مسائل تتعلق بالمسند والمسند إليه

http://www.ebnmaryam.com/vb/clientsc...ges/extra1.gif



البلاغة
علم المعاني (5 )
ثانيا : المسند (2)
تتمة أحكام تتعلق بالمسند
مسائل تتعلق بالمسند والمسند إليه
[ الإطلاق والتقييد ]
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
www.albahre.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
ــــــــــ
مازال الحديث يتواصل في مسائل المسند :
ومن المسائل البلاغية المتعلقة بالمسند :
تقديمه :
ـــــــــــ
وذلك إذا وجد باعث على تقديمه :
كأن يكون المسند عاملا مثل :
قام زيدٌ:
قام : عامل ولكونه عاملا استحق التقديم
وأيضا يقدم :
إذا أريد به غرض مما يأتي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من بين هذه الأغراض :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التخصيص بالمسند إليه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحو : قوله تعالى : (( لله ملك السموات والأرض ))
أين المسند ؟
لله
لأنه خبر
وقدم هنا من أجل تخصيص ملك السموات والأرض لله عز وجل
ومن الأغراض :
ــــــــــــــــــــــــ
التنبيه من أول الأمر على أنه خبر لا نعت :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كقول الشاعر :
له هممٌ لا منتهى لكبرها
أين المسند ؟
له
فلو قال : همم له لتوهم ان كلمة له صفة لما قبله
ومن الأغراض :
التشويق :
ــــــــــــــــــ
التشويق للمتأخر إذا كان في المتقدم ما يشوق لذكره
مثاله :
قوله تعالى :
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ }
أين المسند ؟
في خلق
لم ؟
لأنه خبر " أن " الناسخ
فإذا سمع السامع هذه الآية اشتاق لتتمتها
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ }
هنا حصل تشويق
ومن الأغراض :
التفاؤل :
ـــــــــــــــــ
كأن تقول للمريض : في صحة أنت
أين المسند ؟
في صحة
وأين المسند إليه ؟
أنت
فقدم تفاؤلا
ومن الأغراض :
قصر المسند إليه على المسند :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى : {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }
فالمسند : لكم
والمسند إليه : دينكم
المسند : لي
المسند إليه : دين
والمعنى : دينكم مقصور عليكم وديني مقصور عليّ
ومن الأغراض :
المساءة أي الإساءة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن تريد أن تحصر الإساءة بخلاف التفاؤل
كقول الشاعر:
ومن نكد الدنيا
حين يسمع الإنسان ومن نكد الدنيا يستاء
ومن نكد الدنيا على الحر أن
يرى عدوا له ما من صداقته بدُ
أين المسند ؟
ومن نكد
ومن الأغراض :
ــــــــــــــــــــــــ
التعجب :
ـــــــــــــــــ
يقدم المسند من أجل التعجب كقولك :
لله درك!
أو يقدم للتعظيم :
ـــــــــــــــــــــــــ
كقولك : عظيم أنت يا الله
أو يقدم للمدح :
ــــــــــــــــــــــــــ
نعم الزعيمُ زيدٌ
أين المسند ؟
نعم
أو يقدم للذم :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بئس الرجل عمرو
أو يقدم للترحم :
ــــــــــــــــــــــــــــ
مسكين أنت
أو يقدم للدعاء :
ــــــــــــــــــــــــ
مباركٌ نجاحك
مبارك وصولك بالسلامة
إذاً: هذه هي الأغراض التي من أجلها يقدم المسند
وكما سلف تأخيره هو الأصل
لأن الأصل أن المسند إليه أصله التقديم والمسند حقه التأخير
وإنما قدم في المسألة السابقة لهذه الأغراض
وإلا فالأصل تأخيره .
المسند ينقسم إلى أقسام:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إما أن يكون مسندا مفردا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو إما فعل نحو :
قام زيد
قام :مسند وهو مفرد
وإما أن يكون ااسما :
المسند : اسم مفرد :
زيدٌ قادم
المسند : قادمٌ وهو اسم مفرد
وإما أن يكون المسند جملة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو ثلاثة أنواع :
ــــــــــــــــــــ
أولا : أن يكون سببا :
زيد انتصر أبوه
أو : زيدٌ أبوه منتصر
أين المسند ؟
انتصر أبوه
منتصر أبوه لأنه هو الخبر
زيد مبتدأ وهو المسند إليه
انتصر أبوه هو المسند ـــــــــــــــــ ما نوعه ؟
جملة فعلية
وأما المثال الآخر :
زيد أبوه منتصر
المسند : أبوه منتصر
نوعه :
جملة اسمية
النوع الثاني من أنواع المسند الجملة :
أن يقصد تخصيص الحكم للمسند إليه :
كقولك : أنا سعيت في حاجتك
أين المسند إليه ؟
أنا
سعيت :
هو المسند
نوعه : جملة فعلية :
إذ إنه يريد أن يقول : الساعي فيها أنا لا غيري
النوع الثالث من أنواع المسند الجملة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن يقصد تأكيد الحكم :
كقولك : زيد قام
أين المسند إليه ؟
زيد
أين المسند ؟
قام
نوع هذا المسند :
جملة فعلية
لكن لو قلت : قام زيد
أصبح المسند نوعه : مفرد
فهنا يختلف :
إذا قلت : قام زيد
أسندت القيام إلى زيد
كم مرة ؟
مرة واحدة
بينما في هذا المثال : زيد قام
أسندناه مرتين :
يعني : زيد قام هو
فإذا كان المسند جملة لأنه قصد به هنا : تأكيد الحكم
قد يؤتى بالمسند ظرفا أو جارا ومجرورا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
إذاً :
المسند إما أن يكون مسندا مفرد
أو مسندا جملة
أو مسندا شبه جملة
فيؤتى به : شبه جملة للاختصار :
زيد عندك
أين المسند ؟
عندك
زيد في الدار
المسند : في الدار
ما نوع هذا المسند ؟
شبه جملة
تطبيق على بعض الأمثلة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى : (( بل الله فاعبد ))
إذا أردت أن تعرف انظر إلى الموقع الإعرابي ما هو المسند وما هو المسند إليه ثم من هو المتقدم عن المتأخر:
لأن المسند حقه التأخير
المسند إليه حقه التقديم
هنا نطبق في الآية السابقة :
أين المسند في الآية ؟
وأين المسند إليه ؟
المسند : الله
المسند إليه : فاعبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهذا ما يتعلق بالمسند
وأحوال المسند :
إما أن يكون مفردا
أو جملة
أو شيه جملة
إذاً فرغنا مما يتعلق بالمسند إليه سابقا
وفرغنا مما يتعلق بالمسند وحده حاليا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندنا ما يسمى بالإطلاق :
في الدروس الماضية كان الحديث عن : المسند إليه منفردا
ثم أتبع بالحديث عن المسند
هنا :
ما يتعلق بالاثنين :
بالمسند والمسند إليه
عندنا ما يسمى بالإطلاق والتقييد بما يتعلق بالمسند والمسند إليه :
ما هو هذا الإطلاق ؟
وما هو هذا التقييد ؟
الإطلاق :
هو أن يقتصر في جملة على ذكر المسند والمسند إليه
حيث لا يدعو غرض إلى حصر الحكم
لو قلت مثلا :
العلم عزيزٌ
أين المسند إليه ؟
العلم
أين المسند؟
عزيز
هذه الجملة ماذا تسمى ؟
جملة مطلقة
لماذا سميت بجملة مطلقة ؟
لأنه اقتصر فيها على المسند والمسند إليه
أما بالنسبة إلى التقييد :
فمعناه :
أن يزاد على المسند والمسند إليه شيء يتعلق بهما أو بأحدهما مما لو أُغفل لفاتت الفائدة المقصودة
أو يكون لو أغفل يكون الحكم غير صادق
مثاله :
قوله تعالى :
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ }
أين المسند ؟
خلق
أين المسند إليه ؟
نا الفاعل : الضمير
هنا : حصل تقييد بالحال " لاعبين "
فقوله تعالى : ((وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا
)) لو كان في غير القرآن ولم تأت كلمة لاعبين
ماذا يكون الحكم ؟
نفي ، غير صادق
لأن الله خلق السموات والأرض وما بينهما
فلما أتت كلمة لاعبين قيدت هذا التقييد
لو لم يكن ؟
يحكم على هذا الحكم بأنه غير صادق
إذاً هذا هو فائدة القيد
وكلما زاد قيود الحكم ازداد إيضاحا وتكون فائدته أكبر
وهذا التقييد الذي يكون للمسند والمسند إليه أو لأحدهما يكون لأمور شتى
هذه الأمور نأتي على بعض منها في الدرس القادم إن شاء الله