-
سبب إجابة الدعاء ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
سبب إجابة الدعاء ؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله :
{إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر
المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً
[المؤمنون:51]، وقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]،
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء:
يا رب !يا رب !ومطعمه حرام ومشربه حرام
وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له؟ }.
[رواه مسلم:1015].
{إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً }الطيب في
ذاته طيب في صفاته وطيب في أفعاله ولا يقبل
إلا طيباً في ذاته وطيباً في كسبة.
وأما الخبيث في ذاته كالخمر، أو في كسبة
كالمكتسب بالربا فإن الله تعالى لا يقبله
{وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين }
فقال تعالى:كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم [البقرة:172].
فأمر الله تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن
يأكلوا من الطيبات وأما الخبائث فإنها حرام
عليهم لقوله تعالى في وصف الرسول الله :
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
[الأعراف:157]
ثم إن رسول الله ذكر الرجل الذي يأكل الحرام
أنه تبعد إجابة دعائه وإن وجدت منه أسباب
الإجابة يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى
السماء { يا رب يا رب، ومطعمه حرام
ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام
فأنّى يستجاب لذلك }هذا الرجل اتصف بأربع صفات:
الأولى:بأنه يطيل السفر والسفرالإجابة أي إجابة الداعي.
الثانية:أنه أشعث أغبر والله تعالى عند المنكسرة
قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول:
{أتوني شعثاً غبراً } وهذا من أسباب الإجابة أيضاً.
الثالثة:أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى
السماء من أسباب الإجابة، فإن الله سبحانه وتعالى
يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً.
الرابعة:دعاءه إياه { يا رب يا رب }
وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته وهو من أسباب
الإجابة ولكنه لا تجاب دعوته..
لأن مطعمه حرام، وملبسه حرام وغذي
بالحرام فاستبعد النبي أن تجاب دعوته وقال:
{فأنّى يستجاب لذلك }.
يستفاد من هذا الحديث فوائد:
منها وصف الله تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً.
ومنها تنزيه الله تعالى عن كل نقص.
ومنها أن من الأعمال ما يقبله الله ومنها ما لا يقبله.
ومنها أن الله تعالى أمر عباده الرسل والمرسل
إليهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يشكروا الله سبحانه وتعالى.
ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً
[المؤمنون:51] وقال للمؤمنين:
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ
[البقرة:172]فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح.
ومنها أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل
الحرام لقول النبي في الذي مطعمه حرام
وملبسه حرام وغُذي بالحرام:
{أنّى يستجاب لذلك }.
ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون الإنسان في سفر.
منها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى الله.
ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى
الله بالربوبية لأنها هي التي بها الخلق والتدبير.
ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن
المؤمنين مكلفون بذلك.
ومنها وجوب الشكر لله على نعمه لقوله تعالى:
وَاشْكُرُوا لِلَّهِ [البقرة:172].
ومنها أنه ينبغي بل يجب على الإنسان أن يفعل
الأسباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنب
الأسباب التي يمتنع بها مطلوبه.
*اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الفاضل
جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك:king-56:
وجعلك باذنه تعالى ممن يرفعون ايديهم لله ولا يردهم سفرا وايانا
امين يا رب العالمين
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
-
بسم الله الرحمن الرحيم
استرسالا في سند الحديث اضيف:
قوله : ( يا أيها الناس إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا ) قال القاضي رحمه الله الطيب ضد الخبيث فإذا وصف به تعالى أريد به أنه منزه عن النقائص مقدس عن الآفات ، وإذا وصف به العبد مطلقا أريد به أنه المتعري عن رذائل الأخلاق وقبائح الأعمال والمتحلي بأضداد ذلك ، وإذا وصف به الأموال أريد به كونه حلالا من خيار الأموال . ومعنى الحديث أنه تعالى منزه عن العيوب فلا يقبل ولا ينبغي أن يتقرب إليه إلا بما يناسبه في هذا المعنى . وهو خيار أموالكم الحلال كما قال تعالى : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
( وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) " ما " موصولة والمراد بها أكل الحلال وتحسين الأموال : فقال : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم هذا النداء خطاب لجميع الأنبياء لا على أنهم خوطبوا بذلك دفعة واحدة لأنهم [ ص: 267 ] أرسلوا في أزمنة مختلفة بل على أن كلا منهم خوطب به في زمانه ، ويمكن أن يكون هذا النداء يوم الميثاق لخصوص الأنبياء ( وذكر ) أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( الرجل ) بالنصب على المفعولية ( يطيل السفر ) أي في وجوه الطاعات كحج وزيارة مستحبة وصلة رحم وغير ذلك قاله النووي ( أشعث أغبر ) حالان متداخلان أو مترادفان ، وكذا قوله ( يمد يده ) وفي رواية مسلم : ( يديه ) بالتثنية أي مادا يديه رافعا بهما ( يا رب يا رب ) أي قائلا يا رب يا رب ( ومطعمه حرام ) مصدر ميمي بمعنى مفعول أي مطعومه حرام والجملة حال أيضا وكذا قوله ( ومشربه حرام وملبسه حرام ) أي مشروبه حرام وملبوسه حرام ( وغذي ) بضم الغين وتخفيف الذال المعجمة المكسورة ( بالحرام ) أي ربي بالحرام . قال الأشرف : ذكر قوله ( وغذي بالحرام ) بعد قوله ( ومطعمه حرام ) إما لأنه لا يلزم من كون المطعم حراما التغذية به ، وإما تنبيها به على استواء حاليه أعني كونه منفقا في حال كبره ومنفقا عليه في حال صغره في وصول الحرام إلى باطنه ، فأشار بقوله ( مطعمه حرام ) إلى حال كبره وبقوله ( وغذي بالحرام ) إلى حال صغره ، وهذا دال على أن لا ترتيب في الواو . قال القاري : وذهب المظهر إلى الوجه الثاني ورجح الطيبي رحمه الله الوجه الأول ولا منع من الجمع فيكون إشارة إلى أن عدم إجابة الدعوة إنما هو لكونه مصرا على تلبس الحرام . انتهى ( فأنى يستجاب لذلك ) أي من أين يستجاب لمن هذه صفته وكيف يستجاب له . وفي الحديث الحث على الإنفاق من الحلال والنهي عن الإنفاق من غيره . وفيه أن المشروب والمأكول والملبوس ونحوها ينبغي أن يكون حلالا خالصا لا شبهة فيه ، وأن من أراد الدعاء كان أولى بالاعتناء بذلك من غيره .
بوركتم أخ الاسلام
:salla-y:
قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه مسلم