تنبيه الاذهان على حقيقة حديث الاعوال
الحديث :
سنن الترمذي كتاب تفسير القران باب ومن سورة الحاقة
3320 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحمن بن سعد عن عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب زعم أنه كان جالسا في البطحاء في عصابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيهم إذ مرت عليهم سحابة فنظروا إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما اسم هذه قالوا نعم هذا السحاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمزن قالوا والمزن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والعنان قالوا والعنان ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون كم بعد ما بين السماء والأرض فقالوا لا والله ما ندري قال فإن بعد ما بينهما إما واحدة وإما اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة والسماء التي فوقها كذلك حتى عددهن سبع سموات كذلك [ ص: 396 ] ثم قال فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين السماء إلى السماء وفوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين السماء إلى السماء والله فوق ذلك
اقول الرواية ضعيفة لعدة سندا و متنا
اما سندا :
سند الرواية مثخن بالعلل :
العلة الاولى جهالة عبد الله بن عميرة :
قال الإمام الذهبي في «الميزان» (2/469/4492) وقال: «عبد الله بن عَميرة فيه جهالة».
وقال الذهبي أيضًا في «العلو» (ص49، 50): «تفرد به سماك عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة».
قال مزي في تهذيب الكمال :وقال إبراهيم الحربي : لا أعرفه
العلة الثانية : الانقطاع فعبد الله بن عميرة لا يعرف عنه سماع عن الاحنف :
قال المزي في تهذيب الكمال :قال البخاري: ولا يعلم لَهُ سماع من الأحنف
وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (5/301)
" قال البخاري : لا يعلم له سماع من الأحنف . وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وحسن الترمذي حديثه ، قلت ( أي ابن حجر ) : قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" : أدرك الجاهلية ، وكان قائد الأعشى ، لا تصح له صحبة ولا رؤية . وقال مسلم في "الوُحدان" : تفرد سماك بالراوية عنه .
قال الإمام البخاري في «التاريخ الكبير» (5/159/494): «عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس، ولا نعلم لعبد الله بن عميرة سماعًا من الأحنف»
قال الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/284/852) حيث قال: «عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس، حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري يقول: «عبد الله بن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب ولا نعلم له سماعًا من الأحنف».
العلة الثالثة : تفرد سماك بن حرب بالرواية :
قال الإمام النسائي: «كان ربما لقن فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة لأنه كان يلقن فيتلقن». نقله الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (4/234).
ممن ضعف الرواية من اهل العلم :
1.الامام البخاري رحمه الله :
الإمام البخاري في «التاريخ الكبير» (5/159/494): «عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس، ولا نعلم لعبد الله بن عميرة سماعًا من الأحنف».
2. الامام العقيلي رحمه الله :
الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/284/852) حيث قال: «عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس، حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري يقول: «عبد الله بن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب ولا نعلم له سماعًا من الأحنف».
3.الامام بن عدي رحمه الله :
الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (7/198) (51/2104)، وقال: حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال: يحيى بن العلاء الرازي متروك الحديث، وأخرج قصة الأوعال من طريقه وضعف القصة وبين أن حديثها غير محفوظ، حيث قال بعد ذكرها:
«والذي ذكرت مع ما لم أذكر مما لا يتابع عليه وكلها غير محفوظة».
4. الامام الالباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (3/398)
5. الامام ابن الجوزي رحمه الله في «العلل المتناهية» (1/23)
6. الامام الذهبي رحمه الله :
قال الذهبي رحمه الله في «العلو» (ص49، 50): «تفرد به سماك عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة»
ثانيا : ضعف المتن :
قوله تعالى :((و يحمل عرش ربك فوقهم ثمانية))
تفسير الاية الكريمة بانهم ثمانية اعوال خالفه الكثيرون :
فروي انها ثمانية صفوف من الملائكة:
تفسير ابن كثير رحمه الله الجزء الثامن :
((وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا يحيى بن المغيرة ، حدثنا جرير ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) قال : ثمانية صفوف من الملائكة . قال : وروي عن الشعبي [ وعكرمة ] والضحاك . وابن جريج مثل ذلك . وكذا روى السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس : ثمانية صفوف . وكذا روى العوفي عنه ))
تفسير القرطبي رحمه الله الجزء الثامن عشر:
((قوله تعالى : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ابن عباس : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله ))
وروي انها ثمانية اجزاء من الملائكة :
تفسير ابن كثير رحمه الله الجزء الثامن:
((وقال الضحاك ، عن ابن عباس : الكروبيون ثمانية أجزاء ، كل جنس منهم بقدر الإنس والجن والشياطين والملائكة .))
وروي ما هو اقوى و هو انهم اربعة في الدنيا و ثمانية في الاخرة :
تفسير ابن كثير رحمه الله الجزء الثامن:
((وقوله : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) أي : يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة . ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العرش العظيم ، أو : العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء ، والله أعلم بالصواب))
تفسير الطبري رحمه الله الجزء الثالث و العشرون:
((حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "هم اليوم أربعة" يعني حملة العرش "وإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فكانوا ثمانية ، وقد قال الله : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) " .))
و هذا التفسير هو الذي اختاره ابن كثير رحمه الله و ابن باز رحمه الله و هو القول الاقوى
و قد ورد فيه حديثا سنده اقوى من حديث الاوعال و هو حديث تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لشعر امية بن ابي الصلت في وصف حملة العرش :
مسند الامام احمد بن حنبل :
2312 حدثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله بن أحمد وسمعته من عبد الله بن محمد قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق أمية في شيء من شعره فقال
رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق وقال
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء
يصبح لونها يتورد
تأبى فما تطلع لنا في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق
و هذا الحديث و ان كان سنده فيه علة و هي عنعنة ابن اسحاق الا انها افضل حالا من حديث الاوعال و متنها مخالف لمتن حديث الاوعال اذ ان حملة العرش اربعة في هذا الحديث اثنان تحت رجل الله عز وجل من اليمين و هما اللذان على صورة رجل و ثور و اثنان تحت رجل الله عز وجل الاخرى و هما على صورة نسر و ليث
****ملاحظة : مذهب اهل السنة و الجماعة هو اثبات الصفات لله عز وجل فيما وصف به نفسه او وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلاله و عظمته . و قد ثبتت صفة الساق و القدم و الرجل لله عز وجل على ما يلق بجلاله و عظمته في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه و لا تعطيل****
وقد ضعف الحديث الامام الالباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة الا ان ابن كثير رحمه الله قد علق في البداية و النهاية على الحديث تعليقا جيدا بعد ان جكم على الحديث بصحة السندا :
قال ابن كثير في البداية و النهاية الجزء الاول :
((فإنه حديث صحيح الإسناد رجاله ثقات ، وهو يقتضي أن حملة العرش اليوم أربعة ، فيعارضه حديث الأوعال اللهم إلا أن يقال : إن إثبات هؤلاء الأربعة على هذه الصفات لا ينفي ما عداهم ، والله أعلم))
فعلى هذا علمنا ان هذا الحديث قد يرتقي الى درجة الحديث الحسن و هو احسن حالا في السند من حديث الاوعال فتبين ان حديث تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لشعر امية بن ابي الصلت مقدم على حديث الاوعال في القبول و الاحتجاج
فثبت من هذا بطلان حديث الاوعال متنا
و اخيرا انقل قول الامام ابن باز رحمه الله في هذه المسالة :
((العرش عند أهل العلم في اللغة العربية هو الكرسي، الكرسي العظيم، كرسي الملك والمراد بعرش الرحمن كرسي عظيم ......... له قوائم وله حملة من الملائكة يحملونه، والله فوق العرش -سبحانه وتعالى- كما قال -عز وجل-: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طـه: 5]، وقال -سبحانه-: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ[يونس: 3]، فهو كرسي عظيم مخلوق عظيم لا يعلم مدى عظمه وسعته إلا الذي خلقه -سبحانه وتعالى-، وهو كالقبعة على العالم وهو سقف العالم كله، وهو سقف الجنة أيضاً وهو سقف العالم وليس فوقه شيء سوى الله -سبحانه وتعالى-، هذا هو العرش الكرسي العظيم الذي تعرفه العرب، كما قال في قصة بلقيس: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ[النمل: 23]، فكراسي الملوك يقال لها عروش، لكن عرش لله لا يشابهه شيء من عروش المخلوقين، ولكنه في الجملة يعرف من حيث اللغة، والكرسي العظيم لا يعلم سعته وعظمته وكنهه ومادته إلا الذي خلقه -سبحانه وتعالى-، إلا إذا صح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شيء من ذلك، إذا صح عن الرسول شيء من كنهه فذلك مقدم، فما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الحق، لأنه لا ينطق عن الهوى، ولا يعلم شيئاً صحيحاً معتمداً يبين مادة هذا العرش، لكنه عرش عظيم مخلوق عظيم له حملة من الملائكة كما قال الله -جل وعلا-: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ[الحاقة: 17]، يوم القيامة، والمشهور أنه في الدنيا يحلمه أربعة، كما قال أمية بن أبي الصمت في شعره المعروف الذي أنشده ........النبي -صلى الله عليه وسلم- فأقر: رجل وثورٌ تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد يعني أربعة أملاك في صور ما ذكر، أحدهم هو الرجل، والثاني في صورة ثور، والثالث بصورة نسر، والرابع بصورة أسد. رجلٌ وثورٌ تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليثٌ مرصد هذه المخلوقات تسمى ملائكة خلقهم الله لحمل هذا العرش، وجاء في حديث العباس بن عبد المطلب أنه يوم القيامة ثمانية أوعال، وأنهم يحملوا العرش بصورة أوعال، ولهم خلق عظيم وطول عظيم، لكن في إسناده بعض المقال، فنص القرآن أن هذا يكون يوم القيامة كما قال -سبحانه-: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، يومئذٍ يوم القيامة، فدل ذلك على أنه في الدينا أربعة، ويوم القيامة يكون ثمانية، والله المستعان والله أعلم.))
الشاهد:((ولا يعلم شيئاً صحيحاً معتمداً يبين مادة هذا العرش، لكنه عرش عظيم مخلوق عظيم له حملة من الملائكة كما قال الله -جل وعلا-: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ[الحاقة: 17]، يوم القيامة، والمشهور أنه في الدنيا يحلمه أربعة، كما قال أمية بن أبي الصمت في شعره المعروف الذي أنشده ........النبي -صلى الله عليه وسلم- فأقر: رجل وثورٌ تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد يعني أربعة أملاك في صور ما ذكر، أحدهم هو الرجل، والثاني في صورة ثور، والثالث بصورة نسر، والرابع بصورة أسد. رجلٌ وثورٌ تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليثٌ مرصد هذه المخلوقات تسمى ملائكة خلقهم الله لحمل هذا العرش، وجاء في حديث العباس بن عبد المطلب أنه يوم القيامة ثمانية أوعال، وأنهم يحملوا العرش بصورة أوعال، ولهم خلق عظيم وطول عظيم، لكن في إسناده بعض المقال، فنص القرآن أن هذا يكون يوم القيامة كما قال -سبحانه-: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، يومئذٍ يوم القيامة، فدل ذلك على أنه في الدينا أربعة، ويوم القيامة يكون ثمانية، والله المستعان والله أعلم))
http://www.binbaz.org.sa/noor/1437
