بارك الله فيك أختنا نوران
وأرجوا أن تسمحي لي في هذه الإضافة ...
الحمد لله رب العالمين وبعد ...
روى مسلم في صحيحه عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
" رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ هِيهْ فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ هِيهْ ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ هِيهْ حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ "
ثم ذكر مسلم في المتابعات عقب هذا الحديث قال :
عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
" اسْتَنْشَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ "
ويعرف أهل العربية طبعا الفرق بين إنشاد الشعر وإلقاء الشعر ..
وفي هذا دليل على إباحة الإنشاد وتحسين الصوت في القصائد ..
روى البيهقي في معرفة السنن والآثار عن الشافعي رحمه الله قال :
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحداء والرجز ، وأمر ابن رواحة في سفره فقال :" حرك بالقوم " .
وقال الشافعي : فالحداء مثل الكلام ، والحديث المحسن باللفظ وإذا كان هذا هكذا بالشعر ، كان تحسين الصوت بذكر الله أو القرآن أولى أن يكون محبوبا .
والحداء : الإنشاد
والرَجَزُ : ضرب من الشعر
وروى البخاري قال باب ( مَا يَجُوزُ مِنْ الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ وَالْحُدَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْهُ )
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ :
" خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ قَالَ وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءٌ لَكَ مَا اقْتَفَيْنَا
وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا السَّائِقُ قَالُوا عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ فَقَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ .. الحديث "
وروى البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
"كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَادٍ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ لَا تَكْسِرْ الْقَوَارِيرَ "
وفي رواية " رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ "
أي ينبهه على أن يسوق الإبل بهم رويدا حتى لا ينكسرو وهذا أصح تفسير للحديث ولم ينهه صلى الله عليه وسلم عن الإنشاد مع حسن صوته خوفا على النساء من الفتنة كما دل على ذلك جمع الروايات وهو ما رجحه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة وأبطل القول بأن النبي عليه السلام نهاه عن الإنشاد خوفا من فتنة النساء من خمسة وجوه لن أذكرها خشية الإطالة .. ومن يريدها يطلبها ولن أتأخر عليه ..
روى ابن عبد البر في التمهيد بسنده :
عن أنس بن مالك قال كان البراء جيد الحداء وكان حادي الرجال وكان الجثمة يحدو بالنساء فحدا ذات ليلة فأعنقت الإبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك يانجشة رويدا سوقك بالقوارير" .
وقد حدا به صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة وعامر ابن سنان وجماعة فهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء إذا كان الشعر سالما من الفحش والخنى.
وأما الغناء الذي كرهه العلماء فهذا الغناء بتقطيع حروف الهجاء وإفساد وزن الشعر والتمطيط به طلبا للهو والطرب وخروجا عن مذاهب العرب والدليل على صحة ما ذكرنا أن الذين أجازوا ما وصفنا من النصب والحداء هم كرهوا هذا النوع من الغناء وليس منهم يأتي شيئا وهو ينهى عنه .
وقال ابن بطال في شرح البخاري :
الشعر والرجز والحداء كسائر الكلام ، فما كان فيه ذكر تعظيم لله ووحدانيته وقدرته وإيثار طاعته وتصغير الدنيا والاستسلام له تعالى كنحو ماأورده البخارى فى هذا الباب فهو حسن مرغب فيه ، وهو الذى قال فيه عليه السلام : ( إن من الشعر حمة ) وما كان منه كذبًا وفحشًا فهو الذى ذمه الله ورسوله . وقال الشافعى : الشعر كلام ، وحسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيحه . وسماع الحداء ونشيد الأعراب لا بأس به ؛ فإن الرسول قد سمعه وأقره ولم ينكره .
قال الشيخ الألباني في تحريم آلات الطرب بعد أن ساق عدة آثار :
وفي هذه الأحاديث والآثار دلالة ظاهرة على جواز الغناء بدون آلة في بعض المناسبات كالتذكير بالموت أو الشوق إلى الأهل والوطن أو للترويح عن النفس والالتهاء عن وعثاء السفر ومشاقه ونحو ذلك مما لا يتخذ مهنة ولا يخرج به عن حد الاعتدال فلا يقترن به الاضطراب والتثني والضرب بالرجل مما يخل بالمروءة .
سؤال رقم 11563- حكم الأناشيد الإسلامية
السؤال :ما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقي ؟؟
الجواب :
الحمد لله
.جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر واستماعه ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم ، في سفرهم وحضرهم ، وفي مجالسهم وأعمالهم ، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق ، قال :
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال :
" اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة "
فقالوا مجيبين :
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا
رواه البخاري 3/1043
وفي المجالس أيضا ؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه " 8/711
فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ، والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق .
وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر :
عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد .
عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله .
أن لا يكون بصوت النساء ، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش .
وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون .
وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف .
وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ، وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن . والله ولي التوفيق .
المراجع : فتح الباري 10/ 553 - 554 - 562 - 563
مصنف ابن أبي شيبة 8/711
القاموس المحيط 411
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد .
رقم الفتوى 48250 حكم سماع المرأة إنشاد الرجل والعكس
تاريخ الفتوى : 13 ربيع الأول 1425
السؤال : إذا كان إنشاد الشعر جائزا وهذه الأناشيد جائزة بضوابط فما حكم سماع الرجل لنشيد المرأة، وحكم سماع المرأة لنشيد ينشده الرجل، ولماذا الأول غير جائز والثاني جائز، وهل توجد مشكلة لو علمنا أناشيد تنشدها المرأة ليسمعها النساء دون الرجال، وأناشيد ينشدها الرجال ليسمعها الرجال من دون النساء، فكل فريق يأخذ نشيد جنسه ويكون بضوابط ووفق محافظة من الموزعين كما يوزع البائع ملابس النساء وملابس الرجال؟ وبارك الله في عملكم، وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسماع الرجل الأجنبي لنشيد المرأة لا يجوز لما فيه من إثارة الفتنة، وأما سماع النساء لإنشاد الرجل فإن كان مضبوطاً بالضوابط الشرعية، التي ذكرت في الفتوى رقم: 16159 فلا مانع منها شرعاً.
ولما ورد في الصحيحن عن أنس بن مالك قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة، وكان حسن الصوت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: رويدك يا أنجشه لا تكسر القوارير . يعني ضعفة النساء.
ولا مانع أن تقتصر النساء على سماع أناشيد النساء ويقتصر الرجال كذلك على أناشيد الرجال بل هذا هو الأفضل، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 16159 .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه .
حكم الأناشيد الإسلامية - آل الشيخ :
وانظروا إلى آداب العلماء قبل إطلاق الحكم بالبدعة والحرمانية وأن الأمر على تفصيل .
حكم الأناشيد للعلامة بن باز رحمه الله
حكم أناشيد المصاحبة للموسيقى ( الشيخ محمد حسان )
ويرجى مراجعة هذا المقال للشيخ عبد الله قادري الأهدل أحد تلاميذ الشيخ ابن باز :
تنبيه هام :
أيها الإخوة ما سبق بيان فيه جواز الإنشاد والإستماع إليها وضوابط ذلك شرط أن لا يكون ديدن الإنسان الإنشاد والتلذذ به وعلى هذا أجمع العلماء وأن الإنشغال بالقرآن والتغني به واستماع الدروس العلمية أفيد وأحسن وأفضل ولكن لا بأس بالإنشاد بالضوابط التي ذكرها العلماء ووضعتها لكم للترويح عن النفس وفي السفر وغيره ..
وصلى الله وسلم علة نبينا محمد .