الرد على إدعاء تطابق التثليث وأشكال الحروف (أَ إِ أُ)..!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
ما زال الطرف المسيحي يكافح ويقاتل بكل ما يملك من قوة محاولاً إثبات عقيدة التثليث الوثنية..طِوال ما يقارب 1700 سنة من التعديل والتحريف والتبديل هدفها إيجاد صيغة لعقيدتهم يمكن للعقل أن يقبلها..وما تخبطهم هذا على مر السنين والأجيال إلا إثباتاً لما جاء في القران الكريم حين وُصِفوا بالضالين..!
ولم يكتفي القران الكريم بوصف الداء بل جاءهم بالدواء الذي سيريحهم من هذا الشقاء كما جاء في سورة النساء..
قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا).171
في احد المواقع المسيحية التعريفية..وجدت ما هو آتي:
اقتباس:
(الله الواحد) = (الآب - الابن - الروح القدس) ولذلك نطلق عليه الله الواحد.. ثلاثة في واحد..
وهذا يماثل قولنا :
(حرف الألف) = (أ-إِ-أُ)..ولذلك نطلق عليه أيضا حرف واحد..ثلاثة في واحد..
وسنورد ردنا على هذه القشة التي تعلقوا بها..سائلين العزيز الكريم التوفيق في الدنيا والآخرة..فإن أصبنا فمن الله..وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان..
أولا:
بعد فشلهم الكبير في إيجاد مثال منطقي من أرض الواقع يوضح (التثليث) اتجهوا إلى عالم المُسَلَّمات الفرضية التي افترضها الإنسان ولا تمت للمنطق الواقعي بأي شكل من الأشكال..!!
فمثلا المنطق يقول ان الرقم واحد يجب أن يرمز له بـ ( I ) والرقم اثنين بـ ( II ) والرقم ثلاثة بـ ( III ) والرقم أربعة ( IIII )..وهكذا بحيث الرمز يقابل ما يعنيه على أرض الواقع..
ولكن البشر لم يعملوا بذلك بل استخدموا عالم المُسَلَّمات لأنك حتما ستقع في المشاكل لو أردت كتابة عدد كبير..وافترضوا أن الرقم واحد يرمز له بـ ( 1 ) والرقم اثنين ( 2 ) والرقم ثلاثة ( 3 ) والرقم أربعة ( 4 )..وكذلك في كل لغة مُسَلَّمات مختلفة حسب ما افترضوا واتفقوا عليه في لغتهم..وهذا ما ينطبق على الحروف بالتحديد..؟
* * * * * *
فالعرب وضعوا مُسَلَّماتِهم واتفقوا أن حرف الألِف مثلا له ثلاث مخارج صوتيه يرمز لها بـ ( أَ – إِ – أُ ) فهذا ما اتفقوا عليه وافترضوه افتراضاً ثم بنوا عليه لغتهم..بينما تجد الانجليز اختلفوا معنا وجعلوا من هذه الثلاث مخارج الصوتية ثلاث حروف مستقلة وهي ( O - E - A )..!!
* * * * * *
إن المقصد من هذا الشرح..توضيح بطلان قياس المُسَلَّمات الفرضية التي افترضها البشر بالمنطق الواقعي..
فمثلا عندما يأتيك رجل ويصرح بإمكانية تطبيق هذه العبارة على الواقع (1 = 3) ويستدل على صحة كلامه أن حرف الألف = ( أَ – إِ – أُ ) أو أن حرف الفاء يكتب على ثلاث أوجه ( فـ - ـفـ - ف)..وعليه استنتج هذا الاستنتاج الخطير فأنصحك بالبحث مباشرة عن قفص شاغر في حديقة الحيوان لهذا العبقري..!
ثانيا:
حسب استشهادهم بالحروف العربية في إثبات صحة التثليث..هل يحق لي تفنيد هذه العقيدة (التثليث) بما جاء في اللغة الانجليزية..حيث أن الحرف الواحد يأتي على شكلين فقط كبير وصغير (A –a ) وليس ثلاثة أشكال..
ثم ألا تعتقدون وجوب تبديل اللغة الانجليزية بالعربية حتى يتسنى للانجليزي فهم العقيدة المسيحية..؟!
ثالثا:
إن هذا التطابق الحاصل في ما طرحه النصارى بين عقيدة التثليث وحرف الألف في اللغة العربية بأشكاله الثلاثة..ما هو إلا إثبات صريح وجلي أن هذه العقيدة (التثليث) ما هي إلا أحد الافتراضات التي وضعها البشر واتفقوا عليها كما حدث على أرض الواقع (مجمع نيقية وقسطنطينية)..
فبعد اجتماعهم وإجماعهم واتفاقهم أصبحت احد المُسَلَّمات التي لا تمت للمنطق والفهم بأي شكل من الأشكال..بل اخترعوها واتفقوا على صحتها ..وما زالوا يكافحون لنقلها من عالم المُسَلَّمات المفترضة وإقحامها بالقوة إلى عالم الفهم والمنطق..وهذا ما سبب ربكة دائمة لهم ابتدأت منذ 1700 سنة تقريبا ولن تنتهي حتى ينتهوا من فعل ذلك..!!
رابعا:
يجب أولا إثبات أن يسوع جاء بهذه العقيدة (التثليث) وأمر بها..ثم بعد ذلك محاولة شرح كيفيتها للناس..فلقد جاء في الإنجيل وعلى لسان يسوع نصوص صريحة وواضحة لكل صاحب بصيرة..
يوحنا (17): "3وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ."
«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!.(متى-7).
وأتمنى منكم المشاركة في توضيح وتبيان هذا الخداع الذي ينتهجونه في إضلال المساكين..آملا في أن تغطوا الجوانب التي لم أغطيها..والحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام..
