إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين , وأصلى وأسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الغر الميامين.
أما بعد , فقد قرأت موضوعا بعنوان ( سِنْ السيدة عائشة لما تزوجت الرسول ص ) وضعه الأخ أبو أنس وحاول فيه أن يثبت أن سن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم كان 17 سنة !
وأنا الحقيقة لما قرأت الموضوع وردود الأخوة الأفاضل حاولت أن أساهم بردي المتواضع فى الموضوع فوجدت الموضوع مغلقاً فأحببت أن أفرد الرد فى موضوع مستقل والله المستعان
أولا: يقول الأخ أبو أنس أنه من ( الثابت تاريخيا أن السيده عائشة رضي الله عنها ولدت عام البعثه )
وأنا لا أعلم حقيقة من أين أتى أخى أبو أنس بهذه المعلومة ففى جميع المصادر التى بحثت فيها عن سنة مولد أم المومنين عائشة رضي الله عنها قالت أنها رضي الله عنها ولدت فى السنة الرابعة بعد البعثة النبوية وأن النبي تزوجها قبل الهجرة بسنتين وقيل ثلاثة وكان عمرها ست أو سبع سنين ودخل بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين فى شوال وأقامت في صحبته ثمانية أعوام و خمسة أشهر و توفي عنها وهي ابنة ثمانى عشرة سنة وعاشت رضي الله عنها خمسا وستين سنة و توفيت بالمدينة زمن معاوية ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان سنة سبع و خمسين و قيل ثمان و خمسين
هذا مانقله العلماء فى كتبهم وأنا أنقل هذا الكلام من كتاب الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة للإمام بدر الدين الزركشي وهو كتاب ماتع ذكر فيه الشيخ فى بابه الأول هذا الكلام تحت عنوان فصل فى ذكر شيء من حالها رضي الله عنها وأرضاها
ومن الملاحظ أن وفاتها كانت فى سنة سبع وخمسين وقيل ثمان وخمسين وعمرها خمسا وستين , وبحسبة بسيطة جدا يتبين لنا أننا لو قلنا أنه ماتت سنة 57 هجريا وتزوجها النبي قبل الهجرة بسنتين اذن
57+2= 59
ثم نجمع عليها ست سنين (وهو عمرها حينما تزوجها النبي ) يصبح الناتج
59+6=65 سنة وهو عمرها حين ماتت رضي الله عنها وأرضاها.
أرجو أن أكون وفقت فى عرض هذا الموضوع
ثانيا: الحقيقة أننى نصبت هذا الموضوع لما رأيت أن النصارى وغيرهم من الملحدين يدندنون حول سن السيدة عائشة رضي الله عنها وأنا أعلم أن الأخوة فى هذا المنتدى المبارك قد أفاضوا جدا فى الرد على هذه الشبهة - أسأل الله عز وجل أن يكون عملهم هذا فى ميزان حسناتهم يوم القيامة - ومع هذا فما زال عباد الصليب وغيرهم يتكلمون عن هذه الشبهة , وأنا أقول كما قال ربنا جل وعلا ( ولئن أتيت الذين أتوا الكتاب بكل آية ماتبعوا قبلتك ) فصدق ربنا
فاعلموا أخوتى أن عملنا فى هذا المنتدى هوالرد على الشبهة وماذا علينا ان لم يفهم البقر

ثالثا: أورد الحافظ بن كثير فى كتابه البداية والنهاية وهو يتحدث عن زواج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال: "اننى رأيت فى الشام البنات يتزوجن وما أكملن الثامنة"
وهو هنا يتحدث عن عصره , اذن فما الانكار فى زواج أم المؤمنين عائشة فى هذه السن؟!!!

رابعا: فى أثناء الردود على الموضوع المذكور فوجئت بأخى أبو أنس يقول أنه (يمكن أن السيدة عائشة تكلمت عن سنها وفق التقاليد فكان الحديث في سياق التقاليد بحيث يصغر الناس سنهم )!
وهذا من أعجب ماسمعت ... أيقال هذا عن أم المؤمنين عائشة .. لا والله حاشاها أن تتكلم الا بالصدق وهي التى تربت فى بيت الصديقية وأبوها هو صديق هذه الأمة ولو جاز أن يقال هذا عن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيمكن أن يأتى علينا زمان ننكر كل حديث لانفهمه بعقولنا القاصرة ونقول ( أصل النبى كان بيهزر والعياذ بالله - وعلى فكرة قيل ذلك والله المستعان - )
أما الذى قال هذا وهو الأستاذ خالد الجندي فقد أخطأ جدا فى ذلك وأنا لا أدرى من أين أتى بهذا الكلام الباطل المفترى على الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
فياجماعة مش علشان النصارى الأغبياء أولاد الأغبياء مش عايزين يصدقوا كلامنا وردودنا ننكر أحاديث صحيحة أو نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان بيهزر أو ان السيدة عائشة كانت بتخبى سنها الحقيقى حسب التقاليد .... الله المستعان

وأخيرا أقول " ان هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم "
و" لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه "
أرجوا ان تكون الرسالة وصلت...
آسف على الاطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته