بسم الله الرحمن الرحيم
بعد رؤية الزميل النصراني أنطونيوس ردي المتواضع على موضوعه هنا , وعلى ما ظنّه تناقض بين الأحاديث إكتفى بهذا القول في منتداه :
اقتباس:
للموضوع تكملة يا السيف المسلول...لي عودة
حسناً ولا تتعجل مرة أخرى , حتى لا تلاقي نفس النتيجة !!
نكمل الآن فضيحة جهل أنطونيوس ببدائيات علم الحديث وكما ذكر في كلامه السابق ,
أن في حديث " سبعة يظلهم الله .. " تناقض وإختلاف , هذا خير دليل على جهله بهذا العلم , الذي إذا ظل يدرس فيه هو وقساوسته طيلة عمرهم , لما شربوا من مائه ,ما يروي ظمأ بعوضة !
والرد أقول :
ذكر في المنظومة البيقونية لعلم الحديث :
21 - وما يخلف ثقة به الملا *** فالشاذ والمقلوب قسمان تلا
22 - إبدال راو ما براو قسم *** وقلب إسناد لمتن قسم
هذا الحديث هو مثال للحديث المقلوب .
جاء في شرح البيقونية للشيخ بن عثيمين - رحمه الله - :
وهناك قسم آخر وهو قلب المتن: وهذا الذي يعتني به الفقهاء، وأما قلب الإسناد فيعتني به المحدثون، لأنهم ينظرون إلى السند هل هو صحيح؟ وهل يصح به الحديث أم لا.
وأما الفقهاء فيعتنون بقلب المتن، لأنه هو الذي يتغيُّر به الحكم، حيث إن هؤلاء ينظرون إلى الدلالة.
وقلب المتن يحصل من بعض الرواة تنقلب عليهم المتون فيروون بعض الأحاديث على غير وجهها.
من ذلك مثلاً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..."1
"ورجل تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" فقلبه بعض الرواة فقال: "حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله" فهذا مقلوب، لأنه جعل اليمين شمالاً، والشمال يميناً.
ومن ذلك الحديث الذي ثبت في صحيح البخاري "أنه يبقى في النار فضلٌ عمن دخلها، فينشئ الله لها أقواماً يدخلهم النار" فهذا الحديث منقلبٌ على الراوي وصوابه "أنه يبقي في الجنة فضلٌ عمن دخلها من أهل الدنيا فينشئ الله لها أقواماً فيدخلهم الجنة"1 الحديث.
وذلك لأنه - أي إنشاء أقوام للنار - ينافي كمال عدل الله تعالى إذ كيف يمكن أن يُنشأ الله تعالى أقواماً للعذاب، ولأنه ينافي الحديث الصحيح "لا يزال يُلقى في النار وهي تقول هل من مزيد، حتى يضع الله تعالى عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط"2.
وعندما تقرأ ردي يا أنطونيوس , ركز في الحديث الثاني !!!
وقال بن حجر في تفسيره لصحيح البخاري باب الآذان :
هكذا وقع في معظم الروايات في هذا الحديث في البخاري وغيره، ووقع في صحيح مسلم مقلوبا " حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله " وهو نوع من أنواع علوم الحديث أغفله ابن الصلاح وإن كان أفرد نوع المقلوب لكنه قصره على ما يقع في الإسناد، ونبه عليه شيخنا في محاسن الاصطلاح ومثل له بحديث: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل " وقد قدمنا الكلام عليه في كتاب الأذان. وقال شيخنا: ينبغي أن يسمى هذا النوع المعكوس. انتهى. والأولى تسميته مقلوبا فيكون المقلوب تارة في الإسناد وتارة في المتن كما قالوه في المدرج سواء، وقد سماه بعض من تقدم مقلوبا، قال عياض: هكذا في جميع النسخ التي وصلت إلينا من صحيح مسلم وهو مقلوب أو الصواب الأول وهو وجه الكلام لأن السنة المعهودة في الصدقة إعطاؤها باليمين، وقد ترجم عليه البخاري في الزكاة " باب الصدقة باليمين " قال: ويشبه أن يكون الوهم فيه ممن دون مسلم بدليل قوله في رواية مالك لما أوردها عقب رواية عبيد الله بن عمر فقال بمثل حديث عبيد الله فلو كانت بينهما مخالفة لبينها كما نبه على الزيادة في قوله: "ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه" . انتهى .
نستخلص من هذا جهلك بعلم الحديث , ظناً منك أن هناك تناقض بين الأحاديث .
نصيحة مني ... لا ترهف فيما لا تعرف !!
وفي إنتظارك يا أنطونيوس , عندما تأتيني بالتكملة !