علوم المخطوطات اليونانية- تفنيدأكذوبةعصمةالكتاب المقدس د\ شريف حمدي
د\ شريف حمدي
هذه هى المقالات التى نشرت تحت عنوان (عصمة الكتاب المقدس) تفنيد الأكذوبه من المخطوطات
ودارت السلسلة كلها حول المخطوطات اليونانية و انواعها وتحليلها والعرض لأشهرها وبيان اوجه التحريف فيها موثقا هذا من المراجع التى كتبها كبار العلماء النصارى فى الغرب حول نقد النصوص فى المخطوطات ،وحسب علمى فان بحثى هذا هو الاول من نوعه فى اللغه العربية وستجد لذلك الغالبيةالعظمى من المراجع باللغات الاجنبية (الانجليزية والالمانية واليونانية واللاتينية)ولم يكن بعضها مترجما للانجيليزية مما زاد صعوبة البحث فيها
أرجوا لكم الفائدةوأرجوا ممن يرغب فى نسخ أى جزء منها او نسخها كلها حتى أن يشير الى المصدر الذى أخذمنه ليستعين به فى مقالاته حرصا على الأمانة العلمية
المخطوطات اليونانية
رغم ان المسيح لم ينطق بكلمة يونانية فى حياته أثناء رسالته والاناجيل نفسها تحفظ هذا وتشير لبعض الكلمات الارامية التى كان ينطق بها وتحتفظ بالقليل جدا من هذه الاشارات ، الا ان جميع كتب النصارى المقدسه عندهم مكتوبة ابتداء باليونانية والخلاف تقريبا يقتصر على متى الذىيذكر عنه بابياس انه كتب انجيله لليهود المتنصرين وكتبه بالعبرية ليناسبهم ، واختفت هذه النسخة العبرية وليس لدينا سوى كتاب يونانى اللغة يفترض انه هو نفسه انجيل متىالعبرى ولكن اثبات هذا او نفيه فى موضع اخر وحلقه اخرى
ولهذا فوجب علينا أننتحدث عن اللغة اليونانية ومخطوطاتها
فى الحقيقه لدينا فى العصر الحديث عدةأنواع من النصوص اليونانية للعهد الجديد وليس نصا واحدا وكل منها قام بتجميعها عالم من علماءهم عبر دراسته للمخطوطات التى توفرت له قدر استطاعته وهى تختلف عن بعضها فىالكثير جدا وسنبين كل شىء فى وقته ، واليك بيان باهم هذه التجميعات للنصوصاليونانية للكتاب المقدس عندهم
1) اولها نسخة ارازموس 1516م
2) استفانوسوالتى اعتمدت عليها كنيسة انجلترا فى نسخة الملك جيمس الشهيره
3) الزيفير وهىعرفت فيما بعد باسم النص المستلمTextus receptum اوReceived text
4) بعد هذابدأ علماء كبار بدراسة الجديد فى المخطوطات وبدأت الاختلافات تصل الى حد يصعب تصورهكما قلنا بالكشوف الجديده ومن أهم هؤلاء العلماء
أ ) جاريسباخJohann Griesbach 1745-1812 هذا الرجل قام بعمل عظيم فعلا فهو أول من قسم المخطوطات الى انواع حسبنوع الخطوط الى بيزنطى واسكندرى وغربى وسنتناولها بالتفصيل لأهميتها فى وقتها كماأنه من أوائل من درس المخطوطة الفاتكنيه والعجيب انه سمح له فقط بمطالعتها ومنع مننسخ اى شىء منها من قبل السلطات الكنسية لاسباب مفهومة طبعا ، فقام بصورة يوميةبالذهاب الى المكان الذى تحفظ فيه المخطوطة وكان يتظاهر بالقراءة بينما كان يحفظالمخطوطة ثم يكتب ما حفظه عند عودته ويعود فى اليوم التالى ليتأكد من صحة ما حفظهثم يحفظ من جديد ، الى ان نشر فى النهاية نسخته من العهد الجديد والذى كان يخالفالنصوص السابقة كثيرا اعتمادا على المخطوطة القديمة الفاتيكانية ، وهو أول مناستخدم لفظ الاناجيل المتوافقة على الاناجيل الثلاثة الاولى متى ولوقا ومرقس
ب)بنجل : اول من طالب بتقسيم المخطوطات
ث) ويستكوت وهورتBrooke Westcott 1825–1901 / Fenton Hort 1828-1892 : هذان العالمان الانجليزيان من أهم علماءالمخطوطات على الاطلاق وكانا من اساتذة الكتاب المقدس ، وكانا أيضا اسقفين ، وحاولا وضع صيغه لتقرب العلاقة بين الكتابات الجديده المعتمده على المخطوطات الجديده وبين النصوص القديمة ووضعا نسختهما والتى بناء عليها جاءت أهم واشهر النسخ العالميةالحديثه مثلRevised version حتى اخر اصداراتها
ج)جون برجونJohn Burgon 1813-1888 :رغم علمه الواسع بالمخطوطات وثراء كتبه الا ان صرامته ادت لكثرة اعداءهمما جعل الكثيرون يتجاهلونه
د)نستلEberhard Nestle 1851-1913 / Erwin Nestle 1883-1972 : لنستل نسخة فى منتهى الأهمية للعهد الجديد فى اليونانية وكان يعتمباختيار القراءة الاكثر شيوعا فى كل موضع فى أفضل المخطوطات واكثرها عددا وبهذا فأن القراءة الأكثر تواجدا فى أفضل المخطوطات تحتل مكانها فى نسخته فى محاولة للوصول لاكثر القراءات قربا من الأصل ،وقام ابنه اروين نستل بتطوير عمل والده بالتعاون مع كرت الاندkurt aland حتى أصبح الاسم النهائى لاصدارتهم من العهد الجديد هو العهدالجديد اليونانى لنيستل – الاندNestle-Aland Novum Testamentum Graece.
ه)متزجرBruce Metzger 1914- اميركى ووضع اسسا جديدة لنقدالنصوص القديمة لاختيار افضل القراءات واقربها للاصل
وغيرهم أمثال تشايندروف الذى اكتشف المخطوطة السينائية وكارل لاشمان …الخ
واذا لاحظت كل هذا فستجد أنه لا حديث عن تطابق او اى شىء من هذا الهذر الذى يردده النصارى العرب بل اعتراف كامل بالاختلافات والتحريف ومحاولات هائلة بالفعل للرجوع لأصل هذه القراءات قدرالاستطاعه رغم محاربة السلطات الكنسية لكثير من المحاولات بالفعل كما رأينا معجرايسباخ مثلا
وعذرا للاطالة ، واذا كان الموضوع مملا بعض الشىء الا ان له أهمية كمقدمة لما سيأتى فيما بعد لان معرفة هؤلاء العلماء وأعمالهم ضرورى قبل البدءفى النقد المباشر استعانة باعمالهم ونصوصهم والمخطوطات التى استخدموها فى دراسةالكتاب المقدس الحالى (العهد الجديد)
انواع المخطوطات اليونانية
تم تقسيم المخطوطات اليونانية الى أربع أقسام ، وفى الحقيقه يبدواالتقسيم ظاهريا كأنه تقسيم حسب نوع الخط . ولكن الحقيقه هى أن كل نوع يتميز بسماتخاصة جدا لا من حيث الخط فقط ، وانما يمتد الامر الى قراءات معينة للنصوص ، وتصوراتخاصة يتم تضمينها فى النص فعادة نجد كلمة معينة مستخدمة فى أحد هذه الانواع ونجدكلمة أخرى مستخدمة فى نوع اخر فى نفس الموضع ، بل ان هناك انواع منهم حاولت الجمع قدر المستطاع بين نوعين اخرين
ولابد فى البداية أن نفهم شيئا هاما وهو أن مراكزالمسيحية فى عصور ما قبل الاسلام كانت متركزه فى 3-4 أماكن رئيسيه
أولا أنطاكيه
ثانيا الاسكندريه
ثالثا روما وقرطاجه
رابعا القسطنطينية
وكل مكان منهذه الاماكن اتسم فى الاساس بنوع معين من المخطوطات والخطوط والقراءات
أماالتقسيم الخاص بالمخطوطات فيتم الى الاتى
أولا النوع البيزنطى
هذا النوع يشكل الغالبيه العظمى من المخطوطات التى لدينا عدديا اذ تبلغ أكثر من 90 % من المخطوطات التى لدينا وعادة تعد قرائاتها هى التى اعتمدت عليها النسخ القديمةاليونانية لارازموس واستفانوس والنص المستلم لتوفرها فى ذلك الوقت ، وفى الحقيقهفان هذا النوع نشأ فى بيزنطه (الامبراطورية البيزنطيه والتى كان عاصمتهاالقسطنطينيه) وبعد الفتح العثمانى للقسطنطينيه انتقل معظم الدارسين بمخطوطاتهم الىالغرب فتوفرت هذه المخطوطات للدارسين فى البلاد الغربيه من أمثال ويليام تندل (صاحب الترجمة الذائعة الصيت والقديمة ) ومارتن لوثر (مؤسس المذهب البروتستانتى) وتيودوربيزا العالم اللاهوتى ، وساعدتهم فى دراساتهم للتحلل من السيطرة الكاثوليكيةالصارمة على المخطوطات وحظر تداولها فأثرت تأثيرا بالغا فى رسم تاريخ الكتاب المقدسحتى عصرنا هذا فى بلاد بعيدة عن بلاد نشأتها نفسها واصبحت الغالبية العظمى منالترجمات الشائعة فى معظم اللغات مبنيه على هذا النص البيزنطى كمرجع أول (مثل الملك جيمس و فان ديك العربية المستخدمة حتى الان) بسبب تأثر لوثر بها وكلنا يعلم فضلا لبروتستانت فى نشر الترجمات بعد الحظر الكاثوليكى الذى دام أكثر ألف عام
واذاانتبهنا لشىء ما فسنلاحظ أن القسطنطينية بنيت فى عهد قسطنطين الشهير الذى عقد مجمع نيقيه 325 م أى فى القرن الرابع الميلادى ، ولا شك أن هذا الطراز من الخطوط لم يظهرالا بعد ان انقسمت الامبراطورية الرومانية الى بيزنطيه شرقيه واخرى رومانية(عاصمتها روما ) غربيه وذلك بعد الدمار الذى لحق بها من جراء غزوات الهمج فى نهايةالقرن التالى (الخامس) 476 م
http://en.wikipedia.org/wiki/Byzantine_Empire
فلابد أن هذاالخط والقراءة نشأ بعد هذا حتى ينسب لبيزنطه ، وهو وان كان أكثر الانواع عددا فىالمخطوطات الا انه ليس أقدمها كما نرى اذ يعود فى نشأته الى القرن السادس والسابع
ويكتب بروس متزجر فى تعليقاته وشروحاته حول العهد الجديد اليونانى
A Textual Commentary on the Greek New Testament, “The framers of this text sought to smooth away any harshness of language, to combine two or more divergent readings into one expanded reading, and to harmonize parallel passages
"هيكل هذا النصيهدف الى ازالة أى عوائق لغوية خشنة و مزج اثنين او اكثر من القراءات المتباينة فىقراءة واحدة طويلة مع اضافة الانسجام اللازم فى الفقرات المتقابله"
وبامكانكمالرجوع للكتاب اذا اردتم
Bruce Metzger, Introduction to: A Textual Commentary on the Greek New Testament, Stuttgart: Biblia-Druck GmbH (German Bible Society), 1975, p. xx.
هو يعنى ببساطة أن هذا النوع توفيقى فى المقام الاول ولا يبحثعن الأصل بقدر ما يبحث عن توفيق القراءات لجعلها واحده منسجمة بل إنه يهدف لما هوأبعد من هذا وهو أن يصل فى النهاية الى الانسجام والتوحد بين الفقرات المتوازيةوالمتقابله فى الكتاب المقدس وخصوصا الاناجيل حيث يتم توحيد وتقريب الجملفىالاناجيل ما دامت قيلت فى نفس الموضع بحيث أن من يقرأها يتصور فى النهاية انها تكادتكون واحده والاختلاف بينها لا يذكر
هذا هو شرح ما قاله متزجر الذى عرفنا به فىالمقاله السابقة
وطبعا نحن نرى ان النص البيزنطى ليس نسخا لمخطوطات سابقه بل هوعمل طويل الامد ومنظم للغاية من القيادات الكنسيه لتحقيق انسجام (لابد أنه كانمفقودا فى المخطوطات السابقة والا فلم يحاولون جعلها منسجمة)فى هذا النوع منالخطوطات الذى يعد حديث العهد نسبيا اذ يرجع تاريخه الى مابعد المسيح بأكثر من 6قرون
وفى الحقيقه فان الغالبية العظمى من الدارسين الان يرون وبصورة لا تدع مجالا للشك أن هذا النص توفيقى كما أنه وبوضوح هو الاطول بين جميعالانواع
ولمزيد من التوضيح سأعطى مثالا لهذا النوع من التوفيق :
يوحناالاصحاح العاشر آية 19
19. فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسبب هذا الكلام.(SVD)
وللمقارنة باليونانية سنحتاج الترجمة النجليزيةKJV لان اللغه الانجليزيةاقرب لليونانية
There was a division therefore again
وفى اليونانية
النص الغربى : سكيزما هون ويعنىa division therefore
النص السكندرى: سكيزمابالن ويعنىa division again
النص البيزنطى : سكيزما هون بالن ويعنىa division therefore again
ونرى هنا كيف قام النص البيزنطى بالجمع بين الاثنين وطبعافان الترجمة العربيه غير دقيقه حيث أن الدقة تعنى هنا
"فحدث لذلك انشقاق مرةأخرى بين اليهود بسبب هذا الكلام"
وليس
"فحدث ايضا انشقاق بين اليهود بسببهذا الكلام "
والذى يبدوا أقرب للقراءة السكندرية واستخدم أيضا بدلا من مرة أخرىأو بدل ثانية رغم ان المترجم فى ترجمةSVD كان يعتمد اساسا على النص البيزنطىوسنلاحظ أن النص السكندرى أقصر طبعا من النص البيزنطى
وليس المثال السابق شديدالاهمية ولكنه توضيح للاسلوب التوفيقى ، وتوضيح لماذا نقول أن النص البيزنطىأطول
ولا يعنى هذا أن العمل الذى قام به البيزنطيون هو جمع الكلمات فوق بعضهافقط ، وانما فى الحقيقه كان البحث عن المصادر التى تستخدم نفس الاسلوب التوفيقىوالتى تذكر أطول نص توفيقى ممكن ، وهو ما ذكره هارى ستيرز فى كتابه عن المخطوطاتالبيزنطيه حول نفس هذا المثال
in The Byzantine Text-Type: New Testament Textual Criticism: “In the John 10:19 passage, while P45 and P75 support the Alexandrian reading, P66, the earliest papyrus, reads SCHISMA OUV PALIN
وهذاهو المرجع لمن يريد
Harry Sturz, The Byzantine Text-Type & New Testament Textual Criticism, New York: Thomas Nelson Publishers, p. 84.
تحليل المخطوطات اليونانية
تحليل المخطوطات اليونانية
مماسبق فى الحلقات الاولى رأينا كيف أن مسألة التحريف وان كانت مثبته من نتائجها(أخطاء وتناقضات ) فان المخطوطات تثبتها بصورة أكبر وتوضح العملية بصورة منظمةومؤرخة حيث أن كل مخطوطه تحوى دليلا على التحريف المتعمد (وأنا لا أتحدث عن التحريفسهوا أو خطأ) وبصورة لا تدع مجالا للشك
فمن سمات المخطوطات نجد أن جميعها دوناستثناء تعرض للتحريف وأن أقلها فى هذا الاحتمال كان النص السكندرى وان كان هذا لاينفى أن هذا النص نفسه قد تعرض لبعض التحريف – قل او كثر – لخدمة أغراضكاتبيه
لماذا نفترض ان النص السكندرى هو الاقرب للصحة (وليس الصحيح ولاحظالفارق) ؟
أولاهو أقصر النصوص على الاطلاق وبالتالى فهو أقلها احتمالا لمسألةالتحريف بالاضافة وان بقى التحريف بالحذف والتبديل محتملا
ثانيا هو أقلالنصوص فى الاسلوب البلاغى والنحوى واللغوى ولا يتصور عاقل أن الكهنة والكتبةوالقساوسة فى الاسكندرية قاموا بافساد بلاغة النص وملأوه عمدا بأخطاء املائيةونحويه ، وانما العقل يقول انهم قد يحاولون تحسين النص بالاضافة والحذف والابدال(كما فعل كتبة النص البيزنطى والقيصرى والغربى) أما أن يحذفوا جملة ذات اسلوب جميلراق الى جملة ذات اسلوب ركيك فهذا غير معقول منهم ، وهذا يشير الى ان النص الاصلىكان قليل الجمال البلاغى والدقه اللغوية وان مالدينا هو تحسينات القرون التالية
وقد أضفت هنا بعض الصور البيانية الخاصة بنتيجة تحليل الأخطاء والقراءاتالمختلفة بين المخطوطات فى الاناجيل الاربعة (واكتفيت بـ ألف خطأ موزعين علىالاناجيل الاربعة وسوف ندرس بإذن الله أهم هذه الاخطاء واختلافات القراءه بينالمخطوطات فى حلقات قادمه)
وتوضح الرسوم البيانية أن أقل النصوص احتواء علىقراءات ضعيفة وثانوية هو النص السكندرى وأكثرها هو النص البيزنطى (نص الاغلبيةالحالى)
كما تحتوى الرسوم ايضا على نسب مطابقة الانواع المختلفة للنص البيزنطىفكان أبعدها عن المطابقة (فى القراءات المختلف فيها ) النص السكندرى بنسب تتراوحبين 2- 8 % حسب الاناجيل (أقلها مطابقة انجيل لوقا وأكثرها انجيل يوحنا) وأقربهاللنص البيزنطى كان النص القيصرى (ما بين 60-80% فى نسبة المطابقة فى تلك القراءات)ولاحظ أن هذه النسب نتيجة لتحليل الاخطاء والقراءات الضعيفة فقط لا النصبأكمله
واستخدت اسلوب نستل وآلاند مع أفضل ما فى أسلوب ويستكوت وهورت لضمان افضلالنتائج وقارنتها بنتائج العلماء السابق ذكرهم و غيرهم فطابقت أكثرهم و بلغت نسبةالخلاف بيننا فى أقصاها الى 7.45 % وهى نسبة ضئيله ، كما بلغت نسبة الخلاف فى أدنىصورها (مع نستل والاند فى الطبعة السابعة والعشرينNA 27) حوالى 1.2 %
أرجوا أن يكون الأمر واضحا الان من النواحى العلمية والاحصائية
ونقطةاضافية اوضحها هى أن اثبات ان كلمة معينة موجودة فى أفضل المخطوطات لا تعنى انهااصلية بالضروره وانما فقط تعنى انها موجودة فى أفضل المخطوطات اذ ان الاختلافات بينالمخطوطات فى عصور قديمة توحى بأن النص الأصلى نفسه كانت منه نسخ مختلفة منذ عصورأقدم ، والنص الأصلى نفسه لم يكن مقدسا (بمعنى أن الكتاب الذى كتبه لوقا مثلا وقالأنه تتبع كل شىء بتدقيق و أنه يفعل كما فعل الكثيرون قبله من تأليف قصة عن المسيحفى الامور التى وصلتهم من الذين كانوا معاينين او خداما للكلمة ، مثل هذا الكتابباعتراف صاحبه لم يكن مقدسا فى رأيه ولم يكن بوحى وانما هو عمل بشرى تماما لم يخطرعلى بال صاحبه ان يقدسه الناس يوما ، وكل ما يحاول العلماء فعله الوصول لأقرب صورةممكنه من كتاب لوقا الأصلى مثلا لا الأنجيل الخاص بالمسيح فهذه محاولات أقربللاستحاله منها للحدوث
أما نحن هنا فلا نحاول هذا ولا ذاك وانما نظهر ما فى كتبالقوم من اضطراب وتحريف عبر السنين ، ويفيدنا هذا فى دراسة نوعية التحريف وكيف انهكان يتقدم دائما فى اتجاه اثبات الوهية المسيح على نصوص لا تحوى هذه المعلومة ،بمعنى أن نص مرقص الاصلى مثلا لم يكن يحوى شيئا من الوهية المسيح بل وربما منقيامته منا لاموات أيضا
أيضا اثبات قراءات معينة لا يعنى انها صحيحه بصورة مطلقهوانما يعنى انها صحيحه ترجيحا الى أن يثبت غير هذا ونجد مخطوطات جديده أفضل ، كماأن عدم الشك فى جمل او كلمات أخرى لا يعنى انها فعلا صحيحه وانما يعنى ان المخطوطاتالتى لدينا ترجحها وربما كانت اصلية الا ان المؤلف (لوقا او مرقص) اخطأ فيها ولهذاحديث اخر ، بل ان كلمة مرقص او لوقا لا تثبت أى شىء فهذه اسماء كثيرة الشيوع للغايةوانتحال اسماء المشاهير امر شائع فى تلك العصور باعترافهم هم انفسهم والا لماذايرفضون اناجيل بطرس وتوما وأعمال يوحنا ورسائل برنابا وانجيله وغيرها عشرات ومئاتمنسوبة لمشاهير ويقولون انها مدسوسه عليهم ولا يضعون ضمانات لما ضمنوه هم ، فمادليل أن متى هو نفسه كاتب هذا الكتاب (وأنا اقصد متى الحوارى اذا كان هناك فعلاحوارى بهذا الاسم) لاشىء فنحن لم نعرف اسمه الثلاثى مثلا بل متى فقط ، بل ان المدعوانجيل متى غير مكتوب عليه كلمة أنجيل اصلا (ولكن لهذا حديث اخر)
وسنبدأ فىالتعريف ببعض أشهر المخطوطات ومحتوياتها لعلكم تعرفون مما نقول صدق القوم أو كذبهموأحب أن أذكر معلومة على لسان كيرت ألاند فىJournal of Biblical Literature, Vol. 87, p. 184. يقول فيها أن عدد المخطوطات اليونانية (ولاحظ أننا لم نعطى لأى مخطوطاتأخرى نفس الأهمية) 5255 مخطوطة تقريبا
وأحب أن انوه ان المخطوطات التالية فىالاهمية هى المخطوطات السريانية (الارامية) و الفولجاتا اللاتينية والسبب قدمهما ولان الاولى هى لغة المسيح نفسه فهى أقرب تعبيرا عنه (رغم انها ترجمه عن اليونانية)والثانية قام بها جيروم العالم الشهير عندهم
1) المخطوطة الفاتيكانية: Codex Vaticanus
تسمى المخطوطهB اختصارا وهى مكتوبة بنظام يعرف باسمUnical وهوعبارة عن الكتابة بحروف كبيرة(Capital ) متلاصقة دون مسافات بين الكلمات ، وهذهالطريقة عسيرة فى القراءة لاقصى درجة والخطأ فى قرائتها وكتابتها سهل للغاية بلأنهم كانوا اذا ماانتهى السطر ولم تنتهى الكلمه يكملونها فى السطر التالى بدون أىتلميح لهذا ، وهى من النوع السكندرى
انظر هذا نموذج انجليزى لهذهالطريقه
FREQUENTLYONEHEARSTHETERMSAUTOG
RAPHSORORIGINALSTHEYAREREFERRIN
GTOTHEACTUALDOCUMENTSSENTTOTHEV
ARIOUSCHURCHESORINDIVIDUALSBYTH
EBIBLICALWRITERSANDUNFORTUNATEL
YNOLONGEREXISTONLYCOPIESOFTHESE
REMAININSEVERALFORMSTHEEARLIEST
COPIESAREEGYPTIANPAPYRUSFRAGMEN
TSDATINGFROMTHESECONDCENTURYTOM
التعديلات فى المخطوطات اليونانية
التعديلات فى المخطوطات اليونانية
المخطوطه كلارومونتانوس
تعود الى القرن السادس ، وجرت عليها تصحيحات كثيرة وحدد تشايندروف 9 مصححينمنهم اربعة فقط لهم اهميه كبرى
الأول منهم كان فى القرن السابع ، الرابع فىالقرن التاسع
وقد قاموا طبقا لسكريفينير أكثر من ألفى تغيير حرجCritical changes فى النص وقد استخدموا مرجعيه بيزنطيه فى هذه التغييرات (طبقا لكلامسكريفنيرscrivener )
المخطوطةH
أهمية هذه المخطوطة اساسا فى انهانموذج للتغيرات والتصحيحات
اول كتابه لها كانت فى القرن السادس ، وبعد هذا بقرونأعيد تثقيل وتحبير النصوص مع وضع اشارات لغويه (خاصه باليونانية) ، اما اهم شىء فىهذه المخطوطه هى شهادة مكتوبه فى اخر الرساله الى تيتس ، اذ تشير الى أن هذهالمخطوطه تم تصحيحها بمرجعية مخطوطه كتبها بامفيليوس وحفظت فى قيصريه ، وحددتشايندروف تاريخ هذه الملاحظه أو الشهادة بنهاية القرن السابع الميلادى (لاحظ هذا )والمخطوطة المذكورة من النوع البيزنطى
المخطوطه 424
حدد العلماء مثلتشايندروف والاند ثلاثة أيدى قامت بالتغييرات ، والتى بلغت فى تقديراتهم بضعة الافخاصة فى رسائل بولس والرسائل الكاثوليكيه
وليس هذا هو المهم فى حد ذاته وانماالمهم هو ان نوعية هذه التغييرات كانت مقصودة بصورة مدهشه لانها كانت تصب فى خانةالنوع البيزنطى ، بمعنى أن المحرفين قاموا بتغيير معالم المخطوطة من نوع قديم منالقراءات الى النوع البيزنطى
وهذه التغييرات تمت فى عدد كبير من المخطوطاتلتتحول قسرا الى النوع البيزنطى من القراءات ولتعبر عن الرؤية البيزنطيه للاناجيلوالعهد الجديد
طبعا تكاد جميع المخطوطات والبرديات دون استثناء ان تحتوى علىتغييرات وتعديلات ، والغالبية تتم فى اتجاه واحد وهو تحويل النص الى النوع البيزنطى(المتأخر تاريخا كما ذكرنا والتوفيقى النزعه فى كثير من الاوقات) ولكن المخطوطاتالسابقة هى امثله جيدة وواضحه لهذه التعديلات التى تتفاوت من مخطوطه لاخرى وكمارأينا فقد شملت التعديلات العنيفة أشهر المخطوطات والبرديات
صحيح أنالتصحيح قام بالكثير من الاعمال الهامه لتصحيح الاخطاء الاملائية وغيرها ، لكنه قامأيضا بأعمال تندرج تحت بند تزوير الدين والتاريخ ، وسرقة أنواع من النصوص وتحويلهاالى نوع اخر (ولا أدرى لماذا أتذكر عمليات تهويد القدس أو عمليات التنصير القسرى)اذ رأينا فى هذه العمليات تحويل كامل للنصوص الى اتجاهات مرغوبة من رجال الكنيسهالناسخين والكتبه
اذا فالملخص العام لبحثنا فى المخطوطات بصورة عامة
هناكعدة انواع من المخطوطات أقدمها هو النوع السكندرى ، ولهذا يحظى باحترام العلماء ،وقراءاته تختلف كثيرا عن النص البيزنطى الاحدث والذى يهدف بصورة ما الى وضع تصورمتوافق للقراءات والخلافات بينها ، كما يستبعد أى قراءه لا توافق عليها السلطاتالدينية فى ذلك الوقت ويبدوا أن النص السكندرى بقراءاته المختلفة والتى لم يتمكنالنص البيزنطى من احتوائها تعرض للانقراض بسبب توقف نسخ مخطوطاته ، ثم تعرضللاغتصاب بتحويل الكثير من مخطوطاته (او محاولة تحويلها ) للنوع البيزنطى ، وليسهذا صراعا دينيا فحسب وانما القى الصراع السياسى بين سيطرة بيزنطه على الشرقومحاولات مصر فى الاستقلال الدينى بالكنيسة السكندرية ونصوصها وقراءاتها بظلاله علىالأمر فحاربت بيزنطا تلك المحاولات على المدى الطويل كما ذكرنا وانقرض النصالسكندرى فعلا فلا نكاد نجد له مخطوطه بعد القرن السادس ، وجاء الاسلام الى مصرفتنحسر المسيحيه عموما لكثرة تاركيها وينشغل القساوسة عن الحفاظ على الاسلوبوالقراءة المميزة لهم الى مواجهة ذلك الدين الجديد الذى اخذ منهم اتباعهم وقلل عددشعب الكنيسة بصورة مخيفة جعلتهم يصرفون كل جهدهم لمقاومة الوافد الجديد وتشويةصورته (واستمر هذا حتى الان)
وليس من العجيب بعد هذا ان يسود النوع البيزنطىويصبح نص الأغلبية قسرا لا عن صحته ، وانما بالسلطة وبوهن الكنيسة السكندريةوبوقاحة كتبه ومزورين
أعتقد اننى هكذا اكون ختمت مقدمة معقولة عن المخطوطاتلنبدأ بعد هذا فى الحديث بصورة أكثر تفصيلا عن اهم الاختلافات فى القراءات فىالنصوص الانجيلية الحاليه، وسأحاول أن اتحدث عن الاختلافات التى لم تعدلها بعدالنسخ الحديثة لأن هناك من الاخوه من عرضا اهم هذه التغييرات التى تمت بالفعل فىالنسخ الحديثة
أهم المراجع
1- الموسوعة البريطانية
2- Bruce Metzger, Introduction to: A Textual Commentary on the Greek New Testament, Stuttgart: Biblia-Druck GmbH (German Bible Society), 1975
3- Harry Sturz, The Byzantine Text-Type & New Testament Textual Criticism, New York: Thomas Nelson Publishers
4-B.H. Streeter, The Four Gospels, London: Macmillan, 1924
5-journal of Biblical Literature, Vol. 87
6- http://www.newadvent.org/
7- Tischendorf's facsimile edition of Codex Sinaiticus Petropolitanus
8- E. C. Colwell, Studies in Methodology in Textual Criticism of the New Testament
9- W. Lyon in "A Re-examination of the Codex Ephraimi Rescriptus," New Testament Studies V (1958-9)
10- Cunnington, 1926. E. E. Cunnington, The New Testament (or Covenant) of our Lord and Saviour Jesus Christ: A Translation Based on the Version of A.D. 1611. London: George Routledge & Sons, 1926.
11- . Constantinus Tischendorf, The New Testament: The Authorised English Version; With Introduction, and Various Readings From the Three Most Celebrated Manuscripts of the Original Greek Text. Leipzig: Bernhard Tauchnitz, 1869
12- Ernest C. Colwell, What is the Best New Testament? Chicago: University of Chicago Press, 1952.
13 . Caspar Rene Gregory, Die griechischen Handschriften des Neuen Testaments. Leipzig: J.C. Hinrichs, 1908. (German)
14- Johann Jakob Griesbach, Commentarius criticus in textum Graecum Novi Testamenti. Part I (Matthew) Jena, 1798; Part II (Mark) Jena, 1811. (Latine translated in english)
15- F.H.A. Scrivener, Six Lectures on the Text of the New Testament and the ancient MSS. Cambridge and London, 1875.
16- Barbara Aland, Kurt Aland, Johannes Karavidopoulos, Carlo Martini, Bruce Metzger, The Greek New Testament. 4th edition. Stuttgart: United Bible Societies, 1993.
17- "عصمة الكتاب المقدس" اسكندر جديد