خواطرى حول زواج الرسول من زينب بنت جحش
بسم الله الرحمن الرحيم
****
عندما كنت أدرس فى الجامعة [ جامعة الأسكندرية],, قرأت كتاباً فى مسجد الكلية به قصة ذهاب الرسول لبيت زيد بن حارثة ورؤيته للسيدة زينب بنت جحش ......إلى نهاية القصة التى أصبحت إحدى شبهات النصارى أن الرسول إشتهى السيدة زينب وهى لا زالت فى عصمة زيد فلجأ إلى الوحى لكى يبرر لنفسه زواجها....ووجدتنى لا أتقبل هذه القصة وأستشعر أنها قصة مدسوسة برغم عدم تعمقى فى الدين حينها..
ولكنى الآن أجد أن هذه القصة قد تكون صحيحة إذا ذكرت بتسلسل معين لا بأخذها لوحدها فقط دون الإهتمام بتفسير العلماء لقوله تعالى [ أمسك عليك زوجك] و[ تخفى فى نفسك ما الله مبديه]
ووجدت أنه لاداعى لأن ندافع عن الرسول و أن ننكر على العلماء الذين ذكروا هذه القصة فى تفاسيرهم أنهم ذكروها ...
قبل أن أذكر هذا التسلسل أحب ان ابدأ بسؤال مهم جداً هل كان الرسول يعرف أن سيتزوج السيدة زينب قبل طلاقها من زيد أم بعد طلاقها؟؟؟؟
عن علي بن حسين ـ أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه ، فلما شكاها إليه زيد قال له : أمسك عليك زوجك واتق الله . و أخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه و مظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها .
وروى نحوه عمرو بن فائد ، عن الزهري ، قال : نزل جبريل على النبي يعلمه أن الله يزوجه زينب بنت جحش ، فذلك الذي أخفى في نفسه ويصحح هذا قول المفسرين في قوله تعالى بعد هذا : وكان أمر الله مفعولا ، أي لا بد لك أن تتزوجها .
إذن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأمر زواجه من السيدة زينب قبل طلاقها من زيد
إذن التسلسل الذى تذكر فيه هذه القصة هو:--
1- الرسول صلى الله عليه وسلم كانت السيدة زينب بالنسبة له [ إبنة عمته فقط] ولو كان يريدها كزوجة ما الذى كان يمنعه ,,ولكنه زوجها لزيد بن حارثة ...وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يتزوج بأمر الله ...
***
2- بدأت الخلافات تحدث بين السيدة زينب وزوجها ....وهذا يشير إلى أن الله كان يسبب الاسباب التى لا تجعل هذا الزواج يستمر
***
3- أبلغ الوحى الرسول صلى الله عليه وسلم أن زينب ستكون زوجة من زوجاته....فأخفى الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك..وأمر الله يجب أن يطاع..نلاحظ أن الوحى لم يأتى لكى يأمر الرسول أن يأمر زيد بتطليق زينب لأن الله يعلم أن هذا الزواج سينتهى .
***
4- ذهب الرسول عليه الصلاة والسلام لبيت زيد ففتحت له السيدة زينب الباب التى[يعلم الرسول أنها ستكون زوجة من زوجاته ] وأكرر مرة أخرى أن التى فتحت الباب للرسول عليه الصلاة والسلام [هى إمرأة كتبها الله عنده فى السماء كزوجة من زوجات رسوله ] وشئ طبيعى أن الله [ سيغير قلب رسوله تجاه هذه السيدة ويضع فيه { القبول} الذى يجعله يتقبلها كزوجة بعد أن كانت إبنة عمته فقط]...ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم سبحان مقلب القلوب على سبيل التعجب من قدرة الله الذى بعد أن أوحى له بانه سيتزوجها تغير قلبه سريعاً تجاهها بأمر الله أيضاً..ولا ننسى أن الله هو الذى أنزل حب السيدة عائشة فى قلب رسوله أيضاً فطبيعى أن يغير الله من قلب نبيه [ لأن التى سيتزوجها كانت محرمة عليه تحريماً أبدياً لو لم يكن نزل تشريع تحريم التبنى ولذلك فإحساس الرسول صلى الله عليه وسلم تجاهها هو إحساس الأب لإبنته أو إحساس والد الزوج لزوجة إبنه وهو إحساس مجرد من أى عاطفة سوى العاطفة الأبوية ] ولذلك كان يجب أن يتغير هذا الإحساس إلى إحساس آخر يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يتقبلها كزوجة بعد أن كانت بالنسبة له إبنة محرم زواجه منها..
5- إصرار الرسول عليه الصلاة والسلام على إستمرار هذا الزواج وحثه زيد بن حارثة أن يمسك زوجته
*********
المشكلة أن النصارى أخذوا هذه الشبهة ولم يتنازلوا عنها لأنها ذكرت فى بعض كتب التفسير و إستغلوا إنكارنا لها وإنكارنا لمن ذكروها من المفسرين
ولذلك أنا أجد أن الشئ الوحيد الذى يمكن إنكاره فى هذه القصة هو[ أنها قابلت الرسول صلى الله عليه وسلم بملابس شفافة] لأن هذا لا يمكن تصديقه لأن المرأة العربية الحرة حتى فى عصر الجاهلية لم تكن تظهر أمام الغرباء بهذا الشكل فما بالنا بعصر الإسلام
****
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسى والشيطان
والله أعلم
مشاركة: خواطرى حول زواج الرسول من زينب بنت جحش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتي بخير أختنا الريحانة . وجذاكي الله خير على البحث.
كما ذكرتي أختي الكريمة , فالاساس في الشبهة التي استند عليها النصارى هو أساس واهي ولا علاقة له بالصحة فلم يكن من عادات العرب خروج النساء على الرجال بهذا الشكل ولا حتى الان من عادات العرب الان .
فالاصل في هذه الشبهة مرفوض لانه غير مقبول اجتماعيا على الاقل . أما عن من ذكر هذه القصة فلا أظن أنه عدل وثقة في رواياته لذلك لا يجب الاعتماد عليه.
وبالنسبة نحن لنا المسلمين , أو بالنسبة لكل ذو عقل أن يعلم أن هذا الزواج كان لحكمة من عند الله هدفها التعليم لان رسول الله :salla-y: جاء ليعلمنا . والهدف الأكبر من هذه القصة هو هدف إجتماعي فأولا كانت لإنكار التبني لان زيد كان يطلق عليه إبن محمد ,وبهذه الزيجة ثبت رسول الله أن زيد لم يكن ابنه فعليا.
والاهداف من زواج الرسول من كل النساء واضحة وصريحة لكل ذي عقل فما من زيجة من هذه الزيجات الا ولها هدف اجتماعي او تعليمي او تشريعي أو غيره..... وأكبر الدلائل كل زيجات النبي :salla-y: كانت هدفها التعليم هو أنه لم يتزوج كل هذه الزيجات الا وهو في سن الشيخوخة , والسبب الثاني هو أن النبي :salla-y: لم يتزوج بكر الا عائشة رضي الله عنها, فاتجاهه للمطلقات والارامل كان لحكمة.
والحمد لله الرد على هذه الشبهة وغيرها من الشبهات التي تعرضت لزواج النبي كثير ووافي ولم يقصر فيه العلماء وبفضل الله رد الله كيد الضالين في نحورهم , وأثبتوا فشلهم في أن يدينوا الاسلام في أي شيء.
وليس من الغريب أن يثير النصارى هذه الشبهات فهم لم يأتو بها من فراغ أختي الكريمة , ان ما يتعلمونه وما يدرسونه هو الذي يوحي اليهم بهذا الكلام, فما يذكر في كتابهم المدعو مقدس من حالات اباحية وزنا وغيره يؤثر في تفكيرهم ,حتى انهم إذا انهم ارادو ان يدينوا أحد أو يختلقوا خطأ يتجهوا لهذه الاتجاهات فهم لا يعرفو غيرها . فكتابهم يؤثرعليهم في كل شيء.
مشاركة: خواطرى حول زواج الرسول من زينب بنت جحش
ان زواجه بزينب بنت جحش كان تشريعاً لعدة أمور :
كان تشريعاً لهدم ما يسمى بالكفاءة بين الرجل والمرأة في تزويجه ابنة عمته وهي من ذؤابة قريش لمولى كان عبداً وأعتق .
وكان تشريعاً لهدم ما تركز عندهم من أن من تبنى ولداً كان كابنه لا يتزوج امرأته ، فتزوج امرأة مولاه الذي أعتقه بعد طلاقها منه لهدم هذه العادات......