لا يا نصارى ربنا مش كده !
هيه يعني صعبة عليكو للدرجة ادي ؟!
طب بلاش نتكلم عن ربنا اللي هوه أحكم الحكماء وأعقل العاقلين وأعدل العادلين ....
خلينا ناخدها علينا احنا يا جماعة .... احنا البشر يعني ....
بتسمعوا أكيد حد بيقول للتاني : كبر دماغك .... صح ؟
تخيلوا لو ان واحد مشهور بين الناس انه راجل كبير وحكيم وعادل ....
كان عنده خادم رباه في قصره الكبير ....
وبعدين جوزه .... وبقى عنده خادمين اتنين ...
زوج وزوجة ....
والراجل الحكيم ده كان كريم ....
عامل الخدم باحترام وأكرمهم أعظم اكرام ....
قال لهم .... طول ما انتو بتسمعوا كلامي في كل حاجة ....
أنا حخليكم مبسوطين أوي ....
لكن .... للأسف .... الخدم دول خانوه .....
واكتشف الراجل الحكيم انهم خدعوه .....
غضب أوي .....
وبدل عليهم الحال .... ابدال ما يبقالهم غرفة جميلة .....
نزلهم تحت .... غرفة مظلمة و مالهاش شباك .....
وعفشها قديم .....
والأكل كمان مش زي الأول ....
كل حاجة اتغيرت ....
بيطلعوا يخدموا ....
ومن غير أى اهتمام ولا احترام من الراجل الحكيم ....
الراجل اللي ما قصرش معاهم في حاجة خالص ....
ما يستاهلش منهم خيانة .....
وتدور الأيام .....
وييجي للخدم أولاد .....
برضه الراجل الحكيم ما كانش بيحب الاولاد ....
وبيعاملهم نفس المعاملة ....
حرم عليهم انهم يطلعوا الغرف الجميلة اللي فوق .....
مع انهم كان منهم أولاد كويسين ومخلصين للراجل الحكيم ....
لكن الحكيم اللي بيسموه حكيم ..... ما تفرقش معاه ....
وخد الاولاد بذنب الآباء !!!!!!
الراجل الحكيم ده ....
قرر يحن ....
طب يعمل ايه وهوه متغاز أوي من الخدم ....
بس يا ناس بيحبهم ....
طب حيعمل ايه عشان يرجع علاقته بيهم ؟!
قرر قرار خطير ....
قرر يتجوز بنت من بنات الخدم ....
كان فيه حاجة في دماغه مخططها ...
أصله مش قادر ينسى العمله الاولى ابتاعت الأب والام .....
شكل الخدم كده بينرفزه .....
عشان كده لازم يتجوز وحده من الخدم .....
تبقى سوده زيهم .....
ويقعد يدعي ربنا الابن اللي حيتولد منها يطلع أسود كمان ....
بس المرة دي الولد ده حيربيه هوه ....
عنده فوق .... وأمه تفضل تحت تخدم وتعاني .....
بس بعد ما يربيه كويس .....
ما فيش مانع ينزله يعلم الخدم ازاى ان الراجل الحكيم ( أبوه ) بيحبهم أوي ....
الولد ده لازم يبقى متأسس صح ....
مخلص جدا جدا لتربية أبوه ....
لكنه لازم يطلع أسود زى الخدم .... يعني لازم يطلع لأمه ....
عشان زى ما قولتلكو .... في حاجة في دماغ الحكيم .....
وبالفعل ....
حصل .... اتجوز الراجل الحكيم وحده من بنات الخدم .....
واتولد الولد .... وربنا استجاب انه طلع لأمه .....
أسود .... شكله كده زيها بالزبط ....
لكن الاختلاف ....
ان الولد الوحيد ده اللي اتربى فوق ....
مؤدب ووديع أوي ....
طبعه من طبع أبوه تمام ....
الخدم المتعزبة فرحت بيه أوي عشان كان بينهم .....
لكنه بيتصرف نفس تصرفات الراجل الحكيم اللي فوق .....
ولما كبر الولد ده المؤدب ....
ناداه أبوه ..... للطابق الارضي بتاع القصر .....
وجمع الخدم كلهم .....
وقال لهم :
اليوم اللي أنا مستنيه جه .....
أنا الراجل العاقل الحكيم .....
بعلن لكم ....
ان النهارده بس .... حيتشفي غليلي منكم .....
بصوا .... الواد ده .... رأيكم فيه أيه ؟؟؟؟؟؟؟
أنا اللي ربيته كويس خليته نسخة مني تمام بطبعه وتصرفاته .....
حكيم زيي ....
بينما أولادكم التانيين سبتكم تربوهم انتو ....
عشان كده مش حيبقوا زي ابني أنا .....
وحيفضلوا أولادكم مهما عملوا همه اتعلموا على اديكم .....
لكن الواد ده حاجة تانية خالص .....
ومع كده .... أنا بشكر ربنا انه ادانا ولد شبه أمه .... شبهكم ....
لون بشرته سوده .... وعيونه زيكم ....
ما يشبهنيش بحاجة خالص الا بأدبه وحكمته ..... روحه بس اللي طلعالي ....
لكن الشكل والجسم زيكم تمام .....
وبكده بس الخطة ابتاعتي حتنفع .....
غليلي حيتشفي منكم ....
الواد ده ابني .....
ما عملش زنب واحد .... متربي من ابوه كويس ....
قررت أنا أتمم خطتي النهارده ....
أنا الحكيم العاقل المتزن ....
كل واحد فيكم يمسك كرباج ....
وانزلو ضرب في الواد ده .....
عشان أنا أرضى عنكم بجد .... وترجعوا زي الأول ....
الواد ده لازم يتهري ضرب .....
لازم أشوف الدم بينزف منه ....
لازم جسمه يتحمر .....
ابزقوا عليه .... واشتموه .....
خليه يتعذب ويتهان كويس ....
ما تقلقوش .... هوه عارف ليه أنا وافقت على كده ....
أنا عايز كده علشانكم .... علشان بحبكم .... والله العظيم بحبكم .....
لكن على أد غيزي منكم ....
شكلكم ده لازم يتبهدل .... وجسمكم الاسود ده لازم يتورم .....
وكل ده حيشفيلي غليلي بابني ده ....
كده بس حرتاح .....
حرتاح ....
حرتاح أوي .....
وحقبلكم كلكم .....
لأني أنا حاطط جنسكم وشكلكم بدماغي من زمان أوي .....
ولما اشوف ابني بيتعزب ....
لونه اللي زى لونكم بيتصبغ دم ....
وعيونه اللي زي عيونكم تتملي دمع .....
كده حرتاح .....
حرتاح ....
حرتاح أوي ....
شايفين بأه أد ايه أنا حكيم وعاقل وبحبكم أد ايه ؟
يللا اضربوه .....
اسحقوه .....
ورموه .....
دشدشوه ....
اللون الأسود ده اللي غازني عايزه يتصبغ أحمر من الدم والورم ....
ما ترحمهوش ...
عايزه يتعزب كتير ....
اضربوا ....
أيوه كده .....
أنا ابتديت أرضى عنكم يا حبايبي .....
الواد ابني ابيتعزب ....
بصوا أد ايه أنا بموت فيكم حب .....
ده ابني حبيبي .....
عشانكم انتو بيتعزب .... اضربوا .... ضرب جامد .....
ايوه .....
أنا متغاز بقالي مده ..... بس انتو كده حيتريحوني وحصالحكم ....
اضربوا ....
برافو ....
أنا برتاح ....
جنسكم الاسود بيتعزب ادامي ....
ومن غير ذنب كمان ....
هاهاهاهاهاهاهاهاهاها .....
أنا كده مرتاح .....
أنا بنتقم منكم كلكم بواحد زيكم ما عملش حاجة غلط .....
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها .....
شايفين أد ايه أنا بحبكم .... شايفين ....
على أد ما بورم واحد من أشكالكم ما عملش ذنب على أد ما حتوصل محبتي ليكم ....
ومش أى واحد ده ابني ....
ما كنتش حضربوا لو كان شكله زيي ....
لكنه أسود وملامحه زيكم .....
وانتو شاهدين ان الواد زيي ما بيعملش غلط أبدا ....
وبكده حتسوا اد ايه عذابه .... وعلى اد عذابه اني بحبكم .....
لما خليت ابني بالموقف الحقير ده يدوق المر ....
مع انه ما عملش حاجة .....
بالزمة مش أنا حكيم وعاقل أوي ؟!
انتو عارفين لو أنا ما قررتش اتجوز منكم عشان أخلف واحد شكلكم ....
ما كنتش عمري حرجع أقربكم مني ....
لأن شكلكم اللي أخدوا الواد من أمه ....
شفتو بيتعزب وبيتهري ضرب واهانات ....
يا سلام ....
أنا خلاص .... شفيت غليلي وغيزي من جنس الخدم .....
الواد اترمى أهو من ضربكم ....
تعالوا دلوقتي بحضني يا خدمي يا حبايبي ....
انتو خلاص حترجعوا زي الاول ....
بص الخدم لبعضهم مستغربين .....
بصوا على الكرباج اللي حاملينه ....
بصوا على الواد اللي مرمي وهوه متورم من الضرب وتلون بالدم .....
وبصوا للراجل اللي هوه المفروض حكيم وعاقل ....
اتأملوا ملامحه اللي ابتدت ترتاح من ناحيتهم ....
وهمه بيسمعوا كلامه انه بيحبهم .....
ولسه ما جاوبوش جواب لسؤاله ....
مش عارفين يقولوا ايه وهمه بيشغلوا دماغهم بحكمة ....
يحكموا ايه على الراجل اللي بيقول عن نفسه أنه أحكم الحكماء وأعقل العاقلين ....
اللي بيقول أنه عادل ..... !!!!!
هوه ده العدل يا ناس .... ؟؟؟؟!!!!
حد يبقى مكان الخدم دي اللي واقفة ....
اتخيلوا انكم بتسمعوا راجل بيرعى المشهد ده انه يتم علشان يرتاح ....
وعشان يقبل ملامح الناس دي انه يعذب واحد برىء بنفس ملامحها علشان يتطفي غيزه !
والراجل بيقولهم بمنتهى الرقة انه بيحبهم وعشان كده عزب واحد زى شكلهم .... وده ابنه حبيبه كمان ....
وعشان هوه العادل عذبه من غير ذنب عشان يقبل كل الناس اللي ليها ذنوب !!!!
دماغهم راح تضرب .....
انتو حاسين بيهم يا أحباءنا النصارى ؟؟؟؟؟
فهمتو الموقف ده ؟؟؟؟؟؟
هوه ده يبقى عدل أعدل العادلين ؟؟؟؟؟
هوه التخطيط ده يبقى تخطيط أحكم الحكماء ؟؟؟؟؟
ما تتكلموا .....
واضحة زي الشمس للعقل .....
لا يا نصارى ربنا مش كده !
حرام عليكم ....
مش ربنا اللي عشان يصالح أشكال اتغاز منها ....
يقوم يعمله ( دميه ) عشان تتهري ضرب أدام عينه ....
واللي يرسم صورة الملامح اللي أغضبته و يقوم يحرقها عشان يرتاح ....
وبعدين يقول للناس المذنبة .... تعالوا أنا كده خلاص ... أقدر أصالحكم ....
لا يا نصارى ....
حاشا لله ربنا يبقى بالتعقيد ده .... وهوه الحكيم ....
ربنا ما يحتاجش انسان مش مذنب أى ذنب شكله زينا عشان يتهري ضرب واهانة ....
ويموت الموته الذليلة دي .....
ويقول أنا كده ارتحت .... واقبلت الانسان اللي بيذنب !!!!!!!
لا ....
ربنا أحكم الحكماء .... وأعدل العادلين .....
ما هواش صاحب مرض نفسي والعياذ بالله .....
حرام عليكم ....
فكروا .....
هوه احنا عمال نجيبهالكم مرة من هنا ومرة من هنا عشان تعرفوا اد ايه بتظلموا فهم حكمة ربنا وعدله ومحبته ....
وما فيش فايده .....
ربنا يهيدكم للحق .....
لا يا نصارى ربنا مش كده !
مش زي ما بتبشروا بيه .....
فوقوا بأه عشان تكسبوا الأبدية الحق .....
ويا ربنا ....
يا حكيم .....
يا عادل .....
بنزهك عن الكفر ده .....
الحكيم عمره ما يفكر ينتقم من شكل الانسان بأنه يصنع انسان ما عملش غلط ويعذبه ويموته عشان اللي عملوا غلط .....
وعشان يرتاح بعد كده ويسامح !!!!
لا يا نصارى ربنا مش كده !
العادل عمره ما يقتل برىء عشان المجرمين مهما كان السبب .....
قدوس يا رب ....
أعدل من العدل نفسه .....
وأحكم من الحكمة كلها .....
والله لو راجل عمل كده زي اللي في حكايتي اللي كتبتها هنا ....
حيستهجن العقل المنصف ان الراجل ده يبقى متزن أو عادل أو حكيم .....
فما بالكم لو الكلام بيقصد ملك الملوك وأحكم الحكماء وأعدل العادلين ؟؟؟؟؟!!!!!
ربنا يبقى كده برضه يا نصارى ؟؟؟؟؟؟
لا يا نصارى ربنا مش كده !
أطيب الأمنيات للجميع من طارق ( نجم ثاقب ).
