الرد على أكاذيب المسيحية : تحريف القرآن - سورة النورين و سورة الولاية

بسم الله الرحمن الرحيم

سورتي النورين و الولاية : مجموعة من العبارات الركيكة، الملفقة، المشوبة بالعجمة، والتي تحاكي القرآن، لم يكن لها أي أثر قبل القرن 17 ميلادي، ولم يسمع بها أحد من المسلمين قبل ذلك الوقت، ولم ترد لا في مصادر السنة ولا في مصادر الشيعة، وكل الذين أشاروا إليها هممستشرقين مسيحيين نقلاً عن نصوص هندية اكتشفها مسيحيون !!

فقد أشار إلى السورتين المزعومتين المستشرق المسيحي نولدكه (1931م) في كتاب "تاريخ القرآن" نقلاً عن كتاب من الهند اسمه "دبستان مذاهب" ألفه شخص مجهول الهوية في القرن 17 ميلادي يتحدث عن الأديان والمذاهب وبعض الفلسفات المنتشرة، واكتشفه بالصدفة مستشرق مسيحي إسمه وليام جونز عام 1787 م.وقال المستشرق المسيحي غولدر تسهير (1920)، أن المستشرق المسيحي جارسان دي تاسي (1878)، والاستاذ في كلية بطرسبرغ/ روسيا ألكسندر كاظيموفيتش كاظم بك (1870)، نشرا لاول مرة النص المسمى بسورة النورين، والتي ادعى [أي المسيحي غولدر] أنها متداولة في دوائر الشيعة (مع العلم أن هذه السور غير مذكورة في أي مصدر شيعي على الاطلاق !) وأنّه [أي المسيحي غولدر] وجد في الهند نسخة من القرآن تشتمل على اضافة سورتي الولاية و النورين. ثم علق قائلاً بأن هذه السور تعتمدها الشيعة وتعتبر بأن عثمان حذفها من المصحف لأنها تثبت الإمامة لعلي بن أبي طالب !! (أذكر بأن هتين السورتين غير مذكورتين في أي مصدر شيعي على الاطلاق، فمن أين أتى غولدر بهذا الاستنتاج؟)

أشير الى أن المستشرق المسيحي جارسان دي تاسي دي، قام عام 1842م ولاول مرة بنشر النص العربي لسورة النورين في مجلة journal asiauque مرفقاً اياه بترجمة فرنسية عن الكتاب الأصل (كتاب دبستان مذاهب)، وبعده بسنة قام الاستاذ في كلية بطرسبرج - روسيا، ألكسندر كاظم بيك باعادة ترجمة السورة ونشرها في نفس المجلة وقال بأن ترجمته أكثر دقة !!

وفي عام 1913 كتب المستشرق المسيحي كلير تسدل مقالة بعنوان (اضافات الشيعة على القرآن) قال فيها أنه اكتشف في بانكيبور في الهند نسخة قرآنية مكتوبة بخط اليد، كتبها شخص مجهول في القرن 17 ميلادي، وتشتمل على اضافة سورتي الولاية و النورين.

وعليه، فالمصدر لكل هذا هو:
1-من الهند/ كتاب باللغة الفارسية اسمه (دبستان مذاهب) كاتبه مجهول، واكتشفه مسيحي.
2-من الهند/ مخطوطة مكتوبة بخط يد شخص مجهول تحتوي على سور قرآنية، واكتشفها مسيحي.

وكل الكتب السنية والشيعية التي نقلت أو انتقدت أو ردّت مثل "رسالة في الرد على الرافضة" (1206 هـ) و "تحفة الاثني عشرية" (1239هـ)، واحمد علي السالوس، ومحب الدين الخطيب، وموسى جار الله، ومحمد مال الله، واحسان الهي ظهير، والدكتور احمد الجلي, والدكتور ناصر القفاري، وفصل الخطاب للنوري...كلهم اعتمدوا في مصادرهم لايراد هتين السورتين على (دبستان مذاهب) وتاريخ القرآن لنولدكهه ومذاهب التفسير الإسلامي لغولدتسهير...


ملاحظة مهمة جداً:
حتى كتاب دبستان مذاهب, فقد قال مؤلفه المجهول قبل نقل هذه السورة المزعومة ( ما سمعته من جماعة في لاهور فاوردته). على أن نفس الظروف المحيطة بتأليف كتاب دبستان مذاهب وشخصية مؤلفه والمصادر التي اعتمد عليها تجعل أصابع الأتهام والشك والريبة قوية الاشارة اليه والى الهدف من الكتاب بالاصل. وقد توصل محقق الكتاب الى أن المؤلف المجهول هو احد الآذركيوانيين الزردشت (سلامة القرآن من التحريف: 404) . مع ملاحظة أن اول من ترجم الكتاب هم الانجليز وطبع بالفارسية لاول مرة من قبل (وليام صاحب) فلا يبعد عبث ايديهم الاضافي بالكتاب ،المجهول الكتاب أصلاً، خاصة وان فيه ارآء لم يسمع بها من قبل.

المصادر:
1-كتاب سلامة القرآن من التحريف - فتح الله المحمدي
2-سورة النورين المزعومة - موقع مركز الابحاث العقائدية
3-موقع معرفة دوت اورج
4-وصفحات المستشرقين الوارد ذكرهم على الموسوعة الحرة - ويكيبيديا.