بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي و اخواتي الاعزاء
تستكمل اليوم سويا في الحلقة الرابعة من سلسلة السيرة العطرة وكنا قد تكلمنا عمن سكنوا الجزيرة العربية و سمينا القبائل و اصولهم....
و هدفنا من ذلك ان نصور الجزيرة بوضعها الاجتماعي المتفكك و عقائدهم السطحية و كم كانوا بحاجة لرسالة الاسلام و الحكمة في اختيارهم لتكون الجزيرة مهد الرسالة ليشع نور الهدى من قلبها فيصيب اطراف الدنيا...
اما محور هذه الحلقة فهو من حكم الجزيرة العربية ؟
وما هو الوضع السياسي لها ؟
كانت اكثر بلدان العالم في القرن السادس للميلاد حين بزغت شمس الاسلام تحت سيطرة قوتين عظيمتين : 1-امبراطورية الروم و عاصمتها القسطنطينية .2- امبراطورية فارس و عاصمتها المدائن.
اما الجزيرة العربي فحكامها قسمين:
الاول: الملوك المتوجين و هم ملوك اليمن و ملوك الشام و الحيرة و كانوا غير مستقلين استقلالا تاما بل لهم تبعية لفارس و الروم ....ههه تقول امريكا و الاتحاد الاوروبي ! عجبي ؟
الثاني : رؤساء القبائل و العشائر و كان لهم ما للملوك من الحكم و المزايا و لكنهم لم يكونوا اصحاب تيجان و معظمهم كان على تمام الاستقلال و ربما كان لبعضهم تبعية لملك متوج و ليس للروم و الفرس .
نبدأ بملك اليمن
اليمن قام فيها 4 ممالك مملكة معين في الشمال-مملكة سبأ في الجنوب –و مملكةحمير اكثر قربا من عدن جنوبا - اما حضرموت فكانت شرقي الممالك الثلاثة .
i. مملكة معين (1200-650 ق .م) وكانت على جانب كبير من القوة و الثروة حتى استطاعت مد نفوذها بفضل نشاطها التجاري الى الخليج الفارسي والى اعالي بلاد الحجاز مما يلي البحر الاحمر
ii. مملكة سبأ (950-115 ق.م ) بدأت تظهر قوتها اخر ايام مملكة معين وسبأهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.و قد تبين من الآثار ان سبأ مرت بطورين :
الطور الاول وفيه بدأ بناء سد مأرب الذي كان له شأن كبير و انتهى هذا الطور حوالي سنة 650 ق.م .
الطور الثاني من 650 الى 115 ق.م كان عهدا مستقرا خصبا ,كما كان لتجارتهم اهمية كبرى مع مصر و الشام و بابل مما اثر على تدفق موارد الثروة على هذه البلاد. الا انه لم يكن لها قوة حربية , فان الملكة بلقيس و هي من اشهر ملوك سبأ والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم و العهد القديم كالتوراة , لم تخف خوفها حين تسلمت رسالة سليمان عليه السلام و قالت لقومها كما حكى القرآن على لسانها (ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها و جعلواأعزة اهلها اذلة و كذلك يفعلون) ردا على تهديد سليمان اذ ورد في القرآن (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون)
iii. مملكة حمير
بدأت بعد عام 115 ق.م كانت تلعب دورا تجاريا هاما و كانت الزراعة مزدهرة عندهم حتى استولت على حضرموت و اخضعتها و ساثر بلاد اليمن و سميت بلادهم دولة التبايعة لان الملوك كان يتبع بعضهم بعضا و اتى ذكرهم في القرآن الكريم : ( اهم خير ام قوم تبع ) (و اصحاب الايكة و قوم تبع )
iv. حضرموت اخضعت للحميريين و سيطروا عليها و على مواردها
هذا وضع اليمن المزدهر تجاريا و زراعيا و سيأتي ان شاء الله في الحلقة القادمة كيف طمعت الحبشة ببلاد اليمن و كيف صار لابرهة ملكا .
الى اللقاء في الحلقة المقبلة ان شاء الله
