الرد على اقتباس القرآن من الإنجيل
بقلم العبد الفقير
ربيع محمد
الرد المصيب على عباد الصليب
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله وان ما بلغ به حق وما نطق به حق شهادة عليها احيا واموت ان شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين الرحمه المهداة والنعمة المسداه محمد بن عبد الله صلى عليه الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ؛ وبعد
تتوالى الشبهات حول الاسلام العظيم والنبى الامين والقرأن الكريم ؛ ولكن ليعلم الجميع ان من يخطر بباله انه يستطيع ان يزعزع ايمان قلب سجد لله وامن برسوله او ان يلقى بالشبهة على الاسلام يبدى ذلك فى شىء؛ فقد ضل ضلالا بعيدا ؛ وبداية اقول لمن اراد القاء الشبه والفرى على القرأن الكريم بانه يبحر فى مياه ليس له فيها زورق ؛ وسترد عليهم شبهاتهم حسرات ليعلم الذين فى قلوبهم مرضا ما هو القرأن ومن انزله ومن بلغه
ساد لدى عباد الصليب فكرة راجت ارجاء الكنائس والاديرة وساعد فى رواجها العديد من قساوسة الصليب لتكون حجة على المسلمين للطعن فى دينهم ؛ وكان من اول ما اهتم به عباد الصليب هو مصدر القران الكريم ؛ راى النصارى ان بدلا من الدخول فى مناظرات حول مصادقية القران الكريم ومعجزاته العلمية وابلاغه بالغيب لان كل ذلك يعجوزن امامه عجز الطائر الذى فقد الرؤى وانكسر جناحيه وسار يتخبط ما يدرى اين يذهب وكيف يذهب؛ فقالوا بدل ان ندخل فى تلك المناظرات والجدل الطويل حول مصداقية القران ؛ فمن الافضل الطعن فى مصدر القران نفسه فان كان المصدر خاطىء فالمحتوى طبيعيا يكون مرفوض؛ لذلك تعددت الشبهات حول مصدر القران الكريم
فمنهم من قال بان القران مقتبس من الكتب السابقة وخاصة التوراة والانجيل ؛ ومن من قال بانه مقتبس من الشعر الجاهلى ومنهن من قال بانه من الشيطان ؛ ولكن لو نظرنا الى كل هذه الشبهات نرى انها تناقض بعض ولكن سوف يتركز بحثنا اليوم حول شبهة اقتباس القران الكريم من الانجيل
ولكن عزيزى القارىء تعالى مع لنعرف ماهى العقيدة الاسلامية وبما تؤمن ولعلك تدركه من هذه الاية الكريمة ؛ يقول المولى عز وجل ؛ بسم الله الرحمن الرحيم {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285
اتدرك معنى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمن كل امن بالله وكتبه ورسله ؟ العقيدة الاسلامية تقوم على الايمان بان المولى عز وجل انزل التوراة والانجيل ولكن نحن نؤمن بهما كما انزهلما الله عز وجل وليس كما تم تحريفهم ؛ لذلك فالايمان بالانجيل والتوراة هو شرط من شروط الاسلام وليس الاسلام فقط بل هو من اهم شروط الايمان الذى اذا غاب احدهم انتقص الايمان وهى ان نؤمن بالله وملائكته وكتبه وباليوم الاخر والقداء والقدر خيره وشره ؛ الشاهد من كلامى حول ما يفريه اهل الكتاب من شبه حول القران الكريم ومصده ؛ وهى اقتباس القر ان الكريم من الانجيل او التوراة ؛ قد بينا اننا كمسلمين نؤمن بجميع الاديان السماوية والكتب الذى انزلها المولى عز وجل لذلك فان جوهر الاديان السماوية واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له هذا جوهر جميع الاديان السماوية وهذا المبدا الذى تقوم جميع الاديان السماوية لا يستطيع احد ان ينكره فلا تجد انسان مسيحى او يهودى او مسلم الا ويقر انه يعبد اله واحد ولا يشرك به شىء وان اختلف الثلاثة فى من يعبدونه ؛ لكن الفكرة واحدة وهى التوحيد ؛ هناك جوهر اخر لاديان السماوية وهى ان جميع الكتب والرسل اتو ليامروا بالمعروف وينهون عن المنكر وفى هذا الجوهر يوجد اختلاف حيال المحرمات والمحلالات فى الاديان فمنها من اثبته صحته العلم الحديث ومنها من اثبت خطأه بالعلم ايضا ولكن لناتى الى صلب الشبهة ؛ بما ان المسلمون يؤمنون باله واحد انزل التوراة والانجيل
فما المانع بان يكون هناك بعض الاحكام التى انزلها الله فى كتبه السابقة تتشابه مع الاحكام التى جاءت فى القران مع التنويه على اختلاف الصيغ واحكام اللفظ والتصحيح البلاغى فلنجد مثلا ان النصارى يجدون فى كتابهم ان السرقة حرام وينظرون الى القران فيجدون ايضا السرقة حرام فياخدون ذلك ويقولوا عليه الاقاويل ويصنعون منها عيدا بانهم وجدوا فى القران ما هو مقتبس من الانجيل ؛ اى عقل هذا
من الطبيعى ان توافق بعض المحرمات فى الانجيل بعض المحرمات فى القران الكريم ولكن ارجو الانتباه الى كلمة بعض فانا اركز عيها جيدا لان ليس كل ما هو محرم فى الانجيل محرم فى القران والعكس ؛ فما المانع اذا ان يامرنا القران الكريم بان لا نكذب ويوافق فى ذلك الكتاب المقدس مثلا علما بان الكتاب المقدس لا يحرم الكذب وشهادة الزور ؛ ولكن اخوتى فى الله ويا احبابى فى رسول الله لنرى اول من اثار هذه الشبه وماذا كان وقفه وماذا كان الرد عليه
قد زعم القس شورش وقام بترويج هذه الشبهات والقدح فى مصدر القران الكريم ولكن لاسف وجد نفسه امام حصن منيع وسد عال ما به ثقاب اسمه احمد ديات ؛ فقد اثار القس شورش قصية اقتباس القران الكريم من الانجيل والتوراة فماذا كان رد شيخنا العلامة احمد ديدات رحمه الله وجلعه مع من يحب ويرضى ومع من ظل طوال حياته يدافع عنه ولا نزكى احدا على الله ؛ كان رد الشيخ ديدات هو
أي شيء في الكتاب المقدس يستحق النسخ أو الاقتباس؟ وتحدى الشيخ ديدات القس شورش بعد ذلك بان ياتى له بنص واحد من القران الكريم مقتبس من الكتب الاخرى فعجز عن ذلك ؛ وكان ذلك هو محور الاهتام بعد ذلك فى سعى النصارى جاهدين بان يجدوا اقتباسات فى القران الكريم حتى لا يقفوا موقف القس شورش ولكن ماذا وجدوا؟ وجدوا ان القران يقول الجنة للصالحين وعنده ايضا ذلك ؛ فقالو ان القران يقتبس من الانجيل؛اى هراء هذا ؟ ولنرى بعض الشبه حول زعمهم بهذه الاقتباسات
-1 المزمزر 37\11 يقول"الأبرار يرثون الأرض " ( والقران يقول ){ و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون( اترى نص القران ؟ فى بدء الاية يقول لقد كتبنا اقر القران الكريم ان زلك انزله المولى عز وجل فى الزبور لتعرف مدى مصداقية القران اما الفقرة نفسها تم نقلها من الزبور الى انجيلمتى (5/5) ولم يزكر انه نقلها من الزبور
الشبهة الثانية : قول الانجيل ( ما لم ترى عين وما لم تسمع اذن وما لم يخطر على با ل انسان اعده الله للذين يحبونه ) ومقارنة ذلك ب( اعددت لعبادى ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) وللرد على هذه الشبه نرجو تزكر ما قيل فى بادية المقا ل وهو ان جوهر الاديان واحد فمن الطبيعى ان يكون مثل هذا المعنى قد ذكر فى التوراة وقاله المولى عز وجل فى حديثه القدسى ولكن لنرى الفرق الشا سع بين التعبيرى اللغوى بينهم ؛ فالاول يقول (ما لم يخطر على بال بشر) وهنا نسال ما هو بال البشر؟ البال ياتى من التفكير والتامل والتدير وهذا كله ناتج من العقل اذا قد ربط نص الانجيل بين التمنى والعقل ولكن هيهات هيهات لهذا الفكر فا الفماجأة الكبرى ان التمنى ليس مصدره العقل كما يذكر نص الانجيل ولكن التمنى مصدره القلب عملية التمنى تمر بدورة كاملة وهى اولا يتفكر الانسان بعقل فيرى ما هو يمتعه بعد اذأ يتامل فى ذلك ؛ فبعد ذلك يمرح بخياله بانه يكون فى مثل هذا الذى يتامل فيه وهنا تقف وظيفة العقل ثم ياتى القلب للتمنى وليس العقل والبال كما ورد فى الكتاب المقدس وانظر الى النص الثانى ( ولا خطر على قلب بشر ) هل تتامل معنى خطر على قلب بشر؟ ان القلب هو مصدر التمنى الحقيقى وليس البال كما يدعى الكتاب المقدس
الشبهة الثالثة : النص فى الكتاب المقدس( واقول لكم ايضا ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غنى ملكوت الله ) والشبه هو اقتباس القران الكريم هذا النص من الانجيل فى قول المولى عز وجل ({إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40
وللرد على هذه الشبهة ؛ هناك حقيقة غائبة عن من وضعوا العصابة السوداء على اعينهم وهى ان الرسول صلى الله
عليه وسلم لم يكن يعرف الكتابة ولا القراة ولم يقرا فى انجيل او توراة قط فكيف له ان يقرا وياتى بمثل هذا التعبير ولك ايها النصرانى قبل المسلم ان ترى الفرق بين التعبيرين الاول (مرور جمل من ثقب ابرة ) والثانى ( حتى يلج الجمل من سم الخياط) بالله عليك اى التعبيرين تستطيع ان تقر بانه من عند الله فانا لا انكر ان الله قد يكون قال ذلك فى التوراة والانجيل ولكن قد تم تحريفه او قد يكون تم ترجمته خطا ؛ وبمناسبة الترجمة فان محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف لغة غير العربية ولكم يتم ترجمة الانجيل الا بعد ظهور الاسلام بمائة عام اى بقرن من الزمان حيث كان أسقف اشبيلية يوحنا أول من ترجم التوراة إلى العربية عام 750م ، ثم ترجمها سعدية بن يوسف عام 942م ، وكتبها بأحرف عبرية ، ثم كتبها يافث بن علي في أواخر ذلك القرن فكيف يكون اقتبسها محمد من الانجيل؟
كانت هذه احدى الشبهات حول القدح فى مصدر القران الكريم التى يتناولها النصارى ولكن اليكم القول الفصيح فى الرد على عباد المسيح حول شبهة اقتباس القران الكريم من الكتاب المقدس
1- لا ريب في أنه لو كان الكتاب المقدس من عند الله لوجدنا صوراً أكثر من التشابه و التماثل التي تقتضيها وحدة المصدر و الهدف ، و لا يعني حينذاك بأن القرآن مقتبس من الكتب السابقة ، بل ذلك معناه أن الله كما أنزل هذه المعاني على الأنبياء السابقين أنزلها على رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم.
2-ولو صح ذلك لاتخذه أعداؤه من المشركين حجة لهم ، بهدف الطعن فيه ، وهم الذين تعلقوا بأوهى التهم كزعمهم أنه تعلم من رومي حداد أعجمي ، فرد عليهم القرآن الكريم ، قال تعالى : { ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} (النحل:103) .
3-أن النبي صلى الله عليه وسلم أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب ، ولم يثبت أنه رأى التوراة والانجيل أو قرأ فيهما أو نقل منهما .
4-أن القرآن الكريم فضح اليهود والنصارى ، وهتك أستارهم ، وذمهم ، كما في قوله تعالى : { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا } (النساء:171) ، ولو كانوا معلِّمين للرسول لمدحهم القرآن ، وأثنى عليهم .
5- أن أحكام الشريعة الإسلامية كانت تتنزَّل متدرجة حسب الحوادث ، والوقائع ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتوقف في الحكم على بعض الأمور حتى ينزل الوحي عليه ، مما يدل على أنه ليس لديه علم سابق ، ولم يسأل أهل الكتاب .
6- ومما يُرد به على هذه الشبهة كذلك وجود اختلاف مع أهل الكتاب في كثيرٍ من الأحكام ، بل إن مخالفتهم مقصدٌ شرعي حث الشرع عليه في نصوص كثيرة؛ من ذلك ما جاء في الحديث الصحيح : (خالفوا اليهود والنصارى ،فإنهم لا يصلون في خفافهم ، ولا في نعالهم ) رواه ابن حبان و أبو داود وصححه الألباني .
7- تنبه لبطلان هذه الشبهة بعض المفكرين الغربيين أمثال الفرنسي "الكونت هنري دي كاستري"حيث قال : "ولقد يستحيل أن يكون هذا الاعتقاد وصل إلى النبي محمد من مطالعة التوراة والإنجيل" .
ويقول المستشرق دوزي : "أما أواسط بلاد العرب ، وفي قلب جزيرتهم ...فلم تنجح فيه الدعاية للدين المسيحي " .
وهكذا نرى أن هذه الشبهة مردودة على أصحابها ، وأن الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وأن ما يثيره هؤلاء الحاقدون إنما القصد منه إبعاد الناس عن قبول الحق واتباعه ، وأنّى لهم ذلك ، فالحق له نوره الوهّاج الذي يبدد الظلمات من طريقه، قال تعالى: { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون } (التوبة:32
