تحقيق شخصية الذبيح بن إبراهيم من سفر التكوين
تحقيق شخصية الذبيح بن إبراهيم من سفر التكوين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد إمام المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين وعلى اله وصحبه والتابعين
قال الله تبارك وتعالى
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)يونس
وهذه الأية السابقة تقول لكل من يشكك فى شئ من القرأن الكريم والوحى المُنزل على إمام المرسلين صلى الله عليه وسلم بأن الاسفار والكتب السابقة برغم العبث وعدم وثاقة النقل فإن الله تبارك وتعالى ترك فيها ما يدل الحق.
ومعلوم بأن ظاهر أيات القرأن الكريم أن الذبيح كان قبل البشارة بإسحاق وكان يبلغ السعى مع إبراهيم عليه السلام وأنه إسماعيل عليه السلام ولكن من أجل إزاحة كل إلتباس بفضل الله تبارك وتعالى فلننظر نص سفر التكوين ولنراجعه من خلال النصوص القديمة حتى نتحقق من الحق إن شاء الله تبارك وتعالى
بقول نص التكوين فى الإصحاح الثانى والعشرين
اقتباس:
1وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». 3فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ. 4وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ، 5فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا». 6فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا. 7وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» 8فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا.9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».15وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». 19ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلاَمَيْهِ، فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرِ سَبْعٍ.
السؤال المهم الذى هو إن شاء الله تبارك وتعالى مفتاح الحل:ماذا تقول النسخ القديمة من العهد القديم عن أرض الموريا؟
الجواب:التوراة السامرية ص62 من النسخة العربية تستبدل ارض موريا بالأرض المرشدة
وفى كتاب"نسخة الف عام من التوراة"للدكتور سهيل الزكارص145يستبدل ارض موريا بالأرض العالية
ويُضاف لما سبق أن نص الاخبار الثانى الذى يتحدث عن بناء الهيكل على يد سليمان عليه السلام كان على جبل موريا وهذا دليل ضد من يستدل به لأن النص التوراتى السابق يتحدث عن موريا بإعتبارها أرضا وليست جبلا ولأن إبراهيم عليه السلام لم يذهب إلى جبل موريا فى حياته بل الذى قام ببناء بيت المقدس كما يدل سفر التكوين وغيره هو النبى يعقوب عليه السلام وعندنا فى الإسلام أن هذا بعد بناء بيت المقدس بأربعين سنة فإبراهيم عليه السلام كان يتنقل بين فاران وحبرون ولم يذهب إلى بيت المقدس ولا يوجد منطق يستدعى ذهابه إليه وبالتالى ارض موريا ليست جبل موريا فى القدس بل اسمها الحقيقى كما فى النسخ الأقدم والأصح الأرض الجبلية.
السؤال من هو الذبيح فى النص السابق؟
الجواب:إسحق عليه السلام لم يكن وحيد إبراهيم ولم يكن الوحيد الذى يحبه بل كان إبراهيم عليه السلام يحب كل ابناؤه وقد دعا الله تبارك وتعالى كما فى سفر التكوين أن يكون إسماعيل كاملا كإسحق ونحن كمسلمين نعتبر أن الكمال هو النبوة.
اضافة كلمة إسحق كإسم للذبيح فى النص السابق ليست بدليل فقد تكون إضافة متأخرة كما ذهب شيخ الإسلام رحمه الله تبارك وتعالى وقد تكون تحريفا وعبثا بالنص الأصلى لأن الأسماء تدل على صفات وكما فعلوا بالعبث بكلمة موريا فلا عجب أن يكون المثل مع إسحاق لأن صفة البشاشة والإبتسام هى صفة عامة لكل الانبياء فلاعجب أن تتوافر فى إسماعيل وإسحاق معا عليهما السلام
هناك نقطة أخرى وهى أنه فى نهاية نص التكوين السابق فإن إبراهيم عليه السلام عاد إلى بئر سبع ومعه العبدين ولم يكن الذبيح مع الراجعين فهل سكن إبراهيم عليه السلام بدون إبنه وزوجته أم أن الغلام الذبيح لايصح أن يرجع مع النبى إبراهيم لأن إبراهيم عليه السلام كان راجعا إلى ارض بئر سبع ولو رجعنا للإصحاح السادس والعشرين من سفر التكوين سنعرف أن بئر سبع كانت فى بلاد الشام فالذبيح لم يرجع مع النبى إبراهيم عليه السلام إلى بلاد الشام لأنه ليس من بلاد الشام.
نقطة أخيرة أنه وقعت نبوءة إلهية نتيجة لواقعة الذبيح فى النص التوراتى وهى أن نسل إبراهيم ستتبارك فيه جميع قبائل الأرض والسؤال المنطقى إذا كانت النبوءة ترتبط بلاشك بشخصية الذبيح فمن هو الذى كان نسله يتبارك فيه جميع قبائل الارض؟من هو الذبيح الذى نسله ورث بالقوة العسكرية ارض اعدائه وحمل العقيدة الإبراهيمية إلى كل جنبات الأرض وأقام اعظم حضارات التاريخ
الجواب من سفر التكوين نفسه فى الإصحاح السادس عشر
10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». 11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».
