بسم الله الرحمن الرحيم
السنة:- 1939
وقف الأب ليودع زوجته واولاده قبل ان يركب السفينة المتجهه للخارج ليغيب عنهم سنة كاملة
فله بعض الاعمال التى تتطلب وجوده هذه المدة فى الخارج ووقف اولاده وزوجته يغالبون دموعهم
-انت الآن رجل البيت يا احمد, لن اوصيك يجب ان تهتم بأمك واخوك واختك فى غيابى وارسل لى ما يجد من امورهم فى رسائل وسأرسل لكم رسائل دوماًللإطمئنان عليكم.
...
غاب الأب سنة كاملة لم تنقطع فيها الرسائل المتبادلة....ولكن حدث ما لم يكن فى الحسبان فقد قامت الحرب و حاول الأب الرجوع لأهله ووطنه ولكن محاولاته لم تفلح وارسل الاب إلى إبنه انه لن يستطيع الرجوع حتى يأذن الله .
نزلت هذه الرسالة على اهله كالصاعقة فقد احسوا بالإشتياق الكبير للأب الغائب ولكنهم تسلحوا بالأمل ان تحدث المعجزة وتنتهى الحرب وتتكحل اعينهم برؤية ابيهم مرة اخرى...
...
مرت اربع سنوات على غياب الأب كانت كل رسالة تصل منه لأولاده وزوجته يحتضنوها ولا يفتحوها بل يضعوها فى علبة [قطيفة] ويعطروها بأحلى عطر ويغلقوا عليها العلبة من فرط حبهم وإشتياقهم للاب ومن فرط إحساسهم ان هذه الرسائل قد لمسها ابوهم الحبيب بيده فكأنهم عندما لا يفتحوها فهم يحتفظون بآثار أنامل ابيهم عليها.
..انتهت الحرب وعاد الاب اخيراً لبيته واهله ودخل لبيته ليرى اولاده وزوجته ويحتضنهم ويعوض إشتياق 4 سنين
قابله ابنه الاكبر فارتمى فى حضنه وتبعه ابنه الأصغر
-اين والدتكم يا اولاد؟؟
- أمنا... أمنا ... البقاء لله يا ابى
- ماذا تقول وارتمىالأب على اقرب مقعد ماذا حدث واين اختك؟؟
- بكى الشابان البقاء لله فقد ..
-ماذا تقول ابنتى توفت ايضا ماذا حدث ؟
وانهار الأب فى البكاء..اخذ الولدان يهدءان من روع ابيهما
-لقد ماتت امى اثناء إجرائها لعملية جراحية
- ماذا تقول الم اكتب لك فى رسالة اننى سألت احد الأطباء واشار على ان الجراحة خطرة بالنسبة لمن هم فى سنها وان هناك دواء يمكن ان يجعل حالتها مستقرة دون إجراء الجراحة
-لم نقرأ الرسالة ابى ولم نفتحها
- لماذا وكيف توفت اختكم؟
-لقد انتحرت ابى بعد ان تزوجت وعاملها زوجها بقسوة وسادية حتى انهت حياتها بيدها
- كيف تزوجت الم ارسل لكم رسالة ألا تتزوج من هذا الشاب الذى اعرفه واعرف سلوكه وسلوك اسرته كيف تخالفون امرى وكيف لا تخبرونى
- لم نقرأ رسالتك ابى
- ماذا حدث ايضاً ونظر لإبنه الأكبر لقد ارسلت إليك رسالة بأن لا تدخل بأموالك فى احد المشاريع ماذا فعلت وانت لم تكن تقرأ رسالاتى كلها ؟
نكس الإبن رأسه خجلاناً ,فأطرق الأب رأسه حزيناً وتركهما ودخل لغرفته
نظر الأخ الأكبر لأخيه الأصغر وقال لو كنا فتحنا رسائل ابينا وقرأناها ما حدث لنا كل هذا ولكننا اكتفينا بتكريمها وتعظيمها فقط.
...
هذه قصة رمزية..والرمز هنا ليس فى اشخاص القصة ولكن فى المعنى العام للقصة؟؟؟؟