نقد الإصحاح الثامن من مرقص
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ
كالعادة نسأل نفس الأسئلة التي تعودنا عليها قبل بداية كل إصحاح
هل ذكر كاتب هذا الإصحاح أنه مرقص ؟ هل الإصحاح يشهد على أن مرقص هو الكاتب ؟ هل الإصحاح به ما يدل على أنه من الوحي ؟ هل قال الكاتب أنا أكتب بإلهام من الروح القدس ؟ الإجابة دوما هي لا
الآن نبدأ في تفنيد بعض الأعداد في هذا الإصحاح
وقال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة "مرقص :9 : 1
البعض يفسر كلمة ملكوت الله بالأية التي حدثت بنزول موسى و إليا فيما بعد على الجبل و البعض الذي رأى الملكوت كان هو بطرس و يعقوب و يوحنا
التفسير التطبيقي للكتاب المقدس :
ماذا قصد الرب يسوع بقوله إن بعض التلاميذ "سيرون ملكوت الله وقد أتى" ؟هناك عدة احتمالات : فلعله كان يتكلم عن تجليه، أو عن قيامته وصعوده، أو عن حلول الروح القدس في يوم الخمسين، أو عن مجيئه الثاني، ولكن التجلي هو الاحتمال الأقوى، لأنه حدث مباشرة بعد هذا الكلام. ففي التجلي (9: 2-8) رأى بطرس ويعقوب ويوحنا حقيقة شخصية يسوع وقوته كابن الله (2بط 1: 16).
و لكن عندما نقرأ العدد السابق في أخر الإصحاح الثامن نبدأ في فهم مقصد يسوع فهو لا يتكلم عن ظهور إليا و موسى و لكنه يتحدث عن يوم الدينونة للنظر للعدد
لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين" مرقص 38 :8
فيسوع كان يتحدث عن اليوم الذي سيستحي فيه من الذين استحوا منه و بالتأكيد هذا اليوم هو اليوم الذي سيأتي فيه بقوة يوم الدينونة و لكن هنا مشكلتين
أولا : هل ظل احد من تلاميذ حي حتى اليوم ؟ الإجابة هي لا
هل قامت القيامة و جاء يسوع مع ملائكة الرب و شاهده بعض من تلاميذه يستحي من الذين إستحوا منه ؟ الإجابة هي لا
إذا النتيجة إما أن يكون يسوع كاذب و هذا ما ننكره نحن المسلمين على نبي الله عيسى ابن مريم الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم
و إما أن يكون الكاتب المجهول يكذب على لسان يسوع لكي يظهر لنا كنبي كاذب و هذا احتمال وارد
و إما أن يكون هذا الكلام هو نتاج موروث الإضهاد الذي عانت منه النصرانية في أعوامها الأوائل مما جعل النصارى يتمنون الموت و لحظة قيام الساعة و بالتالي كان التخيل و الكذب على لسان يسوع يريح الناس من معاناة الإضطهاد فالرب قادم مع الملائكة ليحررهم فلماذا الثورة و الجهاد هيا نستمتع بالألم حتى يتحقق وعد الرب يسوع
و يبدوا أن قصة مجئ يسوع في مجده جعلت الناس في حيرة لماذا تأخر الرب؟؟
لذلك كان على الكنيسة و القساوسة أن تبحث عن تبرير للخطأ الذي ارتكبه المحرف الأول لذلك فكان العمل هو تحريف رسالة بطرس الثانية الإصحاح الثالث الذي يعالج فضيحة عدم عودة يسوع كما وعد
و لنرى كيف عالج مؤلف رسالة بطرس الثانية فضيحة عدم عودة الرب بعد فناء الجيل
ونستخلص من هذا الإصحاح عدة أمور
أولا كاتب هذه الكلمات ليس بطرس الذي وعده يسوع بأن يرى كل الأيات قبل فناء هذا الجيل
الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. متى 24 : 34
ثانيا : حاول الكاتب أن يخدع المستمعين البسطاء بقوله أن يوم عند الرب كألف سنة و قد نسى أن الرب نفسه قد حدد بالضبط مدة الجيل
والايام التي سرنا فيها من قادش برنيع حتى عبرنا وادي زارد كانت ثماني وثلاثين سنة.حتى فني كل الجيل رجال الحرب من وسط المحلّة كما اقسم الرب لهم. التثنية 2 : 14
ثالثا من الواضح حالة السخرية الشديدة التي عانت منها الكنيسة عند عدم عودة يسوع المزعومة قبل فناء الجيل كما تقول الكتب المحرفة
"3عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ \لأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، 4وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ "
هل يسوع هو رب محبة أم رب العين بالعين ؟؟
في نهاية الإصحاح الثامن العدد 38
بدأ يسوع يتحدث عن الانتقام ممن يشعرون بالعار منه و من كلامه يوم يأتي في مجد أبيه ليدين العالم ثم يبدأ الإصحاح التاسع العدد الأول بتكملة الحوار عن يوم الانتقام من الساخرين :
" لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فان ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين " مرقص 8 :28"
"وقال لهم الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة" 9 : 1
و لدينا بالطبع تعليق على هذا النص
لماذا يقول يسوع عن هذا الجيل أنه فاسق و خاطئ ؟ و لماذا قرر يسوع أن يستحي و يستعر من هؤلاء القوم الذين استعروا منه ؟؟ هل غير يسوع من تعاليمه التي أعلنها بكل قوة " أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم صلوا من أجل المسيئين إليكم " هل ناقض يسوع نفسه عندما قال " من ضربك على خدك الأيمن أدر له الأيسر ؟؟ لماذا يسخر يسوع يوم الدينونة من الذين سخروا منه في الدنيا ؟؟ هل كان يسوع مثل الفريسين يقول ما لا يفعل ؟؟ أم أن يسوع كان يطبق العهد القديم الذي نص على أن العين بالعين و السن بالسن ؟؟ انظروا إلى متى 5 : 38 "سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن." و 39 "واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر.بل من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا."
فهل غير يسوع كلامه ؟؟ و قرر أن يأخذ حقه بلا رحمة و لا محبة و يقتص من الذين رفضوه يوم الدينونة و يستحي منهم متى جاء بمجد أبيه ؟؟ و كلمة يسخر التي استخدمها كاتب مرقص هي επαισχυνθη1870
From G1909 and G153; to feel shame for something: - be ashamed.
و بالعربية معناها يخجل منهم
فلماذا لم يعطي لهم يسوع يد العون يوم الدينونه و يقول لهم سامحتكم يا من خجلتم مني و من تعاليمي في الدنيا ؟ تطبيقا لتعاليمه التي أوصى بها في متى الإصحاح الخامس عدد 38 و 39 و 40 ؟؟
و استكمالا لهذا المفهوم عن يسوع سريع الغضب الغير متسامح نجد يسوع يعامل تلاميذه بطريقة عنيفة لو استخدمت في مدارسنا اليوم لكان التعليم اكثر إنهيارا مما هو عليه الحال الأن لنرى هذا المشهد الدرامي
17فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ \لْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكَ \بْنِي بِهِ رُوحٌ أَخْرَسُ 18وَحَيْثُمَا أَدْرَكَهُ يُمَزِّقْهُ فَيُزْبِدُ وَيَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَيَيْبَسُ. فَقُلْتُ لِتَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا». 19فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا \لْجِيلُ غَيْرُ \لْمُؤْمِنِ إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!». مرقص 9 :17 و 18 و 19
هنا نجد يسوع يصف جيل التلاميذ كلهم بالكفر و السبب هو عدم مقدرتهم على شفاء ابن الرجل الملبوس بشيطان ، فهل هذه هي المحبة ؟ هل كان يسوع من التكفيرين ؟ هل كان التلاميذ كفارا ؟؟ لننظر إلى الترجمة اليسوعية لهذا العدد
"فأجابهم: ((أيها الجيل الكافر، حتام أبقى معكم ؟ وإلام أحتملكم ؟ علي به !)).
و الكلمة التي استخدمها يسوع هنا لوصف التلاميذ هي كلمة
و على حسب قاموس سترونج تعني :
From G1 (as a negative particle) and G4103; (actively) disbelieving, that is, without Christian faith (specifically a heathen); (passively) untrustworthy (person), or incredible (thing): - that believeth not, faithless, incredible thing, infidel, unbeliever (-ing).
يعني هذه الكلمة كانت تطلق على الوثنين heathen
وتطلق على الغير موثوق بهم untrustworthy
و الكفار infidel
فهل ما زلت تعتبر ان هؤلاء التلاميذ كانوا جديرين بالثقة لحمل رسالة يسوع أم انهم كانوا مجموعة من عديمي الإيمان الكفار غير الموثوق بهم كما قال يسوع ؟ أم نسيتم ما حدث في الإصحاح الثامن عندما قال يسوع لبطرس يا شيطان
32وَقَالَ \لْقَوْلَ عَلاَنِيَةً فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَ\بْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. 33فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «ﭐذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
و كيف حل يسوع مشكلة ابن الرجل المصاب بالشيطان ؟؟؟
أخرجه يسوع ؟ نعم و لكن لماذا فشل التلاميذ في إخراج هذا الشيطان ؟؟ لقد تحير التلاميذ من امرهم لماذا فشلوا في إخراج الشيطان من جسد الطفل ؟ و سألوا يسوع الذي كفرهم لنرى هذا المشهد
28وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتاً سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى \نْفِرَادٍ: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 29فَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا \لْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَ\لصَّوْمِ».
إذا سبب عدم قدرتهم على إخراج الشيطان هو تقصيرهم في الصوم فيا ترى من الذي جعلهم هكذا مقصرين ؟؟
صدقوا يا إخوة يا كرام أن يسوع هو الذي منعهم عن الصلاة و الصوم أنظروا هذا العدد لتروا كمية التناقض في شخصية هذا الرجل محرف هذا الإنجيل
وكان تلاميذ يوحنا والفريسيون صائمين، فأتاه بعض الناس وقالوا له: ((لماذا يصوم تلاميذ يوحنا وتلاميذ الفريسيين، وتلاميذك لا يصومون ؟فقال لهم يسوع: ((أيستطيع أهل العرس أن يصوموا والعريس بينهم ؟ فمادام العريس بينهم، لا يستطيعون أن يصوموا ولكن ستأتي أيام فيها يرفع العريس من بينهم. فعندئذ يصومون في ذلك اليوم مرقص :18:19:20..))
فيسوع نهاهم عن الصوم لأنه عريس و يحتاج لمعازيم فلماذا يا من حرفت إنجيل مرقص و ألفته و نسبته إلى الله قمت بلوم التلاميذ على لسان يسوع على عدم إخراجهم الشيطان بسبب عدم صوتهم و جعلت يسوع يصفهم بالكفر ؟؟؟؟
صدق الله العظيم إذ يقول في سورة النساء أية 82
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً
و نتيجة لهذا التضارب في النصوص و نتيجة لهذا التعامل الجاف من يسوع المحبة و تكفيره لتلاميذه أصبح التلاميذ في حالة من الخوف و ضعف الشخصية جعلتهم يفقدون قدرتهم على التفكير أو حتى محاولة الاستفسار خوفا من همجية الغضب اليسوعي عليهم لننظر الرعب في هذا المشهد :
فأهم التفاصيل في العقيدة المسيحية لم يستطيعوا فهمها نظرا لخوفهم و عدم ثقتهم في ردة فعل يسوع المحبة الغاضب دوما
هل الإصحاح التاسع الذي ناقشنا أعداده الأن هو نفسه الموجود في أقدم المخطوطات لنرى الأن بأنفسنا كيف يتم اللعب بكلام الرب
العدد 44 و 46 هما تكرار لعبارة
حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَ\لنَّارُ لاَ تُطْفَأُ.
ὅπου ὁ σκώληξ αὐτῶν οὐ τελευτᾷ καὶ
و هو متكرر في العددين 44 و 46
و هذه هي صورة المخطوط الفاتيكاني موضحا بها إختفاء العدد 44 و العدد 46
http://www.image.gostshare.com/files...l28pc8rh0f.jpg
http://www.image.gostshare.com/files/xohi5890oy3zbldox2o3.jpg
لذلك نجد أن الترجمة اليسوعية حزفت العددين من الإصحاح التاسع ليصبح عدد فقراته هو 48 عدد فقط فلماذا أضفتم يا محرفين هذه الاعداد ؟؟؟ التحريف الثاني موجود أيضا في العدد 45 و لنقرأ العدد من النص اليوناني :
وان اعثرتك رجلك فاقطعها.خير لك ان تدخل الحياة اعرج من ان تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفا.
و بمقارنة النص مع النص الموجود في النسخة الفاتيكانية وجدنا أن عبارة
εἰς τὸ πῦρ τὸ ἄσβεστον,
غير موجودة في المخطوط !! فلماذا أضافوها ؟؟ لماذا كتبوها ؟؟ لماذا حرفوا الكلام عن أصله الفاتيكاني الموجود من القرن الرابع الميلادي ؟
و الأن هذا هو رابط صورة المخطوطة الفاتيكانية و قد أوضحت فيه كل التفاصيل السابقة فهل من مناظر ؟ هل من رجل يجروء على القول أن إنجيل مرقص هو من كلام الله الذي لم يحرف ؟
و هذه هي الترجمة اليسوعية تبرهن صدق كلامنا فها هي تحزف العبارة المحرفة من العدد لنرى العدد 45 من الترجمة اليسوعية وإذا كانت رجلك حجر عثرة لك فاقطعها، فلأن تدخل الحياة وأنت أقطع الرجل خير لك من أن يكون لك رجلان وتلقى في جهنم
