سحق شبهة أن الارض مخلوقة قبل السماء فى الاسلام
سحق شبهة الارض مخلوقة قبل السماء فى الاسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله رب العالمين كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
تقول الشبهة:القرأن الكريم قال بتقدم خلق الارض على السماء؟
الجواب:المسلم لا يضع نظرية علمية فى مقابلة الوحى،هذا أولا وبصراحة حتى لا تُصدم إذا كنت من القارئين فى علوم الفلك ولابد أن نعرف حقيقة صورة نشأة الكون فى الدين لا اقول الاسلام فقط بل فى الاسلام وما قبل الاسلام لأنها صورة واحدة ولكن هى اوضح وانقى عندنا:هذه الصورة تقول بأن الكون كان فى بدايته كتلة سائلة ثم انقسمت كتلتين:الكتلة السفلية من خليط سائل ويمثل هذا المائع او السائل غالبية الكتلة السفلية ويبدو أن هذا السائل يشبه السوائل المنصهرة فى بطن الارض(وهنا يبدو كلام اهل العلم فيه شئ قليل جدا من الاضطراب فهم يسمون هذا السائل بالماء واحيانا بالطين والاصح كما فى الواح موسى وكما فى توراة كعب وكما يدل ظاهر اية النازعات"اخرج منها ماءها"أن هذا السائل ماء ونار معا ولا تسئل كيف فالله تعالى اعلم) ويطفو على سطح هذه الكتلة السائلة زبد ابيض وهو الرواسى من فوقها،ويحيط بهذا الرتق كتلة علوية من دخان وظلمة،وهاتان الكتلتان انقسمتا معا لتؤسسا السماوات والارضين اى المجرات والمجموعات الشمسية أما النظريات العلمية فهى وان اتفقت فى حقيقة الكتلة الواحدة،وحقيقة وجود الغاز والدخان والظلمة(المادة المظلمة)وربما النار(الفوتونات)ولكنها تختلف كثيرا فى الصورة التفصيلية فالعلم يجعل الغاز هو طوب بناء المجرات بينما الدين صريح فى أن السائل هو طوب البناء وعلى الرغم من أن العلم التجريبى خطا خطواط فى اثبات وجود الماء فى الكون منذ عصور الكون القديمة ولكنه لا زال بعيدا عن هذه الصورة،ولا يمكن ولا يصح ولا يُعقل أن اترك نصوصا لا تحصى فى الكتاب والسنة وكلام الاوائل عن خلق السماوات والارض من ماء من اجل عيون نظريات علمية.
ثانيا العقل الصحيح والعلم المادى اليقينى لابد أن يوافق التنزيل والنقل الصريح بشرط صحة المعلوم من العقل وصحة فهم العلم وصحة النقل وصحة فهم النقل فإذا ظهر تعارض فأحد الطرفين او كلاهما لم يصح،وبمناسبة الاعجاز العلمى وفتنة الناس بالعلم المادى:الدين سبق العلم المادى بتقرير المادة المظلمة التى يتشكل منها90%من الكون بزعم العلم التجريبى وايضا الدين سبق العلم المادى فى ذكر أقدمية الغاز فى الكون والدين سبق العلم التجريبى فى تقرير وجود ايد واعمدة سماوية والدين سبق العلم التجريبى فى مبدأ انقسام الكتلة لتشكيل المجرات والمجموعات الشمسية ولو عددت لك ما انتهيت وكاتب هذه السطور يعد دراسة متكاملة بفضل الله عزوجل وحده،سأثبت فيها إن شاء الله تعالى أن عمر الكون مذكور فى النصوص الدينية وبشكل تفصيلى فيما تبقى من الواح موسى التى ستتم الاشارة إليها بفضل الله تعالى هنا،وأن الدين يسبق العلم التجريبى كما يسبق الضوء اسرع مكوك.
بالنسبة لهذه الشبهة فسبب هذه الشبهة التى طنطن اعداء الاسلام بها كثيرا هو نقص المعلومات الشرعية وعدم تدبر الايات والتفسيرات اولا والاعتماد على نظريات علمية لا تساوى شيئا فى محاكمة الوحى ثانيا، القرأن الكريم قال فى موضع إن ما فى الارض خلق قبل تسوية السماء فى البقرة29وفى موضع بأن الارض خلقت قبل قضاء السماوات فى فصلت 9 و 12،والارض المقصودة أنها خلقت قبل السماء ليست عين اليابسة التى نعيش عليها فاليابسة متأخرة إلى ما بعد السماء ولانقول هذا لسبب العلوم التجريبية فالعلوم التجريبية لا تساوى شيئا فى العقائد بل لظاهر القرأن والسنة واقوال اهل العلم وكل ما سبق يقطع بتأخر اليابسة عن السماء كما فى أية النازعات 30وأية الذاريات48 وأية الشمس وأية الرحمن 10وحديث"جعلت الارض تميد فأرساها بالجبال"عن انس بن مالك وابن عباس وقيس بن عباد وعلى، أما الارض التى كانت قبل السماء فهى جنس الارض لا عينها،فالأرض فى لغة العرب هى نقيض السماء فلكى تعرف الارض لابد أن تعرف السماء فتكون الارض التى يتحدث عنها القرأن الكريم بأنها خلقت فى يومين قبل السماء هى نقيض السماء التى كانت قائمة وقتها،أى هى نقيض الدخان،قال الله تبارك وتعالى فى فصلت
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)
فظاهر الأية السابقة أنه لم يكن فى الكون إلا الدخان والارض ولا ذكر للنجوم ولا للجبال وليس صحيحا أن الجبال خلقت قبل هذه المرحلة بل بعدها كما سيأتى بيانه إن شاء الله تعالى فى نهاية المقالة،كما أن الرواسى فى اية فصلت هى جنس الجبال وليست عين الجبال كما يتضح من صفاتها وسياقها ومن جمع الادلة والايات مع بعض والاعتراض الوحيد المتوقع هو ذكر الايام الاربعة فى ايات فصلت قبل السماء فيُجاب بأن ظاهر القرأن الكريم أن خلق مكونات الارض كان بعد السماء ومع اليابسة والجبال،والتفصيل الاصح لخلق مكونات الارض هو فى حديث التربة الذى صححه العلامة الألبانى رحمه الله تعالى وفى حديث التربة وفى غيره تصريح بتلازم خلق الجبال مع اليابسة وثابت بأن اليابسة بعد السماءوالقول بأن حديث التربة من الاسرائيليات مع ضعف هذه المقولة إلا أنها دليل لى وليست دليل ضدى لسبب بسيط أن تفاصيل حديث التربة جاءت فى الاصحاحين الاول والثانى من سفر التكوين بإعتبارهما احداث وقعت بعد خلق السماوات والارض فعلا وظهور اليابسة والضوء وبالتالى لا حجية للإستدلال بذكر الله عزوجل للأيام الاربعة فى وسط ايات فصلت وأماالنجوم فقد روى عن ابن عباس بسند صحيح أنه اثبت ظهور النجوم والشمس ثم ظهور الماء على الارض بعد الأية11 من سورة فصلت واقول بعلو الصوت ليس ابن عباس وحده الذى قرر خلق النجوم بعد الاية11 بل لم يثبت وجود النجوم قبل هذه الأية،ومن عمق الاعجاز فى الاية التالية وهو إعجاز مبهر يذهب بالعقل أنه سبحانه وتعالى جعل خلق السماوات السبع والنجوم والكواكب من ثنائية السماء الدخانية والارض مع بعض وقد تعجب علماء التفسير من تعبير " فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ "فى أية البقرةو"قضاهن" فى فصلت بسبب الجمع لأن الاصرار على أن المُسوى والمقضى إلى سبع سماوات هما الارض والسماء يعنى صراحة أن الارض انقسمت مع السماء الى سبع سماوات وسبع ارضين وظاهره ان قطعا من الارض الاولى صارت جزءا من السماوات وتأول العلماء هذا بأن السماء جمع سماوة ولكن يُرد على هذا بأنه لم تكن هناك اى سماوة بل فقط دخان كما ورد عن علماء السلف بأدلة كثيرة أنه لم تكن سماء مع الدخان ولا قبل الدخان وفوق ذلك فالسياق ينفى كون السماء مجموعا"قال لها وللأرض"وليس قال لهن وللارض، فليس امامنا إلا اخذ الايات على ظاهرها وأن الذى قضى وسوى إلى سبع سماوات هو ثنائية الارض والسماء الدخانية معا خصوصا أنه لم يذكر الارضين ومعلوم أن الارضين غير السماوات فعدم ذكرها ربما لم يلفت انتباه الاوائل ولكننا مع التكنولوجيا المتقدمة بإمكاننا فهم معانى هذه الأمور
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
وهنا ملحوظة:تسوية السماء فى أية البقرة29 هى مجموع قضاء السماء الى سبع وتزيينها بالنجوم والشهب،ويُلاحظ أن كثيرا من الاجرام السماوية تشترك مع كوكب الارض فى جنس المادة كالكواكب والكويكبات والنيازك وغيرها فهل هذه الاجرام جاءت من الدخان؟هل يقول بهذا عاقل؟
هنا سيأتى سؤال متوقع:هل عندك شاهد يشهد لك على هذا التأويل الذى لم يذكره أحد من علماء المسلمين الاوائل أن الاجرام السماوية مقتطعة من الارض الاولى؟
الجواب:بعلو الصوت نعم،فإن الله عزوجل جعل التوراة مع تحريفها شاهدا لما التبس وخفى على المسلمين من أمر دينهم فقال جل وعلا
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)يونس
ففى مقدمة الاصحاح الاول من سفر التكوين،أن السماوات مخلوقة من مياه كانت هذه المياه على الارض اولا ولا ينبغى على من يقرء أن تصدمه التعبيرات الخرافية واطلب ممن يقرء التركيز على الاعداد6و7و8و9و10من النص الاتى
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.6وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». 7فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. 8وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.9وَقَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذلِكَ. 10وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
ولو قام أى عاقل بمقارنة النص السابق مع أيات فصلت والبقرة والانبياء سيتضح لك فورا أن المرحلة التى سمتها التوراة بالجلد وكانت تالية لظهور النهار والليل هى مرحلة قضاء السماوات الى سبع وتزيين السماء الدنيا ولا نحتاج حتى لمقارنة نصوص لأن محمد بن اسحاق المطلبى رحمه الله تعالى من صغار التابعين كان يعتقد بأن الجلد المذكور فى النص السابق هو الدخان فى أيات فصلت،ولكن الكاتب التوراتى مع التحريف جعل خلق النجوم سابقا على الفصل بين الكتل المائية بعكس النص القرأنى الذى جاء بها بيضاء نقية وقرر أن الفصل كان سابقا لخلق النجوم.
لا يملك عاقل مع ما سبق إلا نطق الشهادتين وسأقول لك ما يريحك نفسيا تماما فى هذه القضية فأنت تعلم أن القرأن الكريم قرر أنه كما بدء الله عزوجل أول خلق سيعيده،ولو دققت النظر فى ايات القيامة ستجد بأن الارض التى من المفترض أنها ستعود كما بدأت لم يحدث لها تفكك ولا تحلل ولا دمار بل عادت ترتتق مع الارضين السبع مرة اخرى وفى يوم القيامة ستجتمع الشمس والقمر والارض وستسقط النجوم والبروج على الارض فهذا معناه ببساطة أن الشمس والقمر والارض والنجوم الذين سيجتمعون يوم القيامة فى موضع واحد هم أنفسهم الارض التى خلقت قبل السماء،لنتابع الادلة وهى بفضل الله عزوجل كثيرة ولكن سأكتفى بفضل الله عزوجل بدليلين من القرأن الكريم ودليل واحد من السنة النبوية
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)ابراهيم
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)الزمر
أخرج الشيخان واهل السنن عن ابن عمر رضى الله تعالى عنه
قَالَ جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَسَائِرَ الْخَلاَئِقِ عَلَى إِصْبَعٍ ، فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ . فَضَحِكَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقاً لِقَوْلِ الْحَبْرِ
هل تعلم أيها القارئ لهذا المقال ماهى حقيقة الارض المذكورة فى فصلت9 وفى البقرة29 والتى خلقت فى يومين قبل السماوات؟إنها الرتق المذكور فى أية الانبياء30،لأن الرتق الذى فى أية الانبياء لم يظل ثابتا بل انقسم وانفتق الى رتقين رتق للارض ورتق للسماء وهو الدخان وحيث أن الدخان هو رتق السماء فالارض المقابلة له فى ايات البقرة وفصلت وطه هو الرتق الارضى،قال الطبرى رحمه الله تعالى
وقال آخرون : بل معنى ذلك أن السماوات كانت مرتتقة طبقة ، ففتقها الله فجعلها سبع سماوات وكذلك الأرض كانت كذلك مرتتقة ، ففتقها ، فجعلها سبع أرضين
عن مجاهد ، في قول الله تبارك وتعالى( رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) من الأرض ستّ أرضين معها فتلك سبع أرضين معها ، ومن السماء ستّ سماوات معها ، فتلك سبع سماوات معها ، قال : ولم تكن الأرض والسماء متماسَّتين.
عن مجاهد( رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) قال : فتقهنّ سبع سماوات ، بعضهنّ فوق بعض ، وسبع أرضين بعضهنّ تحت بعض.
عن أبى صالح عن قوله( كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) قال : كانت الأرض رتقا والسماوات رتقا ، ففتق من السماء سبع سماوات ، ومن الأرض سبع أرضين.
ولو قام اى احد من أى ملة ووضع ايات الانبياء30و31و32و33سيجد تشابه ومثلية مع أيات فصلت9و10و11و12،وسيأتى مزيد بيان إن شاء الله تعالى
إذن كوكب الارض،الذى نشأ مستقلا كما تقول العلوم التجريبية لا علاقة له بحديث القرأن الكريم عن خلق الارض فى يومين فكوكب الارض ليس هو المقصود بهذه النصوص بل المقصود بهذه النصوص هو اصل الكوكب الذى كان جزءا لا يتجزء من المجرات والمجموعات الشمسية،اخرج الطبرى عن مجاهد في قوله : " هوَ الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا ثم استوى إلى السماء " . قال : خلق الأرض قبل السماء ، فلما خلق الأرضَ ثار منها دخان ، فذلك حين يقول : " ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات " . قال : بعضُهن فوق بعض ، وسبعَ أرضين ، بعضُهن تحت بعض
ولهذا السبب كان التعبير القرأنى دقيق فى أية البقرة فقال إن الذى خلق قبل السماء هو ما فى الارض وجاء التفسير فى أيات الانبياء وفصلت بأن ما فى الارض هو ثنائية الارض والرواسى ولا تستغرب من وجود جبال قبل اليابسة لأن هذه الرواسى هى جنس الجبال ولا نعلم صورتها والتفاصيل التوراتية فى التوراة الحالية او توراة كعب الاحبار التى اخذ منها الصحابة تفسيراتهم او بقايا الالواح التى تشرح الرواسى المخلوقة فوق الارض فى أيتى الانبياء31وفصلت10 تتحدث عنها وكأنها زبد على سيل وليس جبال،ولم يرد تسمية للرواسى بالجبال قط إلا بعد تمام خلق السماء والتدبر فى أيات القرأن الكريم يعطى نوعين من الرواسى:الرواسى المجعولة فى الارض والرواسى الملقاة أو الرواسى المجعولة للأرض وهذه الثانية الملقاة لا يُلاحظ أنها لاتظهر فى الايات إلا بعد تمام خلق السماء وهذا موافق للمذهب الذى اتبناه إذ هناك تأكيد من القرأن الكريم أن الرواسى الملقاة بعد خلق السماء فتجد فى كل الايات التى تتحدث عن القاء الرواسى مسبوقة بأيات صريحة عن خلق السماء وانقضاء خلقها،وربما كانت هذه الرواسى الملقاة من خارج الارض،والذى يهمنا أن الرواسى المجعولة فى الارض رغم أنها ظهرت قبل السماء وبعد السماء فهى من نفس الارض وجنس الارض،والاثر او الحديث أن الكعبة كانت خشعا على الماء يوضح هذا اكثر،وعليه فالرواسى فى أية الانبياء واية فصلت كانت قبل السماء وقد تقدم بيان أنه لا يلزم كونها على صورة الجبال التى نراها وإن كانت تقوم بنفس دور الجبال ومن له اطلاع على الجيولوجيا أو الانشاءات سيفهم كلامى
والأن تفصيل الكلام قبل الاتيان بالنصوص:
كان هناك رتق وكتلة واحدة مائعة فى بدء الخلق فلما انفتق الرتق الأول إلى سماء وارض ثم انفتقت الارض والسماء ثانية لتصبحان سبع سماوات وسبع ارضين ،ولكن عندما أنقسم الرتق وانفتق إلى سماء وارض فى المرة الاولى لم تكن الارض ساعتها هى كوكب الارض الذى نعرفه وهذا اصل الشبهة لأن الذى قال بهذه الشبهة يسير بمبدأ(سونيا هى سينا) ولم يتنبه أن كلمة الارض مطلقة ولكى تعرف مخصصها لابد من التدبر فى السياق ومجموع النصوص فلم تكن الارض السابقة للسماء هى كوكبنا ولم تكن صلبة ايضا بدلالة القرأن الكريم وكلام المفسرين بل وحتى التوراة ايضا بل كانت كتلة سائلة سميت مجازا بالارض، فهذه الكتلة السائلة هى التى تقدمت فى الخلق على السماوات وبعض الناس سيقول:هذا الكلام ضد النظريات العلمية التى تقول بنشأة الارض من تجمع الكويكبات بينما هذا الكلام ظاهره انقسام الارض عن كتلة سائلة اكبر فيقال له:النظريات العلمية لا تساوى شيئا أمام العقائد،والأن مع أدلة الوحى
أولا القرأن الكريم
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)الأنبياء
ولم اجد فى القرأن الكريم ايات اكثر شمولا لتوضيح مراحل الخلق من الايات السابقة التى اثبتت حدوث الفتق الثنائى ،وأيضا
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)الطلاق
ولوجمعت أية الانبياء مع اية الطلاق لتبين لك بقليل من التدبر أن الارض الاولى ليست عين كوكب الارض الحالية بل جنسها قبل أن تنفتق او تنقسم الى سبع ارضين،بعض الناس سيعترض وهذا حقه أن أية الانبياء تتحدث عن خلق الجبال والسبل والطرق فكيف يكون هذا قبل السماء؟
الجواب:ظاهر النصوص أن الرواسى خُلقت قبل السماوات،والفجاج لو رجعت للتفاسير ستجد الفجاج والسبل فى الرواسى والرواسى فى الارض فالفجاج جزء من الرواسى،وأما القول بأن العلم لم يُثبت وجود رواسى مع بداية نشأة الكوكب فهذا لا يساوى شيئا لأن النصوص صريحة أن هناك رواسى مصاحبة للكوكب منذ نشأته ومن اول لحظة نشأة فيها الكوكب ولكن النصوص تفرق بين هذه الرواسى وهى عامة وبين الجبال وهى خاصة والجبال كما دلت النصوص(لا يهمنى نظريات العلم التجريبى)نشئت بعد التربة واليابسة والجبال من جنس الرواسى ولكنها ليست عين الرواسى المخلوقة قبل السموات.
ثانيا كلام الائمة الاعلام من السلف الكرام
اخرج البخارى وغيره عن ابن عباس رضى الله تعالى عنه
وَخَلَقَ الأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ، فَسَوَّاهُنَّ فِى يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ ، وَدَحْوُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ( دَحَاهَا ) ، وَقَوْلُهُ ( خَلَقَ الأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ ) فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَىْءٍ فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ وَخُلِقَتِ السَّمَوَاتُ فِى يَوْمَيْنِ .
وبعض الناس سيعترض قائلا بأن كوكب الارض مخلوق متأخر جدا على ساحة الكون فكيف تقولون بأنه كان بالتوازى فى الخلق مع السماء؟
الجواب:كوكب الارض الذى نعيش عليه هو متأخر النشأة،ولكن الاصل الذى جاء منه الكوكب فهذا ليس بمحل يقين فى العلوم التجريبية،والدين صريح فى أن الاصل الذى جاءت منه الأرض كان كتلة سائلة انقسمت الى سبع ارضين فلا مجال لوضع النظرية فى مقابل الوحى،ويمكن الجمع بين الاثنين بأن باطن الارض السائل هو الاصل الذى جاءت منه الارض وهو الماء الذى دحيت منه الارض ثم جاءت الكويكبات من الفضاء الخارجى وغطت بطن الارض السائل فى مرحلة متأخرة وهذا ما ورد عن بعض السلف أن الارض كُبست على النون وقد قام الدكتور عبد الواسع بن يحيى الازدى ببحث وهو منشور على الشبكة واستنتج أن هذا النون الذى تصوره العلمانيون خرافة بسذاجتهم وعبطهم ليس الا السائل النارى فى جوف الارض،وليس هذا كل شئ بل إن ظاهر ايات فصلت تعطى فرقا بين نشأة السماوات التى هى نشأة الكون ونشأة المجموعات الشمسية ولهذا فإن العلم التجريبى لما خلط بين الامرين لم يعطى نتائج شافية لأن البحث فى السماء وصفحة الكون سيعطى بعض النتائج عن نشأة الكون أما من يريد أن يعرف كيف نشأت المجموعات الشمسية ومرحلة ما بعد العصور الكونية المظلمة فعليه بأعماق اعماق اعماق الارض فهى تحوى السر
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)العنكبوت
وبغض النظر عن صحة هذا التأويل،فالصورة القطعية المستنبطة من الكتاب العزيز وأقوال المفسرين أن النشأة الاولى للكون او المجرة او المجموعة الشمسية كانت من رتق ثنائى باطنه سائل وظاهره غاز ثم انقسم هذا الرتق وانفتق،ولنستكمل بإذن الله تعالى الأدلة:
اخرج الطبرى عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قوله تعالى(وَكَانَ عَرشه عَلَى المَاء َ) قلت: على أي شيء كان الماء قبل أن يخلق شيء ؟ قال:على متن الريح، قال ابن جريج: قال سعيد بن جبير: فقال ابن عباس رضي الله عنهما (فكان يصعد إلى السماء بخار كبخار الأنهار فاستصبر فعاد صبيرا) فذلك قوله تعالى: (ثمَّ استَوَى إلى السَّمَاء وَهيَ دخَانٌ)( قال بن جريج: قال عمرو وعطاء (فبعث الله رياحا فصفقت الماء فأبرزت في موضع البيت عن خشفة كأنها القبة فهذا البيت منها فلذلك هي أم القرى، قَالَ ابن جرَيج، قَالَ عَطَاءٌ : ثمَّ وَتَّدَهَا اللَّه بالجبَال كَيلا تكفَأَ، قَالَ : وَكَانَ أَوَّلَ جَبَل أَبو قبَيس).
أخرج ابن المنذر رحمه الله تعالى فى تفسيره عن أبي هريرة، قال: "إن الكعبة خلقت قبل الأرض بألفي سنة، وهي قرار الأرض، قال: إنما كانت خشفة أو حشفة على الماء عليها ملكان من الملائكة يسبحان الليل والنهار، ألفي سنة، فلما أراد الله عز وجل أن يخلق الأرض دحاها منها، فجعلها في وسط الأرض".
اخرج البيهقى وابن ابى شيبة وغيرهم عن مجاهد: قال (بدء الخلق العرش والماء والهواء، وخلقت الأرض من الماء، وبدء الخلق الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وجمع الخلق يوم الجمعة، فتهودت اليهود يوم السبت ويوم من الستة الأيام كألف سنة مما تعدون).
وأخرج الطبرى والازرقى عن ابن عباس والدارمى فى الرد على الجهمية عن عبد الله بن عمرو بروايتين مختلفتين لنفس المعنى" لما أراد الله تبارك وتعالى أن يخلق شيئا إذ كان عرشه على الماء ، وإذ لا أرض ولا سماء ، خلق الريح فسلطها على الماء حتى اضطربت أمواجه وأثار ركامه ، فأخرج من الماء دخانا وطينا وزبدا ، فأمر الدخان فعلا ، وسما ، ونمى ، فخلق منه السموات ، وخلق من الطين الأرضين ، وخلق من الزبد الجبال"
وقد يقول البعض:كون اصل كوكب الارض من الماء او من سائل هذا من كلام الاسرائيليات،فيقال:لا بل عندنا شواهد له
قال الله تبارك وتعالى
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)النازعات
وقال النبى صلى الله عليه وسلم"كل شئ خلق من ماء"،ولا تنسى أن ظاهر الأية30 من سورة الانبياء صريح فى وجود الماء ودوره فى الرتق
وهناك مصدر ثالث يرجح كل ما سبق وهو العهد الجديد ففى رسالة بطرس الثانية فى الاصحاح الثالث يقول حوارى المسيح النجيب مصدقا ما بين يديه من التوراة
P5Pلأَنَّ هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ، P6Pاللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ. P7Pوَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ، فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا.
وكأن الحوارى سمعان بطرس رضى الله تعالى عنه قرء ما فى عقلى،فهو بنفسه يتكلم عن سماوات وارض كانت من الماء وتختلف عن الحالية،وصدق رضى الله تعالى عنه وكأنه يعيش معنا فقد خفى عن المفتونين بالعلوم المادية بإرادتهم حقيقة ما جاء به الوحى من أن السماء والارض كانتا من ماء!
فدلت هذه البراهين الشرعية على صحة كلام المفسرين الاوائل أن اصل الارض من الماء،ولايلزم كونه الماء الذى نشربه بل ربما على سبيل التقريب والله تعالى أعلم ومن النقاط الخلافية بين العلماء الاوائل هل الدخان خرج اولا من الرتق أم الزبد وكان هناك مدرستان:مدرسة ابن عباس ومجاهد تقول الزبد او الارض الاولى ومدرسة قتادة والسدى تقول الدخان قبل خلق الزبد واختار الطبرى الاولى والقرطبى الثانية ولكن جاء الترجيح بفضل الله رب العالمين من حيث لا نتوقع فقد اخرج ابو الشيخ فى العظمة اثرا عن قوم عثروا على قطعة من الواح موسى فى احدى الجبال تتحدث عن الخلق وفيها توضيح أن هناك زبدان:زبد بمعنى الماء الذى هو الرتق الثانى وزبد بمعنى الارضين بالتوازى مع الدخان
فعند ذلك أمر البحرين فاصطكا : بحر الحياة ، وبحر اللجي ، فلم يزالا يصطكان حتى خرج من بينهما زبد فلم يزالا حتى خرج من ذلك الزبد نار ، فأوحى الله عز وجل عند ذلك إلى النار فأخرجت الزبد فصيرته أرضا ، وارتفع من النار دخان فسمكها سماء ، فكان مقدار خلقهن ستة أيام ، فقال لهن : { ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين } وسبع أرضين .
والترتيب السابق يشبه النظريات العلمية عن نشأة الكون فى المجمل فالزبد الاول يشبه العصور الكونية المظلمة وربما هى الارض المذكور أنها خلقت قبل السماء فى أية البقرة29 والنار التى عرفت فى توراة كعب الاحبار بالنون تشبه الفوتونات التى فتقت العصور الكونية المظلمة والزبد الثانى الذى خرج من النار يشبه الكتلة التالية التى انقسمت الى نجوم وكواكب والزبد الثانى ربما هو المذكور فى أية فصلت9 وهذا الاثر السابق من امارات النبوة المحمدية للشاكين لأن هذا الاثر السابق خالف كلام كعب الاحبار الذى اخرجه القرطبى واخذ به الصحابة فى الجملة من أن الرتق الاول كان من الماء والريح كما خالف كلام الاسفار التوراتية الحالية التى لا تذكر رتقا اصلا،ولكن الاثر السابق وافق ما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "كل شئ خلق من الماء" فكيف لنبينا إلا بالوحى أن يتجاوز توراة كعب وتوراة عبد الله بن سلام وهى نفسها التوراة الحالية ويعرف ما كان فى الالواح التى كانت ضائعة من اليهود انفسهم،وانا شخصيا احب هذا الاثر وهو اثر طويل،احبه محبة شخصية لأنه كلما يحدث خلاف بين علماء العقيدة فى مسائل القدر أعود لهذا الاثر واجد الجواب الشافى بفضل الله عزوجل،ولا تتعجبوا من احتواء الاثر على ايات قرأنية لأن التوراة الاصلية شبيهة بالقرأن الكريم،والحقيقة أننا كان من الممكن الاستغناء عن الاثر السابق بأية طه
تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)
والحقيقة أن سبب الخلاف بين قتادة وابن عباس ليس حقيقيا فكلامها لكلامه وجاهة فالزبد مخلوق قبل الدخان،والدخان مخلوق قبل النار التى هى النون حيث إن الارض الاولى هذه مرت بأربعة مراحل ماء ثم زبد ثم نون الذى هو النار ثم زبد.
علوم الفلك تقول إن تركيب كوكب الارض بعد أن نشأت المجموعة الشمسية، والعلوم الشرعية تقول بأن الارض دحيت على الماء بعد تمام خلق السماء، وحتى نريح هؤلاء تماما نسئلهم:متى انفتقت الارضين الى سبع لينشأ كوكب الارض؟
ظاهر الادلة أن ذلك وقع بعد خلق السماوات السبع كما فى أية الرعد3و أية الطلاق12 والنازعات30وغيرهم وكذلك التدبر فى كلام أهل التفسير نجد اصرارهم على وضع فتق الارضين تاليا لفتق السماوات وتأكيد أن النون والارض خلقوا بعد الدخان ثم سمك السماوات فهذه تكفى وحدها لقتل الشبهة دونا عن بقية الموضوع
اخيرا العلوم التجريبية تقول بأن الجبال نشئت بعد اليابسة،والعلوم الشرعية كما ورد فى اثر ابن عباس عند البخارى وغيره وأيضا فى حديث التربة أن الجبال خُلقت بعد اليابسة وأيضا فى حديث"مادت الارض فأرساها بالجبال"والحديث الاخير صريح الدلالة على خلق الجبال بعد السماوات والارض.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
