العلوية فى الأديان
الأنسان خلقه الله أصلا فى الجنة فكان الأنسان علويا أى صلتة بالعالم العلوى من عالم الملكوت المكون من سبعه عوالم منها الأعلى الذى به الجنة والأدنى الذى به الحياة الدنيا وهى أدى درجة فى عوالم الملكوت وهى عوالم النور يزداد درجه كل منها فتعلوا عن الأخريات وهناك أدى من حياتنا الدنيا حيث عالم الظلام عالم الشياطين اسفل سافلين
وقد خلق الله الأنسان من نفس ونفخ فيها من روحه فصارت نفسا حية أودعها الله فى جسدة الذى يأخذ شكل النفس فالنفس أثيرية غير مرئية بينما المرئى هو الجسد وخلقه الله من طين الأرض فصار الأنسان محميا بهذا الجسد كأنه درع له يحمى النفس من الشياطين ان تنفذ لها وتؤثر عليها وهذا فى الأنسان العادى الذى لانور له
وجعل الله الأنسان مكرما وأعلى مخلوقاته وأسجد له الملائكة وعلم الله آدم كل العلوم
وبعد المعصية نتج عنها ان اهبط آدم الى الحياة الدنيا فهبط من أعلى عليين حيث الجنة الى أدى درجات عالم الملكوت بالحياة الدنيا
وارسل الله الرسل بالدين بمهمة رفع الأنسان من أدى منزله الى الأعلى حيث كان بالجنة وهى أعلى منزله فالدين يعلى الأنسان ويرفعه
إن الأنسان فى الحياة الدنيا قد سيطرت عليه أمور الدنيا من متع ومفاسد وغرائز حيوانية كلها تخفض درجته الى أسفل بأتباعه للشيطان بينما الدين هو تعاليم مهمتها رفع الأنسان ليتجه الى العلو والسمو بكف رغباته وحفظ نفسه وعدم التعدى بالجوارح على الغير
كل هذا تعاليم الناموس "الشريعه" ويتم بذلك بإخضاع النفس والجسد وعبوديتهم لتعاليم الناموس وهذا معنى العبادة أى ان الأنسان لا يتصرف حسب هواه بل حسب ضميره فهو يحاسب نفسه فيقول عن أفعاله هذا صواب وهذا خطأ فيزيد من الخير ويمنع الشر وهذا هو معنى العلويه فى الأديان أى انه حدد إتجاهه الى أعلى وواصل طريقه الى العلوية
واليهودية والأسلام هى ديانات علوية تدعوا الى ذكر الله والى عبادة الله الواحد والى التطهر وان يذكر إسم الله على المذبوح وكل مايؤكل وان لايؤكل النجس من المأكولات وأن لايرتدى الا الثياب النظيفه الطاهرة
كما يدعوا دين الأسلام بالأضافة الى ذلك الى فعل الخير والزكاة والصدقة والتعامل الحسن مع الناس وافشاء السلام والصدق فى القول
والعلوى نتيجة لذلك يزكى نفسه ويزداد نوره فيعلوا درجته عند الله
وهذا هو الطريق المستقيم الموصل إن شاء الله للجنة عندئذ تحميه الملائكة من الشيطان كما يحميه نور قوة الأيمان
لكن هناك طريق آخر غير مستقيم يوصل للنار وهو الطريق المعوج الذى يتبع فيه الأنسان الشيطان بعبادة الأوثان ويكفر بالله أو يشرك به فتنخفض درجتة الى أسفل سافلين أى تحت مستوى عالمنا بالحياة الدنيا فيأكل النجس ولايسمى باسم الله على مايذبح ولايستطيع ان يذكر اسماء الله لأن شياطينه تمنعه لأنها حارقه لهم ولايستطيع أن يفعل الا شرا ويكذب ويسعى للحرب والخراب ويستخدم الباطل
لذلك يجب أن نفرق بين العلوية والسفليه فهؤلاء مع الله والآخرين مع الشيطان وأن نعلم بأن مستوى الأنسان العادى البسيط على الأرض فى حياته الدنيا قبل ان يحدد طريقه هو أفضل من هؤلاء
فإن تفهمنا هذه الأمور يمكن لأى إنسان أن يحدد فى أى اتجاه يسير لأن الذين مع الله يحتاجون أن يتطهروا وبأن يذكروا اسم الله فى بدأ أعمالهم وفى نهايتها ولايأكلون الا طاهرا ويبتعدون عن النجاسة ويفعلون الخير أما من يتبعون الشيطان فلايستطيعون ذكر الله
فالعلوى لايستطيع أن يعمل الا الخير والسفلى لايستطيع ان يعمل الا الشر
ولما جاء المسيح عليه السلام كانت تعليماته لمن اتبعوه كلها علوية
كلها تسامح ومحبه وانكار للذات ومساعدة للآخرين فقال لهم ان ضربك أحدهم على خدك أدر له الآخر
ولكن إختلفوا من بعده فى العقيدة نتيجة لتدخل بولس فى الدين
وكانت النتيجة ان إنقسموا كل بعقيدة
ولكن الأساس فى العقيدة هى توحيد الله واتباع الطريق المستقيم
والذى يفرق بين الحق والباطل هو اتباع العلوي الموصل لله أوالسفلى
الموصل الى الجحيم
ومعالم الطريق واضحة باتباع الطهارة وذكر الله والصلاة لله وحده
أما الآخر فالنجاسة وعدم ذكر الله والصلاة الى غير الله
يضاف الى اتباع الطريق المستقيم ضرورة الأيمان بجميع الرسل الذين بلغوا بهم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم
أ
