ما معنى ان الله كتب ان فلان من اهل النار ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الله سبحانه وتعالى أمر القلم ان يكتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن الى يوم القيامة قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة. كما اخبر الحبيب صل الله عليه وسلم

إذا فالله قبل ان يخلقني ويخلق اي شخص كتب عنده مصير هذا الشخص

فالله كتب انني سأعصيه في اليوم الفلاني والساعة الفلانية

والله كتب انني سأطيعه في اليوم الفلاني والساعة الفلانية

فهل الله اجربني على طاعته ومعصيته؟

هل نحن مسيرون ام مخيرون؟

وللإجابة على هذا السؤال: اولا يجب ان نعلم ان الله سبحانه وتعالى هو العدل ولا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتِ من لدنه أجرا عظيما

والله سبحانه وتعالى كما في الحديث القدسي عن النبي صل الله عليه وسلم : والحديث القدسي هو الذي يكون عن الله سبحانه وتعالى ولكنه ليس قرآنا: حيث يقول رب العزة جل جلاله: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.

فالله سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة وهو العدل : إذا كيف نوفق بين كونه العدل وبين كونه كتب كل شيئ قبل ان يخلقنا؟

الامر بسيط جدا لمن قرأ القرآن وتدبر معانيه

أولا الله سبحانه وتعالى هو القدار على كل شيئ وإرادته نافذة والله يخلق ما يشاء ويختار وكل يوم هو في شأن وللإنسان ارادة ومشيئة ولكن هذه الارادة والمشيئة خاضعة لإرادة الله قال تعالى : وما تسؤون إلا أن يشاء الله..

وإرادة الله نوعين إرادة لا طاقة للبشر بمخالفتها وتسمى الإرادة الكونية : مثل الموت والمرض والزلازل وغيرها وهي المقصودة بالصبر على أقدار الله المؤلمة

وإرادة شرعية وهي ما يريده الله من العباد في امور العبادة ولأنه العدل لم يجبر احد عليها

ثانيا الله خلقنا على هذه الحياة وأمرنا أمر شرعي بعبادته جل في علاه فقال: وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون

والله سبحانه وتعالى اخبر من اطاعه بالثواب العظيم ومن عصام بالعقاب الكبير

ثم أعطانا المشيئة فقال فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر

فأنا ان اردت ان اصلي لله تعالى اي شئت ان اصلي لله

فالله بما انه اعطاني الخيار ان امن او اكفر

فالله ينظر لمشيئتي فيعطيني القدرة على فعلها بعد ان يشاء لي فعلها

وانا ان اردت ان اعصيه في ساعة معينة ينظر الي ويعطيني القدرة بعد ان يشاء لي فعلها

لانه اعطاني الخيار فهو لم يظلمني وانا اخترت فعلها فافعلها ويحاسبني يوم القيامة

وبما انه الله فلا استطيع ان اخرج من مشيئته ولا ان اشاء شيئ لم يشائه هو

فبذلك لا يكون ظالما لي إن كتب علي ان اعصيه لأن ما كتبه سبحانه ما هو الا اختياري الذي سأختاره

فالله سبحانه وتعالى كتب في اللوح المحفوط عنده ما انا سأفعله بكامل ارادتي إن خلقني

فلو كتب عنده ان فلان في النار

اي الله عالم بعد ان يخلقه ان هذا الشخص سيعمل بعمل اهل النار فكتب الله مصيره الذي اختاره هذا الشخص بكامل ارادته

ثانيا تكلمت في بداية الموضوع عن كلمة: مسيرين ام مخيرين

هذه الكلمات حادثة لا وجود لها في القران والسنة وكلام سلف الأمة وأئمتها وهو من بدع علم الكلام التي لا نتكلم بها وانا ذكرتها لأنبه على هذه النقطة وهي كلمات فلسفية

فلا ينبغي ان نتكلم بها بل نتكلم فما في القران والسنة

وبعد الشرح الذي شرحته نعلم:

اننا بالنسبة لما في اللوح المحفوظ مسيرين لان ما في اللوح المحفوظ هو حتما ما ستفعله

ولكن في الحقيقة نحن مخييرين في افعالنا

مثال شخص صور فيديو والناس يتكلمون : انت عند التصوير تستطيع ان تقول ما تريد فأنت مخير

ولكن بعد اكتمال الفيديو ولو اعاده على الملء فأنت لن تستطيع تغيير الكلام يلي بالفيديو فبالنسبة للفيديو انت مسير

ولكن الفيديو ما هو الا افعالك واقوالك التي انت بالاصل مخير فيها

ارجو ان تكون الفكرة قد وصلت والحمد لله رب العالمين