عون العلي الأعلى في بطلان تسويغ الشيوعيين جرائمهم بنظرية البقاء للأقوى
عون العلي الأعلى في بطلان تسويغ الشيوعيين جرائمهم بنظرية البقاء للأقوى
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .
أما بعد :
فقد قرأت كلاما فاسدا لأحد الشيوعيين عندما بين له بعض الفضلاء ما أحدثه الشيوعيون من مذابح و قتل للبشر فهذا الشيوعي يسوغ ما ارتكبه الشيوعيون من جرائم محتجا بنظرية البقاء للأقوى و كأن نظرية البقاء للأقوى من المسلمات فشرعت في بيان بطلان هذه النظرية و بطلان تسويغه لهذه المجازر مستعينا بالله عز وجل نعم المولى و نعم النصير .
الله جعل البقاء عند توافر مقومات البقاء
ثالثا : الله لم يجعل البقاء للأقوى بل جعل البقاء عند توافر مقومات البقاء ، ومن المعروف أن الكثير من الكائنات الحية لا تستطيع إنتاج عذائها بنفسها لذا فإنها تأكل النبات والحيوانات وكائنات حية أخرى التي تأكل كائنات حية أخرى ، مثلا يأكل الأرنب الأعشاب و تأكل البومة الأرنب و تموت البومة فيأكلها الضبع و يموت الضبع فتتغذى عليه الكائنات المحللة أو قمح يأكله فأر و الفأر يأكله ثعبان و الثعبان يأكله نسر و النسر يموت فتتغذى عليه الكائنات المحللة و هكذا .
تناسل قويين لا يستلزم انجاب مولود قوي
و رابعا : الذكر القوي إذا تزوج بأنثى قوية لا يستلزم ذلك إنجاب ولد قوي فقد ينجبا ولدا ضعيفا حسب قوانيين الوراثة و كم رأينا من رجل جميل يتزوج بامرأة جميلة و ينجبا طفلا غير جميل و رأينا العكس أيضا .
بطلان تشبيه جرائم الشيوعيين بافتراس الحيوانات بعضها البعض
خامسا : تشبيه قتل الناس للناس بافتراس الحيوانات الآكلة للحوم بالحيوانات الأخرى تشبيه للإنسان بالحيوان ، و الإنسان لا يعيش ليأكل و يشرب و يتناسل كالحيوانات بل يعيش لغاية عظمى ألا وهي عبادة من خلقه و سخر الله له ما في الأرض ليستعين بها على هذه المهمة فإذا انعدمت هذه الغاية و أصبح يعيش للطعام والشراب و التناسل كان كالحيوان .
و كيف يشبه قتل الناس بعضهم بعضا بافتراس حيوان لحيوان آخر فالحيوان المفترس طعامه هو الحيوان الآخر أما الإنسان فطعامه ليس لحم الأدميين جعل الله طعامه النبات و الحيوان و ليس إنسان مثله فكيف يسوغ له قتله ؟!!
الحيوان يفترس ليسد جوعه و لا يفترس ما يزيد على حاجاته أما الإنسان الذي يقتل إنسان فإنما يقتله ليسلب ممتلكاته رغم أنه قد يكون عنده أزيد منها .
والحيوان عندما يفترس حيوان آخر يفترس الأضعف في الغالب فيبقى من نوعه الأقوى أي ينقي السلالات الحيوانية فيخدم البيئة أما الإنسان فعندما يقتل يهلك الحرث و النسل و يلوث البيئة .
لم يقل أحد أن افتراس الحيوان آكل اللحوم لحيوان آخر ظلم و طغيان و حرام لا يجوز كما أن أن ذبح الإنسان دجاجة ليأكلها أو شوي سمك ليأكله ليس ظلما و لكن الجميع يقولون أن قتل الإنسان للإنسان ظلم و عدوان .
الحيوانات لم تنقرض بافتراس بعضها لبعض لكن قتال الناس بعضهم بعضا قد أباد شعوب .
بطلان قول الشيوعيين أن غايتهم من الجرائم طيبة
و سابعا : قول الشيوعيين إن قتل الالاف البشر من أجل تطبيق قانون يجعل الناس سواسية في المال و النساء قتل جائز إذ الغاية تبرر الوسيلة فالجواب إن الغاية لا تبرر الوسيلة فلابد أن تكون الوسيلة جائزة و الغاية جائزة ،و الغايةالنبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل .
و قتل الالاف البشر من أجل تطبيق الشيوعية باطل فوسيلة الغاية باطلة إذ قتل الواحد من البشر لا يجوز إلا بحق فكيف بقتل الآلآف البشر و الغاية من القتل أيضا باطلة إذ جعل الناس سواسية في المال يخالف فطر الناس في حب التملك و يقضي على روح المنافسة و يقلل الإنتاج و جعل الناس ساوسية في النساء و الرجل يضطجع مع من شاء و هي تضطجع مع من تشاء أمر يخالف فطر الشرفاء الغيوريين و يؤدي لاختلاط الأنساب .
أثر تطبيق نظرية البقاء للأقوي و سؤال للشيوعيين
و ثامنا : إن البشر إذا طبقوا نظرية البقاء للأقوى فسيقتل القوي فيها الضعيف و الأقوى يقتل الأقل قوة و يصبح المجتمع كالغابة يأكل القوي فيها الضعيف و الأقوى يأكل الأقل منه .
و تاسعا : هل تجيز لنفسك أيها الشيوعي أن يعتدي عليك الأشد منك قوة أو يعتدي على أمك أو أختك أو بنتك أو زوجتك أو أخيك أو أبيك أو جدك أو جدتك لماذا ترضى على الآخرين ما لا ترضاه على نفسك ؟