شعر : إسماعيل الصالحة
كم من غني في الحياة معذب..................مما يراه من البلاء الأسود
ومن عناء دائم متواصل .......................من دون أي توقف وتوصد
فيرى الحياة بحرها ولهيبها..................وجحيمها المشبوب دون تخمد
وبحربها المسعور دون هوادة................وبشوكها المسنون دون تخضد
فلذا تراه ملوعا ومعذبا........................بغرائب الأفكار دون ترشد
يحيا بكل مريرة وأليمة........................من دون أي هداية وتسدد
مثل الذي قد كـــــــان فـــــــــــوق النــــــــــــار بعد تلهــــــــب وتوقد
من دون أي وقاية وحماية....................أو دون أي تبرد وتجلد
لو أن مافي الأرض من مال له ...............أو من ثراء واسع مترغد
لرماه في بحر الفضائل والندى.................والجود والإخلاص والعمل الندي
كي يستريح من الشقاوة والعنى.................والبؤس والإرهاق والعيش الردي
ويعيش في الدنيا سعيدا هانئا......................من دون أي تألم وتنكد
لكن هذا الأمر ليس بحاصل ....................من غافل عن ربه متبعد
مادام في دنيا الضلالة غارقا...................يلهوا بمال زائل متبدد
ويقينه بالله ليس بكامل ........................ومساره بالشرع ليس بجيد
مهما تظاهر بالمفاخرة والغنى.................واللبس والإسراف والعيش الندي
***********
وترى فقيرا في السعادة هانئا....................مما به من نعمة لم تغمد
مادام في درب الهداية سائرا ...................من دون أي تشكك وتجحد
يحيا بأمن دائم وسعادة............................وسلامة وسكينة وتودد
من دون أي سآمة وكآبة ........................أو أي خوف أو قنوط من غد
يحيا كمثل الطير في أرزاقه....................عند الشروق بسعيه المتجدد
يغدوا خماصا دائما بحواصل..................ويروح من بعد البطان بأسعد
**********
فالحمد لله الذي جعل الهدى.....................والنور في شرع الحبيب محمد
لنعيش في الدنيا كراما سادة.....................من دون أي شقاوة وتنكد
نحيا مع الأنوار في قبساتها ..................مسكوبة كالفجر والأمل الندي
والعروة الوثقى بكل فلاحها ..............ممسوكة بالقلب من قبل اليد
