصارى والاعتداء عليهم حتى يدخلوا في الإسلام..
أولاً، يجب أن يتعلم هؤلاء الجهلة أدب اقتباس الحديث، ولا يقوموا باقتطاع جملة في سياق الحديث يتغير معناها إذا ما أخذت مما هو قبلها وما بعدها.. لتفيد جهلهم وضعف حجتهم.. الحديث كاملاً هو:
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله)
أيها "المثقفون" "القارئون" إن المقصود بالناس هنا هم المسلمون الممتنعون عن أداء الزكاة..
وإليكم ما حدث مع أبو بكر الصديق:
اقتباس:
- عندما امتنع بعض المسلمين عن أداء الزكاة قرّر أبو بكر قتالهم فذهب عمر إليه وقال له: "كيف تقاتلهم وقد قال النبي :salla: : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإن قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"، فقال أبو بكر: "والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة من حق الله، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله -:salla: - لقاتلتهم على منعه"، قال عمر: "فلما رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال عرفت أن الحق معه".
وقال الإمام النووي عقب هذا الحديث: (واتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على أن المؤمن الذي يحكم بأنه من أهل القبلة، ولا يخلد في النار، لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقاداً جازماً خالياً من الشكوك، ونطق بالشهادتين، فإن اقتصر على إحداهما، لم يكن من أهل القبلة أصلاً) [شرح مسلم للنووي 1/149].
يعني المسلم الذي يُنقص من أسس الإسلام وأركانه لا يعتبر من أهل القبلة أصلاً.. ويجب قتاله حتى يدفع الزكاة وليس من يظنون أنفسهم امتداداً للهولوكوست المزعومة ويريدون أن يعيشوا دور المسكين والمضطهد بأي طريقة.
ثم إن كل آيات القتال والجهاد في القرآن توضح وجوب القتال للدفاع عن النفس والدين ولم تأتِ آية واحدة تأمر بالقتال لمجرد القتال.. بل رداً على الاعتداءات التي يتعرض فيها المسلمون لدينهم ومالهم وأرضهم.
هذا الرد كان اجتهاداً شخصياً مما جمعته من قراءاتي للفتاوى والشبهات والردود عليها..
أما هنا رد كامل مقتبس للدكتور / محمد عبد اللطيف عبد العاطي
عن المنهج القرآني لحماية المجتمع من العنف:
اقتباس:
أولاً:النصوص التي يستدل بها على قوله مطلقة، فتحمل على النصوص التي تفيد القتال بدرء العدوان أو قطع الفتنة والصدق للدعوة، لأن القواعد الأصولية تقضي بأنه إذا اتحد الموضوع فإن المطلق يحمل على المقيد(16).
ثانياً:لو كان الباعث على القتال في الإسلام هو القضاء على الكفر، لكان الإكراه في الدين جائزاً، لكن نصوص القرآن الكريم صرحت بنفيه ومنعه.
ثالثاً:لو كان الكفر هو الموجب للقتال لما جعل الله عز وجل إعطاء الكافرين للجزية غاية لقتالهم، وذلك في قوله تعالى:( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الأخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ).(17)
رابعاً: لو كان الكفر هو الموجب للقتال لما حرم رسول الله :salla: قتل غير المقاتلين من أطفال ونساء وشيوخ الكافرين.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله :salla: ، فنهى رسول الله :salla: عن قتل النساء والصبيان ) .(18)
وكان :salla: إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: ( ولا تقتلوا وليداً ) .(19)
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ( من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والذمي ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء، إلا أن يقاتل بقول أو بفعله، وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان لكونهم ما لا للمسلمين والأول هو الصواب، لأن القتال هو لمن يقاتلنا ) .(20)
خامساً: لو كان الكفر هو الموجب للقتل لما خير الله عز وجل المسلمين في أسرى المشركين بين المن عليهم بإطلاق سراحهم مجاناً أو أخذ الفداء منهم، قال تعالى:
(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداء).(21)
وقول البعض: إن هذه الآية منسوخة مرجوح بما قرره أكثر العلماء من أنها محكمة، لأن النبي :salla: ، والخلفاء الراشدون رضي الله عنهم فعلوا ذلك.(22)
سادساً: غزوات الرسول :salla: كانت إما لنقض العهد كما في غزوات بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، وإما لرد العدوان كما في أحد والخندق، أو لشن حرب وقائية كما في غزوة بني المصطلق وغزوة خبر.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وكانت سيرته :salla: أن كل من هادنه من الكفار لم يقاتله ).(23)
سابعاً: الأدلة التي استدل بها من يقول إن الحرب هي أساس العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وسبب تشريع القتال إنما هو القضاء على الكفر بمعزل من الدلالة على ما قاله.
فالفتنة في قوله تعالى: )وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة (يقصد بها الإيذاء والاضطهاد للصد عن الدين، ومعنى: )ويكون الدين كله لله (أي: يكون دين كل شخص خالصاً لله لا أثر لخشية عيره فيه، فلا يفتن لصده عنه، ولا يؤذى فيه، ولا يحتاج فيه إلى الرهان والمداراة، أو الاستخفاء والمحاباة.(24)
وقوله تعالى: ) فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ (.
يفيد: أن الباعث على القتال هو القضاء على الكفر إذا قطعناه من السياق الذي ورد فيه، أما إذا تابعنا قراءة الآيات التي بعده فسيتضح لنا أنه لا يدل على ذلك، بل يدل على أن درء العدوان هو الباعث على القتال.
أما حديث الرسول :salla: فيحتاج الناظر فيه إلى التفريق بين كلمة ( أقاتل ) وكلمة ( أقتل ) حيث إن بينهما فرقاً كبيراً لا يخفى عل العربي المتأمل.
وبيان ذلك: أن كلمة ( أقاتل ) تدل على المشاركة، فهي لا تصدق إلا عن مفاعلة من طرفين، وتصدق أكثر في التعبير عن مقاومة لبادىء الاعتداء.
وهذا من باب قوله :salla: يوم الحديبية: ( إنا لم نجيء لقتال أحد،ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا حجموا ) .(25)
وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي.(26)
وهذا القول صدر من الرسول :salla: وهو يدعو المشركين إلى السلم، وهو نص قاطع في الدلالة على أنه سيقابل عدوانهم بالمثل إن هم أبوا إلا العدوان، وهذا المعنى هو ذاته المقصود بقول: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).
يتبين بذلك كله: أن السلام هو أساس العلاقة بين المسلمين وغيرهم، لكنه ليس أي سلام، إنه السلام القائم على العدل، السلام الذي يحمي حرية العقيدة، وتصان فيه الكرامة، وتحفظ به الحقوق، وتتاح فيه حرية الدعوة إلى الإسلام، ولا شك أن مثل هذا السلام يسهم إسهاماً فعالاً في ترسيخ مبدأ الإخاء الإنساني الذي يؤدي إلى حماية المجتمع الإنساني من مظاهر عنف متعددة.
http://www.55a.net/firas/arabic/inde...&select_page=8
ختاماً..
إن كان قد وجد رد أوفى أو أسبق على هذه الجملة التي يتشدق بها البعض فأرجو أن تعذروني فأنا مازلت جديدة هنا، وأتمنى من المشرفين الكرام اتخاذ اللازم.
وإن كان هنالك نقص فمني ومن الشيطان وأرجو تقويم الخطأ أو الإضافة له لنتمكن من استخدامه كرد على من يريد سوءاً بديننا.. وإن كان ما فعلت صحيحاً فهو فضل من الله جل وعلا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشاركة: إحدى الشبهات التي أرقتني حتى وجدت الرد عليها
بارك الله فيك أختنا فى الله منار ومرحباً بك بين إخوتك وأخواتك المجاهدين والمجاهدات فى بيت أتباع المرسلين وجزاك الله خيراً على هذا الرد الكافى والوافي ولي سؤال للنصارى ,لماذا تنظرون دائماً إلى الأحاديث التى تحث على القتال وآيات القرآن ولاتنظرون لإسباب النزول وفيمن نزلت الآيات ولما لم تنظرون لوصايا الرسول الكريم للمسلمين كافة بأهل الكتاب وأهل الزمة ولماذا لاتتذكرون دماء المسلمين الذين استشهدوا فى المعارك التى كانت من أجل تحريركم من الروم ومن وغيرهم بناءاً على إستنجادكم بالمسلمين وطلبكم منهم المساندة والمساعدة.قال الله عز وجل(وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً {75} وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً {76} سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً )الإسراء
صحيح قال القائل:إذا أنت أكرمت الكريم ملكته, وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرد
رد: إحدى الشبهات التي أرقتني حتى وجدت الرد عليها
اقتباس:
.
منار منجد
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد اشتركت في منتداكم الكريم لسبب هام جداً بالنسبة لي، لأجل زيادة معلوماتي عن ديني والقيم الإسلامية الجميلة في القرآن، لأتمكن من الدفاع عنه وعن ونبينا الأمين سيد الخلق .. وقد هالني ما رأيت من وقاحات وسذاجات في بعض المواقع التي كانت مغلقة عندي بسبب قوانين الاتصال في الدولة التي أسكن فيها..
وبسبب قلة الخبرة لديّ فإني جئت أبحث عندكم عن المساعدة، وقد بدأت البحث بدوري للرد على بعض الشبهات بما ينعم عليّ الله من فضله.. وأطلب مساعدتكم الكريمة في ما قد يلتبس عليّ أو يصعب عليّ الرد به.
.
أهلاً بك بيننا ، فنأمل أن تقبلنا أخوتك في الله .
