الخوف يؤدي إلى القلق النفسي
الخوف يؤدي إلى القلق النفسي
" الأمن النفسي"
ودوره في الحياة الزوجية بغض النظر عما يأتي أولا أهو الأمن النفسي أم الأمن الفيزيولوجي أم الجسمي حيث اختلف حول ذلك الواقعيون والأكاديميون، فإن الأمن النفسي يبقى مطلباً أساسياً من مطالب الذات الإنسانية ولا يستطيع الإنسان أن يحيا حياة يملؤها الإنسانية مالم يتوفر ذلك الجانب الهام.
الأمن النفسي مصطلح
عام يعبر عن نظرية (الحاجات النفسية) وقبل أن نورد تعريف "ماكدوغال Mcdogal " لنظرية الحاجات النفسية أود أن أقول بأن القرآن الكريم قد أعطى تعريفا وافياً للأمن النفسي فصوره مرة بالمودة وبالرحمة مرة أخرى بين الزوجين، وصور الزوجات سكنا ولباسا ومتاعا ومتعة.. وكل ذلك من أشكال الأمن النفسي في الحياة الزوجية.
الأمن النفسي والفسيولوجي
أما تعريفه فهو ضمان كلاا الطرفين الحصول على دفق مستمر من الحب والعاطفة والمودة والحنان والطمأنينة وإشباع الرغبات النفسية والعاطفية بشكل مستمر غير قابل للانقطاع وهناك رديف للأمن النفسي في الحياة الزوجة الإ وهو الأمن الفزيولوجي أو الجسدي والذي يتفوق برأيي على الأمن النفسي لدى زوجات اليوم، ومعناه الحصول على الحاجات المادية وإشباع الرغبات الفزيولوجية للمرأة من مسكن ومأكل وملبس وسيارة وخدم وحشم وخدمات مادية أخرى.
تتبدى أهمية الأمن الفزيولوجي عند فقدانه :
حيث أن فقدانه يبين مدى أهميته الكبيرة بالنسبة للزوجة في مجتمعاتنا لأن معظم حالات القلق تأتي من الخوف من الأمراض والتخوف من المستقبل أحياناً أو من السفر بالطائرة أو خسارة التجارة والخوف من الوقوع في الإفلاس أو فقدان المعيل في الأسرة الخ...
التخلي عن الأمن
هل القلق هو حالة من حالات التعبير عن فقدان الأمن النفسي؟
وللإجابة يمكننا القول بأن الأمن النفسي كما عرفناه شيء والأمن الفزيولوجي شيء آخر
وهناك العديد من الأمثلة في واقع مجتمعاتنا الخليجية ففي كثير من الحالات عندما يوفر الزوج لزوجته مسكناً فاخراً وأثاثاً ومصروفاً شهرياً عالياً ويؤمن لها الخدم والحشم ويوفر لها السفر إلى بلاد السياحة كل عام نجد أن الزوجة تتخلى عن الأمن النفسي وتضعه في المرتبة الثانية ولهذا السبب نجد أن كثيراً من الزوجات عند وقوع حالات الطلاق تقول أريد بيتي أريد مصروفي أريد النفقة أريد مسكناً محترماً لي ولأولادي وكثير من الزوجات يتحملن بؤس الزوج وصعوبة طباعه وبخله النفسي والعاطفي في سبيل أنها تتمتع بمزايا مادية لا تريد التضحية بها.
إذاً فالزوجة مهما توفرت لها الخدمات المادية والرفاهية فإنها تحتاج إلى الأمن النفسي أولاً.
هذا الكلام نظرياً غير صحيح فالإنسان بحاجة إلى الحب والحنان والعاطفة واللمسة الحانية من المهد إلى اللحد وليس شرطاً أن يقوم الأمن النفسي على الحب وحده ولكننا وجدنا في دراسة أجريناها ميدانياً على 100 امرأة متزوجة وجدنا أن 60% منهن يقبلن ببؤس الزوج وشحه العاطفي وقساوة معاملته والبعض منهن تعرف أنه يخونها ومع ذلك تصبر على زوجها وعلى معاملته لأنها لا تريد أن تخسر الأمن الفزيولوجي ، المادي والجسدي، المتوفر لها في ظلال ذلك الرجل.
دوافع القبول
ربما يكون ذلك ليس من أجل الأمن المادي وحسب بل من أجل أطفالها كي لا يعيشوا مشردين أو من أجل سمعتها كي لا تحمل لقب مطلقة أو من أجل أسرتها وعشيرتها، هذا ينطبق على بعض الحالات وليس كلها علماً بأنه مع الأفضل أن يعيش الأطفال مع أم مطلقة أحياناً وذلك خير لهم من العيش مع أب مدمن أو عصبي يضرب أمهم ويسبها ويشتمها على مرآى ومسمع منهم فينشؤوا منحرفين محرومين عاطفياً ونكرر أن انفصالهم عن هذا الأب أفضل من وجودهم معه بكثير وقد تتحمل الزوجة سوء الحياة الزوجية لأنها في بيت أهلها لا تجد تلك الخدمات أو لأنها من جنسية غير جنسية الزوج كثير من الزوجات يأتين وتقول إحداهن منذ سنوات لم أخرج معه إلى مطعم ومنذ أشهر لم نجلس معا حتى ولو ساعة واحدة أتمنى أن أسافر معه وهكذا نجد أن المؤسسة الزوجية أصبحت مؤسسة فندقية خدمية من فئة خمسة نجوم.
منقول للفائدة
