()فلتخرس يا من تتكلم عن ملك اليمين ! من قبل مصطفى محمود
بسم الله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين أياك نعبد وإياك نستعين
ترون يا إخواني شبهة "ملك اليمين" فمضمون الشبهة بأنَّه كيف للأسلام أن يكون ديانة الحق إذا لم يوافق التطور الحضاري للبشرية من حيث القواعد والشروط ؟ فنحن المسلمون """ندّعي """ أن القرآن والسنّة هي الحلول لكل المشاكل ونقول نحن المسلمون : أن القانون البشري يتغيّر باستمرار لأنه لا يلائم كل البشر أما القرآن بوجهة نظر أخرى هي مناسبة لكل العصور والأزمنة . ولماذا يضع الله - سبحانه وتعالى- قوانين تقوم على التفرقة الأنسانية و التي تخالف القانون الأسلامي من حيث انه لا فرق بين أعجمي ولا عربي إلا بالتقوى والعمل الصالح ؟ أستغفر الله
الجواب لكل بساطة من قبل مصطفى محمود :
تكملة(فلتخرس يا من تتكلم عن ملك اليمين)
ما ملكت أيمانكم"التي أشار إليها السائل فإنها تجرنا إلى قضية الرق في الإسلام ..واتهام المستشرقين للإسلام بأنه دعا إلى الرق.. والحقيقة أن الإسلام لم يدع إلى الرق .. بل كان الدين الوحيد الذي دعا إلى تصفية الرق ..
ولو قرأنا الإنجيل ..وما قاله بولس الرسول في رسائله إلى أهل افسس وما أوصى به العبيد لوجدناه يدعو العبيد دعوة صريحة إلى طاعة سادتهم كما الرب .
"أيها العبيد .. أطيعوا سادتكم بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كم الرب "
ولم يأمر الإنجيل بتصفية الرق كنظام وإنما أقصى ما طالب به كان الأمر بالمحبة وحسن المعاملة بين العبيد وسادتهم . وفي التوراة المتداولة كان نصيب الأحرار أسوأ من نصيب العبيد .. ومن وصايا التوراة أن البلد التي تستسلم بلا حرب يكون حظ أهلها أن يساقوا رقيقا وأسارى والتي تدافع عن نفسها بالسيف ثم تستسلم يعرض أهلها على السلاح ويقتل شيوخها وشبابها ونساؤها وأطفالها ويذبحوا تذبيحا .
كان الاسترقاق إذا حقيقة ثابتة قبل مجئ الإسلام زكانت الأديان السابقة توصي بولاء العبد لسيده .
فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب وعتق الرقاب . ولم يحرم القرآن الرق بالنص والصريح .. ولم يأمر بتسريح الرقيق .. لأن تسريحهم فجأة وبأمر قرآني في ذلك الوقت وهم مئات الآلاف بدون صناعة وبدون عمل اجتماعي وبدون توظيف يستوعبهم كان معناه كارثة اجتماعية وكان معناه خروج مئات الألوف من الشحاذين في الطرقات يستجدون الناس ويمارسون السرقة والدعارة ليجدوا اللقمة . وهو أمر أسوأ من الرق فكان الحل القرآني هو قفل باب الرق ثم تصفية الموجود منه .. وكان مصدر الرق في ذلك العصر هو استرقاق الأسرى في الحروب فأمر القرآن بأن يطلق الأسير او تؤخذ فيه فدية وبأن لا يؤخذ الأسرى أرقاء .
(فإما منا بعد .. وإما فداء )
فإما أن تمن على الأسير فتطلقه لوجه الله .. وإما تأخذ فيه فدية .
أما الرقيق الموجود بالفعل فتكون تصفيته بالتدرج وذلك بجعل فك الرقاب وعتق الرقاب كفارة الذنوب صغيرها وكبيرها وبهذا ينتهي الرق بالتدريج .
وإلى ان تأتي تلك النهاية فماذا تكون معاملة السيد لما ملكت يمينه ..أباح له الإسلام أن يعاشرها كزوجته .
وهذه حكاية "ماملكت أيمانكم " التي أشار إليها السائل ولا شك أن معاشرة المرأة الرقيق كالزوجة كان في تلك الأيام تكريما لا إهانة .
وينبغي ألا ننسى موقف الإسلام من العبد الرقيق وكيف جعل منه أخا بعد أن كان عبدا يداس بالقدم .
(إنما المؤمنون إخوة ).
(هو الذي خلقكم من نفس واحدة ).
(لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
وقد ضرب محمد عليه الصلاة والسلام المثل حينما تبنى عبدا رقيقا هو زيد بن حارثة فأعتقه وجعل منه ابنه ..وليجعل من تحريرالعبيد موقفا يقتدى به .. وليقول بالفعل وبالمثال أن رسالته عتق الرقاب .