عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كنت اناظر ملحدًا حول آية 86 من سورة الكهف ، فقلت له ببساطة ان تفسيره خاطئ واردفت له بعض تفاسير العلماء الكبار مثل أبن كثير والطبري والقرطبي وغيرهم ... ولكن هذا الملحد يقول لي انه لا يمكن الاستعانة بتفاسير هؤلاء !!!! لانهم وبحسب قوله متحيزون حول دين الإسلام وسيفسرون القران باي طريقك للدفاع عنه !!!! فما هو الرد المناسب ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
وضّحت لك قبل ذلك أنّ الحوار مع الملحد يكون في الاصول لا في الفروع أو في فروع الفروع لأنه يستنزفك بدون طائل
المفسرون هم أهل الإختصاص و أهل هذا العلم و أهل الذكر عندهم علوم خاصة بالتفسير فلا يفسرون بالهوى كما يفعل الملحدون بالتفسير بما يخدم مأربهم وهواهم
فما هي مؤهلات الملحد ليؤخذ بتفسيره و يترك تفاسير أصحاب هذا العلم !؟ فهم أحق بالتصديق
مع العلم أنّ التفسير الخطأ أو الذي يحتوي على مبالغة أو تكلّف لا يؤخذ به إن كان مخالف لصحيح المنقول من الكتاب و السنة فالتفاسير فيها الغث و الثمين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ما جاء عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُ حَقٌّ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِفِطْرَةِ الْخَلَائِقِ ، وَمَا جُعِلَ فِيهِمْ مِنْ الْعُقُولِ الصَّرِيحَةِ، والقصود الصَّحِيحَة ، لَا يُخَالِفُ الْعَقْلَ الصَّرِيحَ ، وَلَا الْقَصْدَ الصَّحِيحَ ، وَلَا الْفِطْرَةَ الْمُسْتَقِيمَةَ ، وَلَا النَّقْلَ الصَّحِيحَ الثَّابِتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا يَظُنُّ تَعَارُضَهَا : مَنْ صَدَّقَ بِبَاطِلِ مِنْ النُّقُولِ ، أَوْ فَهِمَ مِنْهُ مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ ، أَوْ اعْتَقَدَ شَيْئًا ظَنَّهُ مِنْ الْعَقْلِيَّاتِ وَهُوَ مِنْ الجهليات ، أَوْ مِنْ الْكُشُوفَاتِ وَهُوَ مِنْ الكسوفات إنْ كَانَ ذَلِكَ مُعَارِضًا لِمَنْقُولِ صَحِيحٍ وَإِلَّا عَارَضَ بِالْعَقْلِ الصَّرِيحِ ، أَوْ الْكَشْفِ الصَّحِيح ِ، مَا يَظُنُّهُ مَنْقُولًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَكُونُ كَذِبًا عَلَيْهِ ، أَوْ مَا يَظُنُّهُ لَفْظًا دَالًّا عَلَى شَيْءٍ وَلَا يَكُونُ دَالًّا عَلَيْهِ " انتهى . "الرسالة العرشية" (ص: 35) .
وقال أيضا :
" ما خالف العقل الصريح فهو باطلٌ . وليس في الكتاب والسنَّةِ والإجماع باطل ، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعضُ النَّاس ، أو يفهمون منها معنى باطلاً ، فالآفةُ منهم ، لا من الكتاب والسُّنَّة " انتهى .
"مجموع الفتاوى" ( 11 / 490 ) .
مثلاً عندما يختلف غير دارسين الطب في مسألة طبية فإلى مَن يذهبون هل يذهبون الى المتخصصين المؤهلين أهل الطب أم يذهبون للملحد غير الدارس و غير المتخصص !؟ كذلك كل العلوم و الفنون
ثم إن النص صريح بدون حتى اللجوء الى التفاسير : ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ )
راجع الموضوع التالي
http://www.ebnmaryam.com/vb/t211780.html
جزاك الله خيرا ... والأصل ان الملحد هو من رمى هذه الشبهة علي ، فكان الرد واجب علي ، ومن المثير للضحك انني بالفعل قلت له ما قلته انت لي ، لكنه لا يزال يعاند ويكابر ....بغض النظر فإن الأمر واضح وضوح الشمس لأي قارئ بإن هذه الشبهة واهية ...