اذا كان المسيح هو الله فان الله يحيي ويميت .... فهل أمات المسيح أحدا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
في زمان يسوع قبل أكثر من ألفي سنة .....
فجعت الأم بموت ابنها ....
صرخت وولولت ....
فجاءها المؤمنون بأن الله هو خالق المسيح قائلين :
انه أمر الله فاصبري ....
فقالت الأم الثكلى : أأمر الله أن يموت ابني ..... ؟!
قال المؤمنين : نعم .... الله يحيي والله يميت .....
قالت الأم الثكلى : سأنادي الله حتى يقوم باحياء ابني اذا كان قادرا على ذلك .
فقال لها مجموعة من الذين آمنوا ان المسيح هو الله :
تريدين أن تكلمي الرب ؟ تريدين لقاء الله ؟ انه هنا في اورشليم هذا النهار .
قالت الأم : الله في اورشليم ؟
قالوا : نعم .... لقد تجسد في انسان .... ذلك الانسان الذي اسمه المسيح هو الله .
قال المؤمنين بالحق : حاشا لله ..... والعياذ بالله .... أى كفر هذا !!!! انهم يجدفون بقولهم أن الله هو انسان !!!!
قالت الأم باندفاع العاطفة : أريد أن أراه ....
فأخذها أولائك الضالين الى حيث يجلس يسوع .....
فركعت الأم جاثية متوسلة بدموعها وهي تقول :
اذا كنت أنت الله أريد أن أسالك سؤالا قبل أن اطلب طلبي .....
لماذا قمت باماتة ابني ؟ لماذا قتلته ؟؟؟؟؟؟؟
هذا السؤال لا أريد أن أقوم بحبك القصة لتأخذ الام جوابها من يسوع .....
بل أسأل كل صاحب ايمان بأن المسيح هو الله ....
كيف كان المسيح سيجيب هذه الام الثكلى ؟
هل المسيح هو الذي أمات ( قتل ) ذلك الشاب وأثكل أمه ؟؟؟؟؟
نعم الله يحيي ويميت ....
لكن المسيح كمتجسد بانسان ....
والذي خضع الى الختان حسب الناموس ....
والذي تقولون أنه بلا خطيئة ....
فاذا كنتم تقولون أنه الله المتجسد ....
فان الله يحيي ويميت ....
واذا قلتم أنه أمات وهو الرب المتجسد .....
فأنه قد ارتكب بتجسده مخالفة لوصية عظيمة وهي : لا تقتل .
نحن لا ننكر على الله الاماتة لأنه الله ....
أما بقول النصارى أن المسيح بلا خطيئة .....
فان القياس بالخطايا يكون على البشر ....
أى ان المسيح لا يفعل فعلا مخالفا لناموس البشر .... لا من جهة لاهوته ولا ناسوته .... طالما المسيح هو الله .... وما اسم المسيح الا لرب متجسد له لاهوت وناسوت حسب ايمان النصارى .....
وكون الرب المتجسد بنظرهم قد خضع للناموس في أمور كثيرة ....
حتى خرجوا بنتيجة وهي أنه بلا خطيئة ليكون هو الذبيحة التي بلا عيب ....
فعليهم أن يقرروا ....
اذا كان هو الله فلا بد أنه يميت ....
لابد انه امات بعد تجسده كل الذين قبضت أرواحهم طوال 33 عاما .....
لطالما لاهوته يعمل فيه .... فانه قام بالاماتة أكثر من احيائه الاموات بكثير ....
فقرروا : هل المسيح هو الله ؟؟؟؟؟؟
هل هو بلا خطيئة رغم اماتته للناس بينما هو متجسدا بانسان من المفروض انه بلا خطيئة ؟؟؟؟؟؟
ماذا تقولون ؟؟؟؟؟؟ قرروا لنفهم ؟؟؟؟؟؟
وباستعراض النصوص التالية من اسفار العهد القديم نقرأ :
1) سفر التكوين 38: 7
وَكَانَ عِيرٌ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ الرَّبُّ.
2) سفر التكوين 38: 10
فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَا فَعَلَهُ، فَأَمَاتَهُ أَيْضًا.
3) سفر أخبار الأيام الأول 2: 3
بَنُو يَهُوذَا: عَيْرُ وَأُونَانُ وَشَيْلَةُ. وُلِدَ الثَّلاَثَةُ مِنْ بِنْتِ شُوعَ الْكَنْعَانِيَّةِ. وَكَانَ عَيْرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ.
وهنا نفهم أن الله يميت ....
وان الاماتة كانت أيضا بما قد يقبح في عين الرب من الانسان فيميته ( حسب النصوص أعلاه ) وهكذا فان الذين يقولون أن الموت هو نتيجة لعمل آدم الاول وليس عقابا من الله لأن الله حذره من نتيجة طبيعية بينما الانسان لم يستجيب فجاءته النتيجة التي لا دخل للرب بها .... فليقرأوا النصوص ليتعلموا شيئا جديدا ينقض ذلك التبرير .....
ان الله يعاقب بالموت .....
وبالنظر الى نص العهد الجديد الآتي من انجيل يوحنا :
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.
هذا النص خطير جدا أيها الأخوة والاخوات ....
اتدرون لماذا ؟
ركزوا من فضلكم لتعرفوا مدى الضلال الذي به كل من قال ان المسيح هو الله ....
فاذا كان المعني بالابن أنه الناسوت باستنادنا الى : لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا .
فان الناسوت قد أمات .... وهذه خطيئة بالنسبة للناسوت ( الانسان ) ....
والدليل على أن الناسوت أمات الناس هو النص :
لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ ..
مهما عمل الآب .... أى أنه كل ما يعمله ومن تلك الاعمال لا شك هي الاماتة التي حدثت في عهد المسيح ....
ولا يختلف اثنان سواء المؤمن بالاناجيل أو الدارس لها ....
أن الابن .... هو الناسوت وليس اللاهوت .....
لأن اللاهوت من المفروض أن له نفس القدرة والارادة بين الآب والابن ....
ولكن النص يخبرنا عن الابن الناسوتي ....
بدليل أن النص يقول :
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.
انه يبدأ الكلام .... الحق الحق أقول لكم .... فهل يبقى شك بالتأكيد ؟
على ماذا يؤكد الرب المتجسد ؟
يؤكد أن الابن لا يقدر .... آه .... الابن لا يقدر ؟!!
لكن الله يقدر .....
لذا لابد أن علماء اللاهوت سيسارعون الى التوضيح أن المقصود بالابن هو الناسوت الذي في المسيح ....
حسنا ....
لا يقدر على ماذا ؟ لا يقدر أن يعمل شيئا .... الا ما يرى الآب ( الله ) يعمله ....
الى هنا جيد ....
لكن المسيح يؤكد أنه مهما فعل الله .... وان ( مهما ) تفيد ( كل ) ما فعله ....
فان الناسوت يفعله .....
فاذا كان الله أحيى الموتى فان المسيح أحيى الموتى .....
واذا كان الله يميت الحى فلابد ان المسيح في نظر ايمانهم وبالاستناد على النص أعلاه يكون قد أمات الناس .... وعندما يفعل ناسوتا ( انسانا ) ذلك الفعل فانه يكون قد قتل الناس .... وهذه خطيئة .... وكم موت وموت حدث في عهد المسيح ....
أى كم خطيئة وخطيئة ارتكبها الانسان الذي جعله الله الذبيحة التي بلا خطيئة !!!!!!
ومن جهة أخرى ....
لو افترضنا أن اللاهوت الذي كان في المسيح هو واحد مع الآب .....
فان اللاهوت الذي سكن في الجسد البشري داخل الرب المتجسد الذي اسمه المسيح الرب .... يكون قد قتل ....
لأنه بخضوعه الى التجسد ....
فقد حل عليه الأحكام التي تجري على البشر ....
بدليل ان جسد الرب تم عليه الختان حسب الناموس .....
واذا كانت جميع أعمال المسيح قد حكم عليها اللاهوتيين بأنها بلا خطيئة ومنها احياء الموتى فلابد أن يتم وضع اماتة الحى في الميزان أيضا ....
وأشدد هنا أنه عندما يقال على اعمال المسيح ( الرب المتجسد ) بأنه بلا خطيئة ....
فيجب الادراك أن أعماله كلها بلاهوته وناسوته يجب أن تخضع الى ناموس البشر الذي يخضع له جميع البشر .....
الا اذا كانت تقاس عليه اعماله على مقياس أنه الله .....
وهذا ظلم أن نقول أنه بلا خطيئة ..... لنحاجج به البشرية .....
لأن قضية الاماتة حسب قانون البشر هي قتل .....
بينما الاماتة عند الله فهي حق لله وأمر لله ....
وهكذا .....
فان اللاهوت الذي تجسد عندما جاء الى العالم كذبيحة نقية .....
جاء ليعمل أعمالا نقية في نظر البشرية من خلال جسد انسان مثلنا ....
فهل كانت كل أعماله نقية وهو متجسد في بشر ؟؟؟؟
أم أن الآب كان يميت بينما اللاهوت الابن قد توقف عن الاماتة لأنه يؤدي دورا داخل انسان لا يجب أن يصدر عنه أعمالا هي خطيئة في قانون البشر ؟؟؟؟؟
هل وصل المغزى لكم ؟؟؟؟؟
هل أصبح واضحا أن المسيح لو كان هو الله فانه لا شك كان يميت .....
فاذا كان بناسوته أمات .... فان ذلك قتلا .... والقتل خطيئة تفسد نقاء الذبيحة .....
واذا كان بلاهوته أمات .... فان ذلك عملا صدر عن الرب المتجسد الذي من المفروض أنه لم يعمل خطيئة يدينها الناموس ..... فهل أمات الرب المتجسد أحدا بأعماله النقية في نظر الناموس حتى يستحق أن يكون بلا خطيئة ؟؟؟؟؟
أترك هذا السؤال لكل باحث موضوعي .....
ويسعدني تلقي التوضيح والتبرير من كل مؤمن بالصلب والفداء وألوهية المسيح ( والعياذ بالله ) .
تحت مظلة التهذيب والترحيب بانتظار الردود الكريمة .
وها هو سؤالي :
اذا كان المسيح هو الله فان الله يحيي ويميت .... فهل أمات المسيح أحدا ؟؟؟؟؟
هذا سؤال واضح ينتظر جوابا مباشرا اذا تكرمتم .... سائلا لله لكم الخير جميعا .
أطيب الأمنيات للجميع من نجم ثاقب .
نخس العقول البليدة بأسئلة النجاة
أخي .. نشر الله بك الهدى والرشاد .. وأثابك رضاه والجنة
كل صيادي الدنى يلقمون شباكهم ويحبكون فخاخهم لإيقاع الفريسه طلبا لهلاكها
إلا النجم الثاقب يلقي شباك الفكر الوئيد ويرجو للواقع فيها النجاة.
أحبك في الله