شبهة إنكار نزول الحديد من السماء فى القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
ينكر احد المواقع النصرانية الإعجاز القرآنى فى سورة الحديد ان الحديد عنصر غريب وفد إلى الارض ولم يتكون فيها [وانزلنا الحديدفيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب
إن الله قوى عزيز]
يقول الموقع انه مستعد للإعتراف بهذا الإعجاز القرآنى المتمثل فى كلمة[أنزلنا] والتى تعنى نزوله من الفضاء الخارجى ولكن بشرط معرفة كلمة [أنزلنا] فى سورة الزمر[وانزل لكم من الأنعام ثمانية ازواج]
ويعرض الموقع تفاسير [الجلالين ,الطبرى,وابن كثير]
والتى تدور حول ان معنى انزلنا اى[خلقنا] وبالتالى فكلمة [انزلنا]فى صورة الحديد هى بمعنى [خلقنا ]ايضا وليس معناها ان الحديد هبط من الفضاء الخارجى ويحاول الموقع تأكيد كلامه بالإستشهاد بآية اخرى وهى[يا بنى آدم قد أنزلناعليكم لباساً]ويقول ان اللباس وهى[الملابس]لم تنزل علينا من الفضاء الخارجى .
.....
وقد رد على هذا الموقع عدد من الاخوة المسلمين لتأكيد ان [انزلنا ]بمعنى الهبوط من اعلى لأسفل عن طريق حديث علباء بن احمد عن عكرمة ان بن عباس قال [ثلاثة اشياء نزلت مع آدم السندان,والكلبتان والميقعة يعنى المطرقة]
فرد الموقع ان هذه الاشياء لو نزلت مع آدم فمعنى ذلك انها ليست من إبتكار الإنسان وهذا ما
يرفضه العلم الحديث ,, كما ان هذه الأشياء ليست خام الحديد نفسه ولكنها مصنوعات حديدية
ويستطرد الموقع ان روى عمر رضى الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال[إن الله انزل اربع بركات على الأرض الحديد والنار والماء والملح] ولهذا يجب ان نتقبل ان النار والماء والملح هبطوا من الفضاء الخارجى ايضا مثل الحديد
....
احد الأخوة المسلمين رد على الموقع ان [انزلنا]فى سورة الزمر ليس معناها انها هبطت من السماء ولكن معناها الحلول اى ان الله خلق الأنعام[كما فى سورة النحل..والأنعام خلقها] ثم تكاثرت الأنعام وهى على الأرض والذى يؤكد ذلك انه هناك حرف[من] قبل [الأنعام] اى خلق من ظهورها نتاجاً فكيف يخلق الله انعاماً ثم تنتج ذرية تهبط من السماء و الأنعام اساساً على الأرض
...
فرد الموقع ان تفسير[القرطبى] يختلف مع هذا الكلام لأن القرطبى يقول ان الله خلق هذه الأنعام فى الجنة مع آدم ونزلت معه الى الارض
...
خلاصة ما يريد ان يقوله الموقع ان هناك تفاسير تؤكد ان[ انزلنا] بمعنى[ خلقنا] وإذا كان هناك تفسير ان [انزلنا فى سورة الحديد ] بمعنى الهبوط فيجب ان نطبقه على [انزلنا فى سورة الزمر]على الأنعام و[انزلنا فى سورةالأعراف] على اللباس ..وإذا كان هناك احاديث حول نزول مصنوعات حديدية مع آدم فهذا لا يثبت نزول خام الحديد نفسه ..وتفسير القرطبى ينفى ان [انزلنا] فى سورة الزمر بمعنى خلقنا ولكن بمعنى [هبوط الأنعام من السماء]
....
...واود ان اعقب اولا قبل ان يشاركنى الأخوة الكرام
إذا اخذنا كلمة[انزلنا ] فيجب ان نحكم على معناها من سياق الآية التى وردت فيها ولا نقارنها بآية اخرى وردت فيها نفس الكلمة لأن سياق الآ ية الاخرى قد يكون مختلف فتختلف معه كلمة [انزلنا]
وهذا هو الخطأ الذى وقع فيه النصارى
[لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد]
من اين جاءت الكتب السماوية ؟ الم تنزل من السماء على انبياء الله على الارض
الم ينزل الزبور والواح التوراة على داوود وموسى على الارض
إذن كلمة[انزلنا معهم ]معناها انها نزلت من السماء إلى الارض
وبالتالى فإن سيا ق الآية يتجه إلى بيان بعض ما انزله الله على عباده من السماء وجاءت[وانزلنا الحديد]معطوفة على ما قبلها لتبين إستمرارية الآية فى عرض صورة اخرى من صور الإنزال من السماء على الارض بعد إنزال الكتاب والميزان...إذن انزلنا الحديد معناه هبوطه من السماء
...
اما سورة الزمر فالآية تتحدث عن خلق الإنسان ثم جاء ذكر الأنعام
[خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وا نزل لكم من الانعام ثمانية ازواج يخلقكم فى بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق فى ظلمات ثلاث]
إذن سياق الآية تتحدث عن الخلق لذلك [انزلنا] معناها هنا الخلق ....وإذا اخذنا تفسير القرطبى ان الأنعام نزلت من السماء مع آدم فلا إختلاف لأننا كما قلنا لا نأخذ معنى كلمة لها عدة معانى من آيات مختلفة ولكن نأخذ معناها من سياق الآية التى ذكرت فيها
فمعنى كلمة [انزلنا] فى سورة الحديد هو الهبوط من السماء مهما كان معنى كلمة[انزلنا] فى سورة الزمر سواء كانت الخلق او الهبوط
وان كنت اصبت فمن الله وان كنت اخطأت فمن نفسى والشيطان
الرد على شبهة إنزال الحديد
بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على الصادق الأمين ، وبعد :
هذه الشبهة من أضعف الشبهات التي رأيتها في حياتي... وفي الواقع ، لا أرى مبررا لتسميتها شبهة أصلا!
تقول الشبهة : استخدم القرآن لفظ الإنزال في سبيل المجاز لا على سبيل الهبوط الفعلي من الأعلى إلى أسفل... فعلى سبيل المثال ، القرآن يقول في سورة الزمر : (( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أزواج ... (6) )). فهل أنزلت الأنعام أيضا من السماء؟؟!! ... أمر مضحك فعلا. كما يشير القرآن في عشرات الآيات إلى إنزال الماء من السماء ... فل يعني ذلك أن منشأ الماء لم يكن من الأرض؟ ما اكتشفه العلم الحديث يؤكد أن الماء أخرجت من باطن الأرض على هيئة بخار ماء عبر البراكين وليس عبر نيازك من السماء!!
الـــــرد :
هذا الكلام على رأسنا من فوق ، واستخدام المجاز ممكن ومقبول.. ولكن ، قد يوجد ما ينفي استخدام المجاز عن إنزال الحديد ... فهل ورد عن إنزال الحديد ما ينفي المجاز؟؟
أخرج الديلمى حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه : ((إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض فأنزل الحديد والنار والماء والملح )) (الديلمى عن ابن عمر)
أخرجه الديلمى (1/175 ، رقم 656) .
لاحظ قوله عليه السلام "" من السماء إلى الأرض "" ، هذا ربط صريح بالمكان لا ريب فيه ويستحيل فيه المجاز بتاتا... وانتهى إلى هنا الرد بالنسبة للحديد.
أما بالنسبة للماء : لا أحد في العالم لا يعلم أن الماء لا ينزل إلى الأرض من السماء عن طريق السحاب إلا من فقد عقله... يقول الله -عز وجل- مفصلا كيفية نزول الماء : ((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) [الأعراف : 57]
وهذا ضمن دورة يسميها العلماء " water cycle " ، وهي دورة محكمة لا تزيد فيها كمية ماء المطر ولا تنقص ، ويشرحها رسول الله -عليه السلام- في حديث مذهل قمة في الإعجاز... يقول الصادق المصدوق : ((ما من عام بأقل مطرا من عام ولكن الله تعالى يصرفه حيث يشاء )) .
الراوي : عبدالله بن عباس
خلاصة الدرجة : صحيح على شرط الشيخين
المحدث : الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2461
كما اكتشف العلماء كميات من الماء المالح في أنواع من النيازك.. وهذا أيضا يوافق كتاب الله ولا يعارضه.
... ولكن هل يعني هذا أن منشأ الماء في السماء وليس من باطن الأرض؟؟؟
يجيبنا القرآن في معجزة جديدة... فيقول الله -عز وجل- في سياق الحديث عن نشأة الكون : ((أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31) )) [النازعات].
وأكرر وأشدد أن ذلك في سياق الحديث عن نشأة الكون... نلاحظ قوله تعالى : (( أخرج منها ماءها ومرعاها )). فأما علميا ، فإن الفكرة السائدة والمعروفة عن مصدر مياه الأرض هو بخار الماء الخارج مع البراكين إلى الغلاف الجوي... فماذا بعد ذلك من بيان؟!
انتهى بعون الله