السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نوفق بين النسخ وبين قوله تعالى : " لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ " "لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ " ?
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نوفق بين النسخ وبين قوله تعالى : " لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ " "لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ " ?
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبه لقوله تعالي في سورة الكهف
لا مبدل لكلماته
نقرأ اولا الاية كامله والتي تقول
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً (27) الكهف
ننظر اخي الفاضل الي امر الله للحبيب :salla:
"وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ"
هذا امر من الله للرسول بتلاوه القرآن وابلاغه للناس
كقوله تعالي
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ (67) المائدة
حيث تعهد الله سبحانه وتعالي بحفظ كتابه العزيز من التحريف والعبث الذي طال باسفار اهل الكتاب
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر
لذلك كان باقي الايه
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ
هو تاكيد منه سبحانه وتعالي علي حفظ كتابه
يقول الامام ابن كثير في تفسيره :
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى الناس: { لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَـٰتِهِ } أي: لا مغير لها، ولا محرّف ولا مزيل .
اما قوله تعالي " لا تبديل لكلمات الله "
فلننظر اخي الفاضل الي سياق الايات لكي نفهم مراده سبجانه وتعالي
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) يونس
فكلمات الله هنا هي وعوده لتلك الفئه الصالحه
لهم البشري في الحياه الدنيا وفي الاخره جنات النعيم
يقول ابن كثير :
وقوله: { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } أي: هذا الوعد لا يبدل ولا يخلف، ولا يغير، بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة { ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }.
اما بخصوص الناسخ والمنسوخ
يقول الامام بن الجوزي في نواسخ القران :
النسخ في اللغة علي معنيين الأول الرفع والإزالة يقال نسخت الشمس الظل إذا رفعت ظل الغداة بطلوعها وخلفه ضوؤها ومنه قوله تعالى " فينسخ الله ما يلقي الشيطان "
والثاني تصوير مثل المكتوب في محل آخر يقولون نساخت الكتب ومنه قوله تعالى " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون "
وإذا أطلق النسخ في الشريعة أريد به المعنى الأول لأنه رفع الحكم الذي ثبت تكليفه للعباد إما بإسقاطه إلى غير بدل أو إلى بدل .
فليس ثمه تعارض اخي الحبيب
وكيف التعارض والله تعالي يقول :
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) البقرة
حياك الله اخي الحبيب وبارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نوفق بين النسخ وبين قوله تعالى : " لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ " "لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامر بسيط يا اخي الكريم
و هو مرتبط باي الكلميتن كان اولا
فلو قال طبيب
خذ هذا الدواء لمدة اسبوع ثم غيره بدواء اخر
ويجب عليك ان لا تبدل اوامري
فان اخذ المريض الدواء لمدة اسبوع ثم غيره فيكون طائعا للطبيب و غير مبدل لكلماته
ولله المثل الاعلى
فالله تكلم و قال انه سنزل قرانا و سيبدل فيه اية مكان اية
فلو لم يبدل لتبدل كلامه الاول
و ان بدل فلا تبديل لكلامته التي اقرها
وبالتالي
فشرط ان يكون تبديل الاحكام التي تنشا من تبديل الكلمات غير مناقض لقوله لا تبديل لكلمات الله هو ان تكون الكلمة ان الله سينسخ سابقة في الزمان للنسخ
وهذا ان كان القائل خاضعا للزمان
اما الله تعالى فهو لا يحده الزمان
و كلماته لا تخضع للزمان
اي ان الله تعالى تكلم و قال انه سينزل الحكم ا ثم سيبدله بالحكم ب
فان لم يبدل الحكم ا بالحكم ب فستكون كلمته 3انه سينزل الحكم ا ثم يبدله ب الحكم ب
قد تبدلت
وان بدل الحكم الف بالحكم باء ففي هذه الحالة لم يتبدل كلامه سبحانه
والله اعلم