لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
قال تعالى
((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))22 -23 الحديد
بالفعل لماذا الحزن على ما فاتنا ؟
ولماذا الفرح بما أتانا؟
فما من مصيبة أصابتنا إلا في كتاب قبل أن تحصل واقعا؟
وما من عطاء أتانا إلا في كتاب قبل أن يأتينا واقعا؟؟
فلا فرح ولا حزن
مشاركة: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
قال تعالى
((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))22 -23 الحديد
وهي آية ذات دلالة هامة في توجيه المسلم إلى التسليم والخضوع لما قدره الله وقضاه في الأمور الخارجة عن نطاق سيطرة الإنسان
والحزن معلوم ومفهوم--وهو يحصل طبيعيا عند المرء إذا ما فاته أمر يحبه
والفرح طبيعي ومعلوم --وهو يحصل طبيعيا عند المرء إذا ما آتاه الله أمرا يحبه
فعلى أي حزن ينتصب النهي في الآية ؟؟
وعلى أي فرح أيضا؟؟
قال إبن عاشور ((والفرح المنفي هو الشديد منه البالغ حدّ البطر، كما قال تعالى في قصة قارون
{ إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ))
فهل يعني هذا الكلام أن الكثير من الفرح منهي عنه؟؟
عندي توجه على أن الفرح هنا له معنى مخالف لما يشعر به المرء حال حيازته على أمر يحبه
أنظروا إلى مانقل الطبري عن إبن عباس((حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك البكري، عن عكرِمة، عن ابن عباس { لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتَكُمْ } قال: ليس أحد إلا يحزن ويفرح، ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبراً، ومن أصابه خير فجعله شكراً.))
وإليكم قول المبرد فيها
((: ليس المراد من قوله: { لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا آتاكم } نفي الأسى والفرح على الإطلاق بل معناه لا تحزنوا حزناً يخرجكم إلى أن تهلكوا أنفسكم ولا تعتدوا بثواب على فوات ما سلب منكم، ولا تفرحوا فرحاً شديد يطغيكم حتى تأشروا فيه وتبطروا،))
ألم تلتقطوا من كلام هؤلاء الأخيار شيئا؟؟
أنتظر تعليقاتكم ثم نكمل التفجير
__________________
مشاركة: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
اقتباس:
لا تحزنوا حزناً يخرجكم إلى أن تهلكوا أنفسكم ولا تعتدوا بثواب على فوات ما سلب منكم، ولا تفرحوا فرحاً شديد يطغيكم حتى تأشروا فيه وتبطروا،
شكراً لك اخي الكريم على هذا الموضوع
مشاركة: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الطيب فعجباً للطاغين , أفلا يتدبرون القرآن
قال الله تعالى (ولاتمشي فى الأرض مرحاً , إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً
فما أسعدنا بالعبودية لله جلت قدرته وما أعظم إسلام العبد لله الخالق , فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ " الذي أمره بين الكاف والنون
مشاركة: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
بارك الله بكم اخواني جميعاً
ولكن انتظروا التفجير القادم باذن الله
فهناك وقفة اخرى في هذه الايات لم آتكم بها الا بعد حين
والله المستعان
مشاركة: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
قال الزمخشري في الكشاف:
{ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ }المصيبة في الأرض: نحو الجدب وآفات الزروع والثمار.
وفي الأنفس: نحو الأدواء والموت { فِى كِتَـٰبِ } في اللوح { مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا } يعني الأنفس أو المصائب { إِنَّ ذَلِكَ } إنّ تقدير ذلك وإثباته في كتاب { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } وإن كان عسيراً على العباد،
ثم علل ذلك وبين الحكمة فيه فقال: { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ..... } يعني أنكم إذا علمتم أنّ كل شيء مقدر مكتوب عند الله قلّ أساكم على الفائت وفرحكم على الآتي؛ لأنّ من علم أن ما عنده معقود لا محالة: لم يتفاقم جزعه عند فقده، لأنه وطن نفسه على ذلك، وكذلك من علم أنّ بعض الخير واصل إليه، وأن وصوله لا يفوته بحال: لم يعظم فرحه عند نيله { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } لأنّ من فرح بحظ من الدنيا وعظم في نفسه: اختال وافتخر به وتكبر على الناس.
قرىء: «بما آتاكم» وأتاكم، من الإيتاء والإتيان. وفي قراءة ابن مسعود «بما أوتيتم» فإن قلت: فلا أحد يملك نفسه ـ عند مضرة تنزل به، ولا عند منفعة ينالها ـ أن لا يحزن ولا يفرح. قلت: المراد: الحزن المخرج إلى ما يذهل صاحبه عن الصبر والتسليم لأمر الله ورجاء ثواب الصابرين، والفرح المطغى الملهى عن الشكر؛ فأما الحزن الذي لا يكاد الإنسان يخلو منه مع الاستسلام، والسرور بنعمة الله والاعتداد بها مع الشكر: فلا بأس بهما { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } بدل من قوله: { كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } كأنه قال: لا يحب الذين يبخلون، يريد: الذين يفرحون الفرح المطغى إذا رزقوا مالاً وحظاً من الدنيا فلحبهم له وعزته عندهم وعظمه في عيونهم: يزوونه عن حقوق الله ويبخلون به، ولا يكفيهم أنهم بخلوا حتى يحملوا الناس على البخل ويرغبوهم في الإمساك ويزينوه لهم، وذلك كله نتيجة فرحهم به وبطرهم عند إصابته { وَمَن يَتَوَلَّ } عن أوامر الله ونواهيه ولم ينته عما نهى عنه من الأسى على الفائت والفرح بالآتي: فإنّ الله غني عنه. وقرىء: «بالبخل» وقرأ نافع: «فإنّ الله الغني»، وهو في مصاحف أهل المدينة والشام كذلك.
***********************
وهناك المزيد من التفجيرات الابداعية