الإعراض عن دعوى المفسدين

الإعراض عن دعوى المفسدين

الحمد لله , والصلاة والسلام علي رسول الله .
فقد حذر ديننا من الفتن , ما ظهر منها وما بطن , وجعل إشاعة السوء ونقل الكلام من قوم إلى قوم ومن فرد إلى فرد بقصد إيقاع الفتنة وإيقاد نار العداوة والبغضاء بين الناس , بغية الشقاق وعدم الاستقرار , من علامات البلاء ونذير الفناء , ودليل علي الخسة والحقارة وسوء التربية .
إعلم يا أخي أن القرآن الكريم سمى صاحب الوشاية والأخبار الكاذبة المغرضة والأقاويل المظللة الهدامة , سماه فاسقا لا يرجى منه خير فتاريخه وأفعاله شاهدة عليه , فكم أكبوا أناسا علي وجوههم بسبب ما قالوا وما روَجوا من دعايات خلخلت بناء المجتمع واستقراره .
فاقوا مسيلمة في كذبهم , وعقبة بن معيط في إذائهم , والأخنس بن قيس في نفاقهم . يقول الحق تبارك وتعالى : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا "
ومن فضل الله سبحانه رفع أصحاب النفوس الكريمة عن الإصغاء لهذه الفئة الضالة , وقد عرفنا بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم " وأن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ,ولكن لا يعطي الدين إلا لمن يحب , فمن أعطاه الدين فقد أحبه .
فالفتنة ونقل الأخبار الكاذبة هي اليوم سلاح فتاك في يد عدو هذه الأمة , ويتوقف نجاح هذا السلاح علي من يستمعون إلي هذه الأخبار ويصدقونها ويعملون علي نشرها بين الناس , فقد مهد العدو إلى نشر حضارته الخادعة وتفوقه العلمي وصدق معاملاته في نفوس كثير من شبابنا , حتى أنهم فتنوا ببريق هذه الحضارة الكاذبة , فصدقوا كل الفتن والدعايات المغرضة , وبذلك نجحوا في نشر الفتن بين أفراد المجتمع الإسلامي وفتتوا قوته المتمثلة في شباب الأمة , وبذلك كونوا جيشا يحارب الإسلام من داخله , مما جعل هذا الخطر عظيم علي الإسلام وأتباعه.
فيا شباب الأمة اعرض عن دعوى المفسدين , وكن مع دعوى الحق , واجتنب الخوض في الباطل وأساليب الدهاء والخديعة , وبلبلة الأفكار والألفاظ المعسولة . والتزم الجماعة والسمع والطاعة , والضرب علي أيدي المغرضين والمضللين , كل هذه القيم من جلائل الأمور ودرجات الكمال وعوامل التقدم والرقي .
وقال شاعر :
ولا يغرنَك من تبــدو بــــشاشته منه إليك فإن السم في العسل
وإن ابتليت بشخص لا خلاق لــه فكن كأنك لا تسمــع ولم يقــــل
فاحذر يا أخي هذه الفئة الضالة , وكن جنديا تحمي الإسلام وأهله من هذا العدو الشرس الذي جاء مسلحا بأفكار الغرب أعداء الإسلام منذ ظهور الدعوة المحمدية. وطهروا نفوسكم وألسنتكم ومجتمعاتكم من هذا الخلق اللعين . قال عليه الصلاة والسلام : " أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل " وقوله عليه الصلاة والسلام : " لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر "
نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا في خدمة العباد والبلاد وأن يحفظ أمتنا وشبابنا من كل حقود حسود يريد النيل من ديننا وأمتنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته