السؤال : لماذا يتكلم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أحياناً بصيغة الجمع؟
الجواب :
الحمد لله
الجواب نوعان :
أولاً : الجواب الإجمالي : على كل مؤمن أن يعتقد أن أفعال الله لم تكن إلا لحكم جسيمة وغايات محمودة ولا يلزم من ذلك أن تتضح لكل أحد وهذا نوع من أنواع الابتلاء والاختبار كما قال تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) .
ثانياً : الجواب التفصيلي : أن القرآن الكريم جاء بلغة العرب ، ولغة العرب يصح فيها إطلاق لفظ الجمع على الواحد ، كما يصح إطلاق لفظ المفرد على الواحد لكن إطلاق لفظ الجمع يكون من باب التعظيم ولا أحد أعظم من الله فيكون إطلاق لفظ المفرد لإثبات كونه واحداً لا شريك له وإطلاق لفظ الجمع لإثبات عظمته سبحانه .
ولابن تيمية كلام يفيدنا في هذه المسألة قال رحمه الله في مجموع الفتاوى 5/128 : " وأما القرب - معنى قرب الله - فذكر تارة بصيغة المفرد كقوله : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع .. ) وفي الحديث : ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) وتارة بصيغة الجمع كقوله : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وهذا مثل قوله تعالى : ( نتلوا عليك ) ، ( نقص عليك ) .. أما قوله نتلوا ، ونقص ونحوه فهذه الصيغة في كلام العرب للواحد العظيم الذي له أعوان يطيعونه فإذا فعل أعوانه فعلاً بأمره قال : نحن فعلنا ، كما يقول الملك : نحن فتحنا هذا البلد وهزمنا هذا الجيش ، ونحو ذلك . و الله اعلم
http://shababsouria.com/upload/1101946823.jpg
مشاركة: السؤال : لماذا يتكلم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أحياناً بصيغة الجمع؟
مشاركة: السؤال : لماذا يتكلم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أحياناً بصيغة الجمع؟
السلام عليكم
جواب مختصر و جميل
مشاركة: السؤال : لماذا يتكلم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أحياناً بصيغة الجمع؟
نون العظمة
هذه النقطة يعتمد عليها النصارى بالتثليث .
الله عندما يتحدث عن قضية من فعله يأتي بنون العظمة والتي يطلق عليها نون المتكلم ... وهذه النون للعظمة يستخدمها الملوك والرؤساء للدول ..كما يقال ... نحن فلان أمرنا بما هو آت .. أو قررنا الآتي ....الخ
- تكوين 1 : 26 (نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا)
- تكوين 3 : 22 (هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا)
فنجد أن الله عندما يتحدث عن فعل يحتاج لكمال المواهب يقول ((إنا)) أو يستخدم نون العظمة ، فأنت إذا أدرت أن تفعل شيئاً فإنه يقتضي منك قوة وعلماً وقدرة وحكمة .. إذن فهناك صفات كثيرة موجودة يقتضيها الفعل
ولكن عندما يتحدث الله عز وجل عن ألوهيته وحده وعن عبادته وحده يستخدم ضمير المفرد
6: 18 و لكن اقيم عهدي معك فتدخل الفلك انت و بنوك و امراتك و نساء بنيك معك
9: 17 و قال الله لنوح هذه علامة الميثاق الذي انا اقمته بيني و بين كل ذي جسد على الارض
وهنا لم يقل أقيم عهدنا بل قال عهدي ... وكذا قال أنا أقمته بيني وبينك ,لم يقل بيننا وبينك .. فالله حين يتكلم عن شهادة التوحيد يقول (( إنني أنا الله )) ولا يقول : إنما نحن الله .
...إذن ففي كل فعل يأتي الله بنون العظمة .. وفي كل أمر يتعلق بالعبادة والتوحيد يأتي بالمفرد ... وذلك حتى نفهم أن الفعل من الله ليس وليد قدرته وحدها ... ولا علمه وحده ولا حكمته وحدها ولا رحمته وحدها ... وإنما كل فعل من أفعال الله تكاملت فيه صفات الكمال المطلق لله .
إن نون العظمة تأتي لتلفتنا الى هذه الحقيقة لتبرز للعقل تكامل الصفات في الله ... لأنك تقدر ولا تعلم ... وقد تعلم ولا تقدر ، وقد تعلم وتغيب عنك الحكمة .. إذن فتكامل الصفات مطلوب
إذن ففي موقع التوحيد يأتي الله بضمير الأفراد واحد أحد .. أما في صدر الأحداث . فيأتي بضمير الكبرياء والعظمة . أنظر جمال القول لله عز وجل وهو أصدق القائلين
سورة الذاريات 47
وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
وعندما أراد الله عز وجل أن يمدح سيدنا إبراهيم قال : إن ابراهيم كان أمة .. وما معنى أمة ؟ أي جامعاً لصفات الخير التي تجتمع في فرد ولكنها تجتمع في أمة ... فأراد الله أن يقول أن سيدنا إبراهيم كان أمة أي أنه كان جامعاً لصفات الخير
مشاركة: السؤال : لماذا يتكلم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أحياناً بصيغة الجمع؟
بارك الله فيكم هذا الموضوع الرائع وجعله في ميزان حسناتكم