اسهل طريقه لطلب العلم العلامه الالبانى
الشيخ رحمه الله: الذي أعتقده أن الأسلوب السهل بالنسبة لعامة طلاب العلم أن يعنوا بحفظ الأحاديث الصحيحة،
اعتمادًا منهم على أهل الحديث الذين عنوا بتمييز الصحيح والضعيف؛ يعني -مثلاً- نقول لطلاب العلم:
عليكم أن تعتنوا بدراسة الصحيحين: (البخاري ومسلم)، بلاش دراسة السنن بما فيها من الضعاف
وربما بعضها من [ .. ]، ولا أعني الحفظ بمعنى كما يحفظ قارئ القرآن للقرآن، وإنما أن يتدارس -دائمًا وأبدًا-
هذه الكتب التي تسمى بالصحاح؛ ولكن أعني بالصحاح المعنى العام الذي يشمل السنن أيضًا، وهذا ما يحتاج إلى زمن طويل،
وفي أثناء ذلك ينشغل بالتحقيق بمعنى فهم هذه الأحاديث فهمًا صحيحًا وذلك لا يمكنه إلا بالرجوع إلى كتب أهل العلم
الذين عنوا بتفسير هذه الأحاديث، وببيان الأحكام التي تصنف منها، فهذه الخطة الأولى التي ينبغي أن يسير عليها الطالب.
ويدخل في هذا المنهج: قراءة بعض الكتب الجامعة لأحاديث أبواب الفقه مثل -مثلاً-: (بلوغ المرام) للحافظ: "ابن حجر العسقلاني"
؛ حيث أنه -في الغالب-[بنسبة تسعين أو أكثر] لا يسكت عن حديث إلا ويبين مرتبته من الصحة أو الحسن أو الضعف.
كذلك كتب أخرى -وإن لم تشتهر- كمثل: "الإلمام بأحاديث الأحكام" ونحو ذلك،
المهم أن طالب العلم يتوجه إلى أن تكون دراسته محصورة في الأحاديث الصحيحة
من جهة، وفي فهم هذه الأحاديث على ضوء شرح علماء الحديث من معاني وأحكام.
بعد ذلك هذا الطالب سيجد نفسه أنه يشعر أنه أتى -تقريبًا- على هذه الأحاديث الصحيحة،
وامتلأ صدره فهمًا وتأثرًا بها، ويجد نفسه بعد ذلك بحاجة إلى أن يستزيد من المعرفة من الأحاديث الأخرى،
وينتقل بعد ذلك إلى مثل كتب التخريجات، والكتب الأخرى التي فيها تمييز الصحيح من الضعيف وهكذا يمشي خطوات، والناس في هذا المجال ولا شك سوف
يختلفون اختلافًا كبيرًا على حسب استعداداتهم النفسية والحفظية ونحو ذلك؛ لكن البدء يكون بالأحاديث الصحيحة عناية بدراستها وبفهمها، هذا الذي يبدو لي -والله أعلم-.