عيسى بين الاسلام والمسيحيه
المسيحية هى): " عدوان من حيوانات طفيلية و إمتصاص للدماء بواسطة ديدان تعيش تحت الأرض" (الفيلسوف الألمانى: فريدريك نيتشه 1844-1900)
إن المصطلح المسمى بالغرب المسيحى لا يمكن فهمه بدون إستيعاب الإسهام الإسلامى فى تكوينه. و هنا فالأمر يبدو محرجاً للمافيا المسيحية التى تحاول طمس أو إخفاء الحقيقة فى كيفية أن يسوع (المسمى بالمسيح) إستطاع أن يختلق مسرحية "الصلب" و "القيامة" , أو فى تقرير ماهية السمات الحقيقية لتلك الشخصية. هذه المعلومات مخفية عن الخراف المسيحيين... ذلك أنه دائماً ما كان يصف أتباعه بالخراف... كما سوف نُبين لاحقاً. و يمكن للمرء أن يقول أن الإسلام ربما كان له أعظم التأثير الحضارى على الغرب المسيحى أكثر مما يُسمى بالتعاليم المسيحية، تلك التى لا تتميز إلا بجرائمها و تدميرها و وحشيتها ! التى يعجز عنها الوصف فى التاريخ ككل بما فيها تاريخ ما يسمى بالغرب المسيحى.
مثلما إستخدموا اليهود سابقاً و مثلما فعلوا و يفعلون مع كل منافسيهم من قبل فإن المسيحيين يستخدمون الإسلام الآن كطريقة للإسقاط النفسى لعدم التسامح و التعصب المتناهى و لكل المساوئ التى يحملونها بداخلهم.
عدم التسامح أو التعصب هو فى جوهره خوف من الحقيقة.
على العكس من اليسوع (المسيحى) فأن الرسول محمد يعلن أنه لا إكراه فى الدين.
علينا أولاً أن نوضح ماهية الإسقاط النفسى. المقصود بالإسقاط النفسى هو أن يقوم الشخص بإتهام أشخاص آخرين , و غالباً ما يكونوا منافسين له أو يضعهم فى خانة العداء معه, بصفات يعرف جيداً أنه يعانى منها... أو بمعنى آخر تعليق الغسيل القذر على حبال الآخرين و إتهامهم بأنهم مصدر ذلك الغسيل القذر بالرغم من علمه جيداً أنه مصدر تلك القذارة. و بهذه الطريقة فإن الشخص الذى يقوم بالإسقاط النفسى لا يريد فقط خداع المجتمع المحيط به و لكنه أيضاً يريد الهروب من تأنيب ضميره هو شخصياً.
و من أمثلة الإسقاط النفسى فى حالتنا هذه: الوحشية و البربرية اللامتناهية, الأعمال الوحشية, النفاق, التلاعب بالألفاظ و تسمية الأشياء بغير مسمياتها, تعمد التضليل و الخداع بالمقارنة بالغير بالباطل و العيب على الآخرين بما ليس فيهم , و كذلك إستفزاز الآخرين للرد على الباطل الذى يقال عنهم بالمثل؛ كل هذه أمثلة للأساليب و الخدع الأساسية المعتمدة للإسقاط النفسى التى يستخدمها مجرمى الفكر أو الدين و يخفونها وراء أقنعة يضعون لها مسميات مثل " الفئة الصالحة", "المتمسكين بالقيم الأخلاقية", " الشهداء", "القَسَاوسة"، "القديسون"، "البابوات" الخ.
إن الجرائم الدينية هى مسرحية رديئة و لكن يتم إخراجها بمكر شديد. و لكن عندما تكون للمافيا الدينية قوة سياسية كافية فأنها يمكن أن ترتكب جرائمها علناً دون أى محاولة للتخفى أو التستر. و عموماً فأن الجرائم التى ترتكب بإسم المسيحية هى غالباً من النوع المتستر, المخفى بأقنعة من الخداع والمكر الشديد.
إن هؤلاء المخادعون الذين يُدعون بالمسيحيين يخدعون ضحاياهم عن طريق سوء إستخدام تلك الثقة التى يمنحها لهم أولئك الضحايا. و على ذلك فهؤلاء الممثلين المُقنعين (الذين يلبسون أقنعة التقوى و الورع و التضحية من أجل الآخرين) المخادعين عليهم التظاهر دائماً ب " المحبة", "الصدق", " الثقة و الأمانة", أو أنهم دائماً على علاقة طيبة بالله, إلخ...و بمثل هذه الطريقة من الخداع يمكن لأى إمرأة تبدو ضعيفة و لا تخلو من المكر ، مثل تلك المافيا المسيحية المعنية، أن تطعن غدراً و أن تقتل زوجها القوى عن طريق طعنه فى ظهره و هو نائم مخدر لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
و عن طريق اللعب بالألفاظ و إستخدام الكلمة و عكسها فى نفس الوقت يمكن حبك الخدعة " أنا لست مجرم... بل أنا شهيد... أنا قديس"... و هكذا يمكن قلب الحقائق و إظهارها على أنها أكاذيب و إظهار الأكاذيب على أنها الحقيقة المجردة... إن المرء يحتاج إلى ترسانة ضخمة من الحيل للإيقاع بأولئك "ضعاف النفوس" (متى 3:5).
و الآن سوف َنُقدّمُ الدليلَ عن كيف يمكن لأحد ما أن يرتكب القتل , الإعتداء والأعمال الوحشية و يمارس مسرحية الخداع لمن حوله بأنه لا يفعل إلا الخير و الصالح . سنتناول الموضوع من حيث المبادئ الأولى للخداع ثم سنناقشه بالتفصيل.
كيف أمر المسيح فى العهد الجديد بإكراه الناس على إتباعه:
قارن بين ما يُقال فى الأناجيل:
مرقس 16:16
(من آمن واعتمد خلص.ومن لم يؤمن يٌدن)
لوقا 14 (16-23)
(16 فقال له المسيح:.انسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين.
17 وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا لان كل شيء قد أعد.
18 فابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون.قال له الاول اني اشتريت حقلا و أنا مضطر ان اخرج وأنظره.اسألك ان تعفيني.
19 وقال آخر اني اشتريت خمسة ازواج بقر و أنا ماض لامتحنها.اسألك ان تعفيني.
20 وقال آخر اني تزوجت بامرأة فلذلك لا اقدر ان اجيء.
21 فأتى ذلك العبد واخبر سيده بذلك.حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده اخرج عاجلا الى شوارع المدينة وأزقتها وادخل الى هنا المساكين والمرضى والعرج و العمي.
22 فقال العبد يا سيد قد صار كما امرت ويوجد ايضا مكان.
23 فقال السيد للعبد اخرج الى الطرق والسياجات و الزمهم بالدخول حتى يمتلئ).
بينما القرآن يحث على حرية العقيدة:
البقرة (2) :الآية 256
"لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا إنفصام لها و الله سميع عليم"
و هكذا فإن هذا الشخص المُسمى باليسوع المدعو بالمسيح يحاول أولاً أن يكسب اللعبة بنزاهة كما فى المقاطع من 16 إلى 18 فى لوقا (14). و لكن عندما يفشل فى المكسب النزيه فأنه يحاول الكسب بأى طريقة حتى ولو عن طريق الغش (المقاطع من 18 إلى 20- لوقا (14)) (بالإدعاء بأنه إبن الله). و لكن لأن الغش لا يمكن تحقيقه سوى بالخداع فأنه يلجأ لأولئك الذين من السهل خداعهم و هم الذين لم ينالوا إلا حظوظاً ضئيلة فى الحياة (الفقراء , المرضى, العجزة و المقعدين).... إنه يرضى غروره بالإحسان إليهم و دعوتهم إلى مأدبته و فى المقابل يستغل مآسيهم فى الدعوة إلى نفسه على أنه إبن الله و ما أسهل أن يصدقه أولئك البسطاء الذين قست عليهم الحياة. و هذا بالضبط ما مفهوم المسيحية للإحسان... فهو إحسان بمقابل دائماً.
و هكذا فإن اليسوع (المدعو بالمسيح) يقلب الأوضاع الإجتماعية بطريقة شيطانية... فهو لا يستطيع أن يقترب من قمة الهرم الإجتماعى الذى لا يصدقه و لا يميل إليه... لذلك فهو يلجأ إلى قاع الهرم الممثل فى الفقراء و المرضى و العجزة و يتلاعب بهم و يخدعهم و يسميهم بأبناء الله و "ملح الأرض (متى 5:13)" و "نور العالم (متى 5:14)".
و متى إمتلأ هؤلاء المساكين بتلك الأفكار تبدأ الصراعات الطبقية و الحروب بين القاع و القمة و يبدأ التعصب و الإكراه و العنف بين المؤمنين الجدد المملوءين بالروح القُدس و الآخرين... و يحاول المنافقون من المسيحيين التغطية على ذلك بلوى الحقائق و إطلاق مسميات من قبيل "الضعف الإنسانى" لإخفاء وجههم الحقيقى الكريه. إنهم فى الحقيقة مجرد كذابون، مخادعون يحاولون التغطية على فسادَهم وغدرَهم وخداعهم للناس بتلك الكلمات المعسولة. ذلك أن السبب الحقيقى فى تلك الصراعات الموجهة ليس هو "الضعف الإنسانىِ" كما يدعى هؤلاءّ المنافقون المسيحيون لكنه الفساد الناجم عن الغدر و الخداع و الكلام المعسول الذى يخفى السم بداخله.